عن ذكرى يوم الأرض التاريخي في فلسطين.. / إشيب ولد أباتي

تميز احياء يوم الأرض بالأمس بهذه التحديات الكبرى، ما جعل رد الفعل العربي الفلسطيني يتجاوز التوقعات لدى السياسات الاجرامية التي يقوم بها المحتل الصهيوني، والانبطاح العربي للنظام السياسي العربي" المطبع" مع الكيان الصهيوني،،

إن هذه الذكرى لم تمر على الفلسطينيين، وعلى امتنا، كيوم مأساوي، يذكر برحيل الشهداء وبالتالي نعيهم، وإنما كان يوما متميزا بالتشبث بالحقوق العربية التي استشهد من اجلها  الابطال الستة  في 30/03/1976م، في فلسطينيين، وكانت الشرارة الأولى لمواجهة المحتلين الصهاينة المغتصبين للأرض يومها..

وقد تجدد الفعل المقاوم ضد الاحتلال خلال هذه الذكرى بعمليتين فدائيتين كانت الأولى يوم 29، بينما الثانية في يوم 30،، فقضت على النتائج التي ترتبت على جريمة  وزراء خارجية " المطبعين" مذ اليوم الأول من العملية في فلسطين المحتلة، بينما جاءت العملية الثانية بعد أن غادروا مؤتمر الولاء للكيان الصهيوني في منطقة بئر السبع..

وقد احيت جماهير الأمة العربية هذه الذكرى في مختلف الاقطار العربية بالمهرجانات، والمظاهرات المنددة ب" التطبيع" الخياني، والتفاعل مع هذه العمليات الفدائية النوعية، وكانت الاحزاب السياسية العربية، واللجان المناوئة للتطبيع، تتصدر تلك الفعاليات  التي تنادت في فعالياتها، والتحامها وإن من بعيد بجماهير الأمة في مدن فلسطين: جنين، والقدس، والخليل ، ومعظم مدن، وقرى الضفة الغربية التي تواجه قطعان همج الجيش الصهيوني، وعصابات المستوطنين الذين يسترجعون كل يوم اجرام المنظمات الارهابية ك " الهاغانا"..

وكان حريا باحفاد المرابطين في موريتانيا، أن يكونوا  أول من يلبي النداء لإحياذ يوم الأرض، والوقوف مع أبناء الأمة في فلسطين، وهم يواجهون  الرصاص بصدورهم العارية، وإرادتهم التي تجدد الوعي بقضايا الأمة، بقدر ما تنعش الذاكرة الحية للأمة من اجل رفض الانهزامية، والتبعية، والتخلف عن مواجهة التحديات التي تواجه أمتنا في فلسطين، واليمن، وليبيا، وسورية، والسودان..

إن الحراك السياسي في بلادنا يشهد حالة من الانبطاح الذي يشير الى تلاشيه أمام عواصف التحدي، ومنها الخوف، ووهمه، والاستنفاع، وجشعه،، ذلك أن الغياب عن القيام بالدور في تبني قضايا أمتنا، وقضايا الوطن على حد سواء،، الأمر الذي يستدعي مراجعة النفس، والوعي من اجل تحمل المسؤوليات المناطة بالقوى الحية،، كما يستدعي احياء الوعي لدى النخب الوطنية، فإذا كان منها من يوجهه وعيه بالقضايا المحلية، فإن البعض الآخر، لا بد أن تكون لديه رؤية وطنية  وقومية معا،، أما أن يغيب الوعي عن كل من القضايا الوطنية، والقومية، فهذا مستوى من التدرج  الانحداري ما تحت  الصفر للوعي السياسي لقوانا السياسية التي غيب وعيها كلا من الانتهازية للأحزاب القبلية، والجهوية، والشخصانية الشائنة  لمختلف مظاهر الوعي الوطني، والقومي معا..

ومن الاسئلة التي تطرح نفسها علينا موضوعيا ،،

أين دور الحزب الوطني الحاكم في إحياء هذه الذكرى الوطنية، كما احيتها الاحزاب الوطنية الحاكمة في مختلف الأقطار العربية؟!

وأين دور القوميين، الوحدويين في إحياء هذه الذكرى النضالية لجماهير الأمة العربية في فلسطين التي ناضل من أجلها أحرار الأمة، ومناضلوها، وقادتها لحركة القومية العربية في أوجها منذ 1955 ـ 1966م بزعامة جمال عبد الناصر، ومن بعده هواري بومدين، وصدام حسين، ومعمر القذافي، واحرار الأمة؟

30. مارس 2022 - 1:07

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا