أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس / أحمدو المهدي

كل من ثبت أنه من البظان ، فهو في قضية العبودية مدان .وكل من لم يتبرأ من بيرام ، فهو موال للشيطان ومعاد للقرآن.

وهاتان الحقيقتان سوف نثبتهما بطرح مجموعة من الأسئلة والسؤال نصف الجواب ، لكن بعض هذه الأسئلة موجه إلى البظان والبعض الآخر موجه إلى بيرام .

وقبل الدخول في هذه الأسئلة أود أن أنوه بكل من انتقدني أو خالفني لأن الخلاف لا يفسد للود قضية ، ومن لم يتقبل نقد الناس فلا يجوز له أن ينتقدهم .. وأأكد للجميع أنه ليس هناك من أمر محرج لي إطلاقا .

ولنرجع إلى الموضوع الأهم ، لنطرح الأسئلة التي نتحدى البظان أن يجيبوا عليها وهي كالتالي :

متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟

ومتى حررتم الناس وما زالت أمهاتهم تلدهم عندكم عبيدا ؟

وإذا كنتم تدركون أنكم قد ظلمتم الناس عبيدا وظلمتموهم أحرارا  ، فما هي الحلول التي تتقدمون بها للصلح معهم ؟

وإذا كانت كافة الحلول المطروحة لا تمثل اعترافا ، ولا تحمل اعتذارا ، ولا تتضمن تعويضا ... فهل تعتقدون أن أصحاب الحق المسلوب سوف يقبلون بها؟!

وإذا كانوا قد ملوا الحلول المهدئة وسئموها , فهل ترفضون الحلول المستدامة التي ينشدونها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أما الرأي الذي أريد أن أساهم به أنا في الإجابة على هذه الأسئلة أو بعضها ، فهو مجموعة نصائح سوف أذكرها في الوقت المناسب وأكتفي منها الآن بنصيحة واحدة وهي : إن أي حل يصطلح فيه الطرفان الآن ، فالرابح فيه اليوم هم البظان ، لأن النضال من أجل استعادة الكرامة حق مشروع ، والحق لا يبطل بالتقادم ، وما ضاع حق وراءه مطالب .

وإذا كان هناك من يتاجر بهذا الحق المسلوب ، ليصل به إلى باطل مغصوب ، فإن متاجرته تلك لا تلغي عدالة قضية " لحراطين ".

وأعتقد أيضا أن بعض الحلول ما زال ممكنا ، ويوشك أن تضيع فرصته مع الوقت إذا لم يتداركه العقلاء ، وأدق وصف يقرب الصورة من وجهة نظري ، أبيات الشاعر الأمير نصر بن سيار حيث يقول :

أرى تحت الرماد وميض جمر *** ويوشك أن يكون له ضرام  

وإن النار بالعودين تذكى*** وإن الحرب أولها كلام  

فإن لم يُطْفِها عقلاءُ قومٍ ***** يكون وقودها جُثثٌ وهامُ

  فقلت من التعجب ليت شعري  *** أأيقاظ أمية أم نيام

 فإن كانوا لحينهم نياما *** فقل قوموا فقد حان القيام .

...........................***

وأما الأسئلة التي نتحدى بيرام أن يجيب عليها فهي كالتالي :

متى تعتذر وبشكل مباشر وصريح ، بعد أن أدركت خطورة التطاول على المصحف الشريف ؟

وإذا كنت تعتقد أن (أَدْوَ العبْره نكرانها) فهل محوت كل ما سجل بخصوص هذه القضية وهل تعتقد أن محوه من ذاكرة الجهاز كاف لمحوه من ذاكرة من شهدوا عليه وما زالوا يصرون على أن تعتذر أمامهم يا عدو الله .

وهل تعتقد أنك تستطيع المواصلة في جمع التبرعات بعد حادثة انواذيبو ، أم أنك أدركت أن التطاول على المصحف ـ وإن نفعك في الخارج ـ سوف يؤثر على الصندوق الأسود الذي لا يشبع من التسول في الداخل ؟

وإذا كنت تقول إنك خرجت من السجن وأنت تضع المصحف على رأسك ، فهل تعتقد أيها الغبي أن وضع المصحف على الرأس ينفع من يخالف المصحف ولا يعمل به ؟

وإذا كنت تكتفي من العمل بوضع المصحف على الرأس فهل تصلي ومتى تقوم بهذه الصلاة ؟؟

وإذا كنت تراهن على تمويل البظان الذين أنت من صنيعهم ، فهل تدرك أنهم باتوا يبحثون عن بديل تافه مثلك لمواصلة الالتفاف به على نضال شرفاء لحراطين . 

ومن جهة أخرى .

ما هي السرقات التي قمتم بها في الشمال مؤخرا ؟

وهل سَلِمَ أحد من السرقة بعد أن جئتم إلى مدينة ازويرات ؟ وهل السرقة إلا أن تأخذ ما في جيوب الناس بغير رضاهم ؟ .

اللهم إني أتحدى أي شخص مرموق يأتي إلى بيرام أو يزور مهرجاناته ويرجع منها إلا ووجد أنه قد سرق .

وهذه حقيقة يشهد عليها كل من لقي بيرام أو زاره ممن يتعاطفون مع شريحة لحراطين ، فكل أولئك المتعاطفين ـ وإن اختلفت حكاياتهم ـ يجمعون على أنهم قد سُرِقُو أثناء زيارتهم لبيرام .

فبعضهم يقول إنه جاء إلى بيرام فاحتفى به وتبادل معه رقم الهاتف ، ولكنه فوجئ وقت الخروج من عنده بثلاثة أشخاص من مرافقي بيرام ، وقالوا له إن الرئيس يسلم عليك جدا ويقول لك إنه بحاجة ماسة إلى خمسين ألف أوقية ليساعد بها هؤلاء الناس الذين يستضيفونه في منزلهم ، فإن نجحت تلك الحيلة فبها ونعمت ، وإلا انفرد به أحد الثلاثة ليخبره أنه يستطيع أن يستلم منه ما تيسر وأن بيرام يرضى بكل ما يقدم له ، ولكنه لا يحب أن يكون ذلك أمام الناس ، ويتساءل الضحية هل هذه خدعة من الحراس أم هي حيلة من بيرام .

وبعضهم يقول في حكايته إنه تعرض للابتزاز المباشر من بيرام نفسه ، ولم ينجه منه إلا أنه ليس في جيبه شيء في ذلك الوقت وبعد أن عاد إلى أهله لم يرعه إلا الهاتف يرن وبيرام يتصل وإذا به يريد سبعين ألف أوقية ليستأجر بها سيارة للقافلة ، وآخر يقول إنه اتصل به يريد نقودا يشتري بها بنزينا للقافلة ، وآخر يقول إنه اتصل به يريد نقودا يشتري بها ذبيحة للقافلة... وهكذا تتعد المبررات والهدف واحد وهو النقود .

والذي أقوله أنا والله على ما نقول وكيل ،: إن بيرام لص (سَارقْ أحْمَرْ) يستغل المنظمة للجريمة المنظمة ، ويوحي إلى زعماء لحراطين الذين سرق نضالهم أن كل من وقف في وجهه منهم فهو عبد للبظان ، وفي الوقت نفسه يوحي إلى كل من يكشفه من البظان أنه عدو لزعماء لحراطين ، ثم يرجع إلى زعماء لحراطين الذين سكتوا عنه رغم أنهم قد خالفوه والمتعاطفين مع لحراطين من "البظان" و "لكور" الذين سكتوا على خبث بيرام بعد أن كشفوه .. يرجع إلى كل أولئك فلا يترك لهم شيئا يمكن أن يسلبه منهم بأي حيلة إلا سلبه . 

