سجال: "الدعوة لحسن التعايش".. تصحيح الكلام / زين العابدين ولد المنير

يبدو أني أغضبت بمقالي الذي دعوت فيه إلى حسن التعايش أقلاما ردت علي ردا شديدا يضمر في طياته السب والشتم والتقريع. وليس من طبعي أن أدخل ساحات الشتم وما أسهل ذالك على كل كاتب أن يتوارى خلف حبره ثم يقول ما يشاء .

ولن أطيل المقام بين السطور لأني كتبت بكل صفاء أمد يد السلام إلى كل راغب في السلام بكل حب وتقبل للآخر، فكان ما كتبت نصيحة أردت أن أرسلها لعلّي أجنب قومي بيضا وسودا ظلام الفتن التي تخرب الأوطان وتبيد النسل وتحرق الزرع" فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ".

فما انتهيت من مقالي حتى جاءني الرد سريعا من الكاتب "أعبيدي الشريف"الذي كان أكثر اعتدالا رغم أنه قوّلني ما لم أقل وما كنت لأرد لأني كتبت دعوة إما أن تجاب أو تترك ولكن الذي حفزني على الرد هو أن منتقدي زعم أني أسأت إلى مجتمع "لحراطين "الذي أحترمه كثيرا وهو مني وأنا منه وقد تربيت ولعبت في صباي مع أصدقاء احترمهم كثيرا في ولايتنا "لعصابة التي تشكل أسمى معاني التعايش بين المجتمعات.

وقد حول الكاتب "أعبيدي" الكلام الى غير وجهته التي أردت فأراد استخدامه لصالحه فقال أني لما استدللت بكلام الرسول الكريم" أنزلوا الناس منازلهم "فسرها على أنها للسود وفاته أن (الناس) جمع للبشر سواء فيها الأبيض أو الأسود فالرسول يؤمرنا أن نعطي للعالم منزلته التي نالها بفضله أو بعلمه.

وأما ردي على فقرتك التي تقول" كما أن الكاتب الذي يقول انه تردد قبل كتابة مقاله لولا مداد أقلام تدعو للتفرقة لم يحترم مشاعر الآخرين ليصفهم بالكسل والخمول ويقول" من جد وجد ومن زرع حصد" وهنا يدفعني الفضول لأسأله في نظرك " من جد..؟ ومن زرع؟" ومن سهر الليالي حارسا للحدود وحمالا وراعيا وحافرا للآبار وبوابا متفانيا في عمله وان كلفه جهد عضلي من اجل الحصول علي لقمة العيش، تلك المهن التي يقول الكاتب تركت للحراطين وتم إبعادهم مرحلة تأسيس الدولة لأنهم لا يعرفون مفهوم الدولة..! وهم المثقفون حاملي الكتاب ومجيدي لغة موليير مثل إخوتهم الزنوج ونحن نبارك تلك الأخوة الجديدة."

لقد كان كلامي هنا تعميما لجميع الأطياف فمن جد من الطرفين قد حصد وأنت لو تمعنت المقال يمكنك معاودته لقرأت فقرتي التي تقول: "وتشكلت الحكومة التي تضم المتعلمين فقط أبعد منها الرعاة من آبائنا الذين لا يعرفون عن الدولة أدنى فكرة وحتى المشايخ ابعدوا لكل مجاله يرابط على ثغر معرفته فكان نصيب الأوفر للبيض لأنهم المتعلمون آنذاك" اذا ستلاحظ اني قلت ان آبائنا كانوا من الرعاة لا يفهمون عن الدولة ولا يعرفون اللغة الفرنسية وأما هذه الفقرة " علم الجميع أن لا مكان الى للمتعلم سعى العقلاء من كل أطياف مجتمعنا الغالي إلى طلب العلم فكان نتيجة ذالك هذا التلون المشرف المجتمع من "الحراطين"والبيظان"والزنوج" في حكومتنا وبرلماننا وجيشنا وأساتذتنا وكتابنا في مختلف القطاعات اليوم " التي فسرتها بأني قلت "علم العقلاء اذا هناك غير عقلاء" فهذا التفسير يبدده تعميمي فأنا قلت العقلاء من كل أطياف مجتمعنا الغالي سواء "البيظان" أو "لحراطين " وأما فقرتك التي تقول " وان كلفه جهد عضلي من اجل الحصول علي لقمة العيش، تلك المهن التي يقول الكاتب تركت للحراطين" فأنا لم أتكلم عن مهن تركت للحراطين فأعد قراءة المقال من فضلك .

وأما الفقرة التي تقول " ويبدو أن ولد منير يرى عملنا عيبا و إن أراد بعض أبناء الشريحة العمل للعيش بكرامة و"لم يسأل الناس إلحافا"ذلك عيب..!" فأنا لا أرى النضال السليم المعتدل واستنكار الرق عيبا إنما أنكرت سب العلماء وظلم مجتمع كامل وتأجيج الحقد عليه .

وأما الكاتب الآخر ابراهيم بلال اعبيد فقد أجاد الشتم ووصفني أني من أراذل الناس وقال أني لست وحدي فمعي الأستاذ ولد الشدو وصدام حسين رحمه الله قائمة من الشرفاء يشرفني أنه وضع اسمي بين أسمائهم، أقول له أن المقام يفرض علي أن أعرض عنه لأني ببساطة قرأت من كتاب تاريخ غير الذي قرأ منه فتاريخه يزعم أن القائد الفرنسي قتله حرطاني وأنا قرأت أن قاتل كبلاني هو البطل المقاوم "سيدي ولد مولاي الزين". وقد شتم مجتمع البيظان في فقرته الثانية وقال أنهم بلا تاريخ وأنهم كانوا يقطعون الأرحام ويأكلون مال اليتيم.

إذا لن أرد عليه وأنا لن أسب "لحراطين" كما سب هو البيظان، وسأدعه في شكه في التاريخ لأن مشكلته ليست معي بل مع المؤرخين الذين كتبوا عن تلك المعارك بشهادة الجميع. وأريد أن ألفت نظره إلى أن التهميش الذي يشتكي منه البعض يعاني منه الكثير من أبناء "البيظان" الذين هاجروا بعد ما ضاق بهم الحال لغسل الصحون في مختلف بقاع "أوروبا " يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.

وفي النهاية أنا مازلت أدعو إلى حسن التعايش واحترام جميع أطياف المجتمع الغالي وإعطاء جميع الشرائح حقوقها سواء من بيظان أو حراطين أو غيرهم وأقول لك أنني لا أفهم في العنصرية لأني من البيظان الذين انتخبوا في الاستحقاقات الماضية الزعيم "الرئيس مسعود ولد بلخير" .

23. فبراير 2013 - 20:38

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا