نصف خطوة على سلم النجاح (1) /  ‏محمد الأمين ولد الفاضل ‏

سنحاول في هذه السلسلة المتخصصة في تنمية وتطوير الذات أن نقدم لكم في كل يوم مقالا قصيرا في تنمية وتطوير الذات، ويمكن لهذا المقال أن يشكل نصف خطوة على سلم النجاح، ولكن من أجل أن تكتمل الخطوة، فالأمر يحتاج إلى أن يعمل القارئ على إكمال نصفها االمتبقي.
 هنا قد يسأل البعض : لماذا نصف خطوة ؟ ولماذا لا تكون خطوة كاملة؟
إن هذه السلسلة من المقالات ما هي إلا تفريغ مكتوب لبرنامج مرئي  في تنمية وتطوير الذات ارتأيت أن أقدمه خلال رمضان لهذا العام، وهو ثاني برنامج أقدمه في هذا المجال. ولقد تبين لي أني أخطأت في السابق عندما أسميت برنامجي الأول  في تنمية وتطوير الذات برنامج خطوة إلى القمة..
لقد تأكد لي أن أقصى ما يمكنني تقديمه للمتلقي ـ مشاهدا كان أو قارئا ـ  هو نصف خطوة، لا خطوة كاملة، فهذه الخطوة لن تكتمل إلا إذا كان لدى المتلقي الاستعداد اللازم لإكمالها، من خلال التطبيق العملي لما سيتم تقديمه في حلقات هذا البرنامج من معلومات و نصائح.
ستقدم ـ إن شاء الله ـ  هذه السلسلة من المقالات الجانب النظري والذي سيكون بمثابة نصف خطوة على سلم النجاح، وعلى المتلقي أن يتولى نصف الخطوة المتبقي، أي التطبيق لما يقدم نظريا في السلسلة، وبذلك تكتمل الخطوة التي نسعى إلى أن نخطوها معا على سلم النجاح.
أي جمهور تستهدفه هذه السلسلة؟
هذه السلسلة من المقالات تخاطب الجميع: الشاب في جامعته، الأستاذ في مدرسته، الموظف في مكتبه، الفني في ورشته، التاجر في دكانه، المزارع في حقله، وربة البيت في منزلها، كل واحد من هؤلاء ومن غير هؤلاء يمكنه أن يستفيد منها في مجال تخصصه واهتمامه، على قدر مؤهلاته وقدراته الاستيعابية ..إن هذه السلسلة من المقالات تستهدف الجميع، ولكنها تركز في الأساس على الشباب وبالأخص على الشباب المتعلم الطامح للنجاح في حياته، والمستعد في الوقت نفسه لأن يبذل الجهد اللازم لتحقيق ذلك النجاح. 
إن هذه السلسلة تخاطب في المجمل كل أولئك الذين يعتقدون أنهم هم المسؤولون عن حياتهم، وعما يتحقق فيها من نجاح أو فشل..أما أولئك الذين يلقون باللائمة في كل ما يحصل لهم من فشل على الآخرين، ويكثرون من القول بأن الحظ يعاديهم وأنهم يتعرضون لمؤامرة كونية كبرى، فمثل هؤلاء غير معنيين إطلاقا بها.
دعونا في  هذا المقال التمهيدي للسلسلة أن نتفق ـ أو نفترض أننا نتفق ـ على أن نجاح أي شخص منا يطمح للنجاح في أي مجال من مجالات الحياة يمكن أن يتحقق بأمرين :
 1 ـ أن يقرر ذلك الشخص وبشكل جاد أن ينجح في حياته؛
2 ـ أن يُتبع ذلك القرار بجهد واع وجاد ومستمر.
وفي المقابل فإن فشله ما هو إلا نتيجة حتمية لعدم اتخاذه لمثل ذلك القرار الجاد مع عدم استعداده لبذل ما يلزم من جهد لتحقيق ذلك النجاح إن هو اتخذ أصلا ذلك القرار. 
في حالة الفشل يمكن لأي فاشل منا أن يلقي باللوم على الآخرين، وأن يحملهم مسؤولية فشله، بل ويمكنه أن يلصق بهم تهمة التآمر على شخصه الكريم، ولكن ذلك لن يقوده في النهاية إلا لمزيد من الفشل والبقاء على قارعة الطريق مدى الحياة.
إن طريق النجاح في أي مجال من مجالات الحياة هو في العادة طريق صعب وشاق ومليء بالأشواك والتحديات، ولذا فهو يحتاج إلى بذل الكثير من الجهد ..لا يمكننا أن نحقق النجاح في أي مجال من مجالات الحياة من خلال الاكتفاء بالتمني وتشييد الأحلام الكبيرة على أسس واهية، وتصديق السخافات والترهات التي يطلقها البعض باسم التنمية البشرية، والتي تحاول أن تصور رحلة النجاح على أنها رحلة سياحية في الدرجة الأولى، وأن طريق النجاح هو طريق مريح يبسط في أوله السجاد الأحمر وينثر في آخره الورد، أو أن النجاح يمكن أن يتحقق من خلال تشييد أحلام كبيرة والضغط من بعد ذلك على زر في المصعد لينقلنا إلى أعلى طابق في عمارة الأحلام التي شيدناها في خيالنا.. مثل هذا الكلام يعد من أخطر أنواع الدجل وتخدير الناس ومحاولة لتحقيق الأرباح والشهرة من خلال إقناعهم بمثل هذه السخافات. 
إن طريق النجاح أكثر صعوبة من ذلك بكثير، فهو طريق مليئ بالمطبات والعراقيل والتحديات، وعلى من أراد أن يسلكه أن يتوقع الكثير من العثرات والسقوط، ولتحقيق النجاح في أي مجال من مجالات الحياة لابد لنا من بذل جهود كبيرة واستثنائية، ولابد لنا من صعود سلم النجاح درجة درجة، خطوة خطوة،  وأن نقف بعد كل عملية تعثر ونحن أقوى إرادة وأكثر تحمسا لمواصلة صعود سلم النجاح.
إن ما نسعى إلى تحقيقه من خلال هذه السلسلة، وهذه يمكن أن نعتبرها هي خلاصة هذا المقال التمهيدي، هو أن نزيد من مستوى اللياقة الفكرية والبدنية للقارئ حتى يكون أكثر قدرة وجاهزية لصعود درجات سلم النجاح درجة درجة، خطوة خطوة.  
وسنسعى لتحقيق ذلك من خلال تقديم نصائح بإمكان القارئ أن ينفذها دون الحاجة لأي مساعدة من أي جهة أخرى، وذلك تناغما مع فلسفة البرنامج القائمة على أن كل واحد منا هو المسؤول الأول والأخير عن نجاحه  أو عن فشله.
يتواصل بإذن الله..

 

لمشاهدة الحلقة الأولى من برنامج نصف خطوة : 
https://youtu.be/q2vxFphse1k

 

 

16. أبريل 2022 - 11:26

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا