شرف رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني خرجي دفعة المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء لهذا العام بحضوره شخصيا وركز فخامته في الخطاب الذي ألقاه بهذه المناسبة على إظهار بعض الخصوصيات التي تتعلق بهذه الدفعة من حيث العدد وتنوع التخصصات ونسبة العنصر النسوي أولا ثم على إبراز المهام الجسام التي تنتظر هذا العدد الكبير من الشباب والشابات والدور الذي يؤمل من الجميع أن يلعبه من أجل تحسين أداء المؤسسات العمومية والمساهمة الفعالة في رفع التحديات
والرهانات. العائقة لتنمية البلد وإسعاد الشعب وللعب دور أكبر على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وكان الجزء الثاني من الخطاب مناسبة تأكد من خلالها للحاضر والغائب أن فخامة الرئيس جاء بوزيره الأول وأعضاء الحكومة وكبار المسؤولين في الدولة من مدنيين وعسكريين وأمنيين ليكونوا شهداء على أخطائهم وأخطاء من سبقوهم للفساد واحتقار المواطن وهضم جميع أنواع حقوقه التي تحفظها الشرائع السماوية والقوانين والمواثيق الدولية.
نعم لقد رأينا السيد رئيس الجمهورية في هذا الخطاب "تسيل به الصيدح" كما يقال أو "اشيلو أمرزي" إذ انطلق لسانه في سرد نماذج من اختلالات الإدارة عموما ومرافقها الخدمية خاصة؛ فجاءت القطاعات التي اختارها والأمثلة التي ضربها واللغة والعبارات التي استخدمها لتؤكد لجميع المراقبين والمواطنين البسطاء أن السيد الرئيس ليس بغائب ولا نائم بل إنه مدرك لكل كبيرة وصغيرة تجري في وطنه من شماله إلى جنوبه وأنه يحس ويشعر بما يلاقوه مواطنوه من هدر للكرامة وتفريط في الحقوق وظلم وعدم إنصاف من لدن جميع مستويات المسؤولية في الإدارة.
السيد الرئيس إني شاهد من أهلها فأنا ممن اكتووا بنار التلاعب بالمخططات العمرانية طبق ما ورد في خطابكم عن هذا الشكل من ممارسات كانت مصدر كسب "شرعي" في الإدارة ومجال مضاربات واحتيالات ليست الإدارة ببعيدة عنها أيضا.
السيد الرئيس أنا أيضا ممن عانوا كثيرا من ويلات شركتي الماء والكهرباء المختلفة والمتعددة، وأعاني منذ سنوات وحتى الآن من ممارسة الفوترة الجزافية من طرف الشركة الوطنية للماء بمقاطعة عرفات وذلك على الرغم من مراسلة مسجلة تطالب المصالح المعنية بالوقوف على حقيقة الأمر من أجل تصحيح الوضع وإنصاف زبون مثلي حيلته الوحيدة نيل حقوقه وحل مشاكله عبر طرق الإدارة وأعرافها.
السيد الرئيس أنا كذلك ممن عجزوا سابقا عن القيام بواجبهم وطبقوا استباقا نصيحتكم اليوم حيث تركت مكاني لغيري بتقديم استقالتي يوم الأربعاء 30 ابريل 2011 من إدارة الصيد الصناعي؛ إنني فعلت ذلك في وقت كان هناك على رأس السلطة من يخافه الجميع وهو الآمر والناهي الوحيد وهو الذي يمن عليك بما قدره الله لك من رزق وهو الذي يهدد ويوحي بقدرته على نزع ما "من" ويمن به على كل موظف؛ إنه ببساطة يتصرف بصفته رئيسا للجمهورية يمارس صلاحياته أما أنا فقدمت على فعلتي لأن لا ورد لي والحمد لله سوى كلمة التوحيد والعمل ب "وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم" صدق الله العظيم.
أخيرا وليس آخرا إنني يا فخامة الرئيس على كامل الاستعداد لمساعدتكم حين تقررون الكلام عن الاختلالات في قطاعات الزراعة والصيد البحري والصحة والتعليم والخارجية والعدل.
سيدي رئيس الجمهورية إن خطاب الرابع والعشرين مارس 2022 أثار ويثير هذه الأيام العديد من النقاشات والتحاليل مفادها أن لا يغرنكم كيف كان الشعب يلتمس لكم العذر في طريقة ممارستكم للسلطة حتى هذا التاريخ وأن تستعدوا من الآن فصاعدا للعذل من طرف مواطنيكم البؤساء بعد أن أكدتم أنكم على علم تام بتفاصيل أداء إدارة أنتم من تتحكمون بقوة الدستور في تعيين وإبعاد مسؤوليها المدنيين والعسكريين.
سيدي حامل القاب التمجيد المختلفة أعذر من أنذر بخصوص (أ) الانعكاسات السلبية للجنة البرلمانية المشؤومة للتحقيق حول عشرية الرئيس السابق و(ب) ما يدور شرقا من مالي إلى النقب و(ج) النتائج المحتملة للعملية الروس الخاصة في أوكرانيا على بلد يقع على المحيط الأطلسي ويزخر بمختلف أنواع الثروات الطبيعية البرية والبحرية عامة ومصادر الطاقة خاصة.