فقد كنا قد كتبنا سبب ذكر فقرنا في خطاب مدريد وملخصه أن الله أعطانا عند ميلادنا رجالا لا كالرجال من كل الجهات الأمانة الصدق الهمة العالية وفى مدة وجيزة وقفت دولتنا على قدميها بجميع تنوع شعبها دون أي عنصرية أو شريحة إلى أخره.
فبدأنا إرجاع ثقافتنا الخاصة وبدأنا المشاريع حتى جاءتنا الكارثة الأولى حرب الصحراء التي أوقدتها الجزائر بحقدها المبتلى به وكنا قد كتبنا مبررات الحرب لولا وجود الجزائر جارا حقودا وبنتائجها افتقدنا كل نمونا لفقد رجالنا الأكفاء ووجود خلف لهم لا يعرف إلا مهنته ولكن أولهم كانوا طيبين إعفاء اليد واللسان مع ملابسات وجودهم مع وجود حركات ادلوجية لا تعرف إلا العزف على وتر ادلوجيتها الدنيوية الفارغة وبذلك أصبحنا دولة فقيرة الإنتاج ورجاله غنية الثروات للأجانب المستخرجين لها.
أما سبب فقدنا لكيان دولتنا ألان وهو المعبر عنه في خطاب المدرسة الإدارية فهو كارثة ونكسة محاولة شباب بلارا لانقلاب على معاوية فذلك الانقلاب لو نجح لا قدر الله لكنا الآن جميعا أثرا بعد عين.
ومع إن معاوية كان من أكثر العسكريين صلاحية لقيادة الدولة لحضريه بمدنيته وعفافه عن مال الدولة فقد أجهضت المحاولة جهده للسير قدما بالدولة على الطريق الصحيح وبعد الانقلاب مباشرة تعامل معاوية مع شباب عسكري بلا ربما فعل للبرامكة ومع سكان بواديه مافلان بالتسفير عند ما قال له المؤرخون أن أصلهم سنغاليون ردا على تسفير الموريتانيين المتجنسين سنغاليا وبدا حينئذ معاوية يتجه اتجاها عربيا بما تعنيه الكلمة فعرب المواد العلمية في الثانويات إلى أخر ما هو وطني في هذا الاتجاه ألا انه ما أن جيشت له سنغال وفرنسا عليه أوربا وحقوق الإنسان الخ و وجد هو العرب غثاء كغثاء السيل مجرد أموال لا رجال يحرسونها وكأنها لقطة لا مالك لها وخاف هو على نفسه من مصير رؤساء العرب انقلب على نفسه وموريتانيا انقلابا ابيض من إراقة الدماء ولكنه اسود من ناحية إضاعة الوطنية والكرامة وحتى كيان الدولة والى اليوم واكرر والى اليوم.
فقد فتح سفارة إسرائيل وهو يعرف إن الشناقطة لا يحسبون اليهود من البشر وجاء بديمقراطية الفوضى العسكرية أنهت ما يقال له الدولة وبقيت الصورة فقط والى الآن أيضا فنودي على القبائل بالحضور للمبايعة تباعا وكانت الصفقة هكذا أعطوني أصواتكم أعطيكم الدولة وسمعتها بل وكيانها.
وبدا اليهود مكرهم في تكوين الشرائح لتكون قاصمة الظهر للوطن وانتهى الانتماء الثقافي وأرجعنا العربية إلى التهميش والى اليوم أيضا بمعنى أن الدولة بيعت بديمقراطية الفوضى والنساء بجعل عاليها من النمو والعدالة والوطنية سافلها ومن بداية الديمقراطية وأضحوكة شبه نواب الشعب والله يعلم كيف هم جاءوا لهذه النيابة و من عند من
وكذلك أضحوكة الموالاة والمعارضة إلى كل أضحوكات شكل ديمقراطية موريتانيا وما شاكلها من الصور الفارغة من المعنى.
وبعد ما أستقر هذا الوضع السيئ هكذا توارث القوم هذا الهيكل الموريتاني المسلوب من كل أسس الدولة و ما زالو يسبحون بنا بسفينة مائية تسير بنا فوق اليابسة من أخر زمن معاوية والى اليوم ولكن بتفصيل الفرق بين القيادات الذي سوف أوضحه بإذن الله في الإصلاح القادم فانتهى دور الإدارة الإقليمية التي كانت تمثل الرئيس على كل شبر من الوطن وهي وحدها المسئولة عن ما في حيزها الترابي من الموظفين والمواطنين ويتحمل الوالي مسؤولية الرئيس من جميع أنواع الأمن الجنائي والصحي والغذائي التي جمعها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه من أصبح أمنا في سربه معافى في بدنه وعنده قوت يومه فقد حاز الدنيا بحذافيرها.
لقد ضاع الجميع عندنا وسبب ضياعه ما ذكره الرئيس في خطاب المدرسة الإدارية وسيتبين إن شاء الله سببه المباشر في كلمة الإصلاح الموالية وما على المواطن القارئ إلا أن يحتفظ بأخر هذا المقال لمتابعة السبب بالتفصيل واقتراح البديل ولو لم يسمع شج يقول تعالى [إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون].