1972 – 1890
اسمه ونسبه
هو الكوري ولد مسعود ولد محمد ولد عثمان بن أحمد بن محمد لفظيل بن اللب من قبيلة أولاد اللب التي ينتهي نسبها إلى ادليم بن حسان .
كان والده "مسعود" شجاعا مقداما ، وقد شارك في كل المعارك التي خاضتها قبيلة "أولاد اللب " وقد توفي في احدى تلك المعارك . ولمسعود أخوين شقيقين هما سيد محمد والحاج ابراهيم.
حياته وجهاده
ولد الكوري ولد مسعود ولد عثمان في إينشيري في مرابع ابناء عمومته في حدود عام 1880 ، وبعد بلوغه سن العاشرة شاهد اجتياح الاحتلال الفرنسي لبلاده ، إذ كان دخول العقيد" غورو " أطار في 9 يناير 1909 عنوانا لذلك الاحتلال، فالتحق بصفوف المقاومة تحت لواء الأمير سيد أحمد ولد أحمد العيده وخاض معه غمار معارك الحوض وتيشيت خلال عامي 1911\1912.
يقول الباحث سيد محمد ولد الكوري حفيد المجاهد : " لقد كان لوالدي الشرف العظيم في أن يكون مجاهدا ومناضلا من أجل هويته ووطنه رافضا الاستعمار الفرنسي وهيمنته وانتهاكه لحرمات الشرع والعباد" ويقول : " إنه ببساطة ذلك الجندي المجهول الذي كبد الفرنسيين خسائر فادحة وقتل واصطاد على طريقته المتميزة الكثير من عتاتهم وأعوانهم في ظروف متباينة ، مرة منضويا تحت جماعة الجهاد بإمرة الأمير سيد أحمد ومرات منفردا يتحين الفرص ويختار الأهداف بالطريقة التي يراها مناسبة لظروفه ومؤهلاته."
واستمر الكوري يجاهد إلى جانب الأمير سيد أحمد إلى حين استشهاده في وديان الخروب في 19\03\1932 فقرر الاستمرار في درب الجهاد المضيئ ، فصار يتربص بالفرنسيين وأعوانهم وقد اتخذ من جبال " أزوكي وشوم وتزاديت مخابئ ومسارح لعملياته الجهادية ساهمت في توفير الأمن والحماية له .
ويقول الكاتب أحمدو ولد عبد القادر " بعد مقتل الأمير المجاهد سيد أحمد كان الكوري وأحد زملائه ممن ينحدرون من " اكسير الطرشان " قد قررا الإلتحاق بالجبل ، وكانت " كدى " الشمال الملاذ الآمن لهذين المجاهدين اللذين وجدا نبعا من الماء في الجبل ، وكانت مسالك " كدى " تزاديت وشوم وشمال آدرار مراحا لتحرك هذين المجاهدين اللذين قررا ان يجعلا من جمال الفرنسيين زادا ، فينحران كل ما صادفهم منها أو يغيران على قوفل أعوان الجيش الفرنسي ويأخذان العتاد والسلاح والزاد.. وقد ظل الكوري وزميله لسنوات بين كر وفر وظهور واختفاء والجيوش الفرنسية لا تكل في البحث عنهم ."
ويقول الكاتب والشاعر أحمدو ولد عبد القادر أن رفيقي الجهاد قررا الافتراق واتجه الكوري صوب " أطار " وفيه قام بعملية جريئة تظهر شجاعته الكبيرة إذ قام بالهجوم عل أحد المستوطنين الفرنسيين وكان خبيرا في الخرائط ويبحث عن الثروات المعدنية للبلاد اسمه "روك" وقتله واستولى على سلاحه وخرج من أطار بعد أن قال لإحدى النساء : إذا كان الصباح اخبري النصارى ان الكوري هو الذي قتل صاحبهم " روك" .. واتجه المجاهد تلك الليلة نحو تكانت وبالذات تجكجة .. وفي الصباح تم اعلان الاستنفار في أطار وبثت العيون في كل مكان تتسقط أخبار الكوري ولد مسعود .. ولكنه نجا من المطاردة ووصل الى تجكجة واتخذ من "طارف أدرك" ملاذا له .. وبعد أن توقف الطلب عليه واطمأن على سلامته أصبح يتردد على القرية وقد تزوج فيها وأنجب ابنا اسمه "سيد احمد" وابنتين هما : " التفاك " و" افيطمات " .
ويقول الكاتب أحمدو ولد عبد القادر " ذات يوم كان الكوري يعد الشاي أمام مخبئه فذهب لقضاء حاجته وترك بندقيته عند متاعه فعثر عليها أحد الحرس وذهب بها إلى حاكم تجكجة الذي عرف أنها بندقية المهندس " روك " الذي كان يجري دراسات البحث عن المعادن في آدرار وتيرس .. وفي لحظة بدأ البحث عن الكوري الذي أنقذه سيل جارف تصادف مروره في بطاح تجكجة مع الحصارالمحكم الذي ضربته عليه السلطات الفرنسية ".
اختفى المجاهد الكوري ولد مسعود في مياه السيل الهادرة حتى وصل إلى حيث أمن من ملاحقيه وقرر متابعة رحلته التي اوصلته إلى السودان ثم إلى بيت الله الحرام حيث استقر به المقام حتى توفي رحمه الله سنة 1972.
قصة جهاد البطل الكوري ولد مسعود هي قصة موريتاني رفض الخضوع للإدارة الاستعمارية الفرنسية فأنخرط في مقاومتها بما أوتي من قوة وسلاح ثم قرر الهجرة باحثا عن أرض إسلامية حرة حيث المسلمون فيها أسياد على أرضهم الإسلامية.
المراجع :
1- أحمدو ولد عبد القادر ، صحيفة الاسبوع ، العدد 4 بتاريخ : 27\02\2003
2- سيد محمد ولد الكوري ، الكوري ولد مسعود ، بطل وطني ، بحث غير منشور ، بحوزتي نسخة منه
3- الباحث أحمد ولد حسنة ولد الغاظي ، مقابلة بتاريخ : 2013
4- دوتوه لويوسكي ، الغزوات على آدرار ، ترجمة الأستاذ محمد فاضل ولد الجيه ، 2006
5- النقيب جيلييه ، التوغل في موريتانيا ، ترجمة د. محمدن ولد حمين ، دار الضياء ، الكويت 2007