وعادته في ذلك كالتالي :

يبدأ بطلب معقول لهدف مقبول ، وبتعاطيك مع ذلك الطلب يحدد نفسيتك ثم تتوالى الطلبات لتجد نفسك وقد سرق منك كل ما يمكن أن تقدمه لغيرك ، وعندما يرى أنك قد فطنت له يجازيك جزاء سنمار ويستبدلك بمغمور آخر ما زال في مرحلتك الأولى ليحيدك بذلك عن المشهد تماما وهكذا دواليك.

بيد أن الأخطر من ذلك كله هو أن بيرام بدأ يوحي إلى الغرب ـ من خلال سب العلماء وحرق الكتب ـ أن مشكلة البيض والسود في موريتانيا هي مشكلة دينية ، وأن السود لا يريدون الإسلام لأن البيض يستعبدونهم به ويكرهونهم عليه ، وأن مشكلة البيض والسود في موريتانيا كمشكلة الشمال والجنوب في السودان ، وأن تضييق الخناق على دولة البظان ، هو الحل الأمثل لتحرير العبيد ، ويبدو أن الأربيين لم يكتفوا بالتعاطف مع مبررات حرق كتب الفقه ، حتى يجدوا تعاطفا مع مبررات حرق آيات من القرآن . 

وهذه هي خلاصة الأسئلة التي تطرح نفسها على البظان وعلى بيرام .

وأما الأسئلة التي يكثر طرحها علي أنا فهي كالتالي :

س : هل لقيت الرئيس محمد ولد عبد العزيز بعد تخليك عن حركة إيرا ؟

ج : لقاء الرئيس محمد ولد عبد العزيز شرف لا أدعيه واتهام لا أنفيه .

س : هل ما زلت تدعي أنك أنت المهدي ؟

ج : نعم وأصبحت أدعي أيضا أن بيرام هو الدجال ، وقد بدأت المعركة بين الدجال والمهدي فاختاروا مع أيهما تكونون ، لكن خلافي مع الناس في تصور المهدي هو نفس خلافي معهم في تصور الدجال .

س : هل تعتقد أن بيرام قد ارتد أو كفر بسبب تلويحه بحرق المصحف ؟

ج : كلا , لأن الحكم بالكفر أو الردة أمر في غاية الصعوبة ، ولا يتم إلا عن طريق القضاء ، وأما الأفراد فليس بإمكانهم أن يحكموا بالردة إلا على أنفسهم . 

وفي الختام لا يسعني أن أطالب وسائل الإعلام بنشر كل ما تسمعه أو تشاهده ولتفسح المجال أمام الناس بعد أن فتحت لهم حرية التعبير ، وأطالب قناة الساحل وقناة شنقيط أن تبثا المهرجان الذي أهين فيه بيرام وامتنع فيه عن الاعتذار بعد التلويح بحرق المصحف أمام مرأى ومسمع من الجماهير ، وإذا كانت عقدة الهولوكوست (العبودية) قد أجبرتهم على بث إهانات بيرام للعلماء ، فليسمحوا للعلماء أن يحذروا الناس من شر بيرام ، وليعلم الجميع أن بيرام أولى أن يمثل البظان في مكرهم وخداعهم ، من أن يمثل "لحراطين" في صدقهم ووضوحهم .

وأتحدى بيرام أن يناظرني على التلفزيون أو الإذاعة لأثبت للجميع أن بيرام لا يمثل إلا الصندوقين الأسودين الذين يتسول بهما ، ولا يعلم أهل إيرا عنهما إلا أن الصندوق الخارجي لا يخرج منه أي شيء يدخله وتتولى حراسته السيدة ليلى .

وأما الصندوق الداخلي فيتولى حراسته أحمد ولد حمدي .

وهذا كل ما يمثله بيرام .

 

26. فبراير 2013 - 0:04

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا