لم أتفهم -بعد- اصرار منسقية المعارضة الديمقراطية على رحيل محمد ولد عبد العزيز! ولماذا تجعل الأولوية في رحيله بدلا من مطالبته بحل المشاكل ذات الصلة بحياة المواطن (الذي لا يهمه من يتربع على كرسي الحكم ; بقدر مايهمه توفير وتقريب الخدمات العمومية منه(??
ولنفترض -جدلا- أن رئيس الجمهورية استجاب لطلب المنسقية وتنحى عن السلطة!! ترى ما الذي سيحدث حينها?? أعتقد جازما - قياسا على فترات سابقة مشهودة- أن أول ما ستبادر به أحزاب المنسقية بعد اعلان التنحي هو تفكيك المنسقية والعودة الى المربع الأول )سياسة الحزب الواحد) أتدرون لماذا? لأن منسقية المعارضة لم تنسق جهودها ولم توحد صفوفها مصلحة الوطن وانما اجتمعت و "تكتلت"و "تواصلت" و "تناصرت" و تحابت في معارضة الرئيس , و عليه فحينما يتنحى هذا الأخير فسوف يصدق على أعضاء المنسقية "من أحبك لشيء أبغضك عند زواله". وأمتلك على هذا الطرح براهين عديدة .. فما عهد فرسان التغيير, وائتلاف قوى المعارضة منا ببعيد!! فقد اجتمع فرسان التغيير2003 ,وتنظموا و تحابوا على الاطاحة بالرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع تحت الشعار (المعلن) حب الوطن, والحد من نهب خيراته; ولما أطيح بولد الطايع 2005 , و خلا لهم الجو , ليستوي عودهم, و يقوى تنظيمهم ,في وجه العسكر , وفلول الرئيس "المخلوع" , تفرقوا شعبا شعبا ,وأنشأ كل منهم حزبا وتجلى الشعار( الخفي) حب الظهور والتمصلح. أما ائتلاف قوى المعارضة ,الذي تشكل من ثمانية أحزاب هدفهم (المعلن) دعم ومساندة من يتأهل منهم للشوط الثاني من رئاسيات 2007 ,لما حان الحصاد واقترب الوعد لوضع حد لرموز الفساد , تشتت الائتلاف ,وفضل أعضاؤه التفرق, والتشرذم ,والخلاف, و غلبوا مصالحهم الشخصية( الهدف الخفي) على مصلحة البلاد, فخذلوا مرشحهم , ونبذوه وراء ظهورهم ,لحاجة في نفوسهم, وأضحى "كل حزب بما لديهم فرحون". واليوم !! هاهي منسقية المعارضة الديمقراطية, تعيد الكرة من جديد, لتلدغ زعيمها - من نفس الجحر- مرتين; في ثوب "منسقية" بدل "ائتلاف" وتوهم المواطن المغلوب على أمره والعائد من غفلته أن سر وحدتها , والقاسم المشترك بين أعضائها, هو حب الوطن لا المصالح الضيقة ,غير أن تاريخ المنسقية لا يشفع لها وللأسف. ومن هنا فانني أنصح المعارضة الديمقراطية اذا كانت تغلب -حقا- المصلحة العليا للبلد على مصالحها الشخصية , أن توحد صفوفها من الداخل قبل الخروج لمقارعة الخصم ومطالبته بالرحيل. فلم يعد خافيا -على أحد- أن سر ارتماء المعارضة في أحضان المنسقية هو الشعور بالنقص ,وعدم الندية للخصم ,والأدهى والأمر من ذلك كله; أن هذا الارتماء لا يعدو كونه مؤقتا !! فلو وافقت - جدلا- كل الأطراف السياسية على تنظيم انتخابات سينجلي لك الأمر, وينزاح عنك الغموض ; في شأن هذه المنسقية حيث لن تقوم لها قائمة بفعل الانشقاق و الاختلاف و التنابز بالألقاب (مرشح الشرق, و الكبله,والكادحين ,و الناصريين ,والاسلاميين...) وبهذا تذهب كل تلك الجهود -المزعومة- أدراج الرياح بفعل تغليب المصالح الضيقة. ومن هنا فأيهما أولى برأيكم!! أن نلهث خلف مستقبل مجهول تدعو له قوى سياسية متصارعة فيما بينها ? أم نحتفظ بحاضر مرير من حيث ارتفاع الأسعار, و الانفراد بالقرار ,واستهداف رجال الأعمال ,مع بعض الايجابيات التي لا يمكن التغاضي عنها و لا تجاهلها ,وان كانت حقا مشروعا ومستحقا للمواطن?? وسأترك الاجابة للأيام القادمة ; علما أن حفظ"الموجود" -على علاته- أولى من طلب "المفقود" .
محمذن فال ولد محمد سعيد
48100582