ذاع صيتها فى المشرق والمغرب إنها شنقيط ,حيث مثلها الرعيل الأول خير تمثيل فكان الحجاج والعلماء أفضل سفراء عرفوا - ( بتشديد الراء ) - بهذه الصحراء فكانوا لها خير سفارة على كافة الأصعدة العلمية والسياسية والإجتماعية...فمن خلال رحلاتهم ظلت منارة شامخة فى قلب الصحراء رغم شح الموارد حينها وقساوة المناخ
لقد اكتسبت أرض المنارة والرباط من خلال علمائها الأجلاء ومحاظرها المتنقلة وأجيالها الأمناء ورجالات المقاومة سمعة خولتها أن تكون مركز أشعاع حضارى وتلاقح فكري وثقافي واجتماعى على الرغم من غياب نظام سياسي بهذه البلاد. ففى هذا الجو والمناخ الإجتماعى تعايشت الساكنة وتآخت تحت خيمة الإسلام وراية الود والتسامح , هكذا كانت موريتانيا حيث العلم والنزاهة والأخلاق إنها موريتانيا الأمس , شنقيط المجتمع الأهلى , شنقيط التى تحتكم إلى جماعة الحل والعقد.
أما موريتانيا الدولة الوطنية الحديثة فتلك قصة أخرى فبعد دخول المستعمر وتحرير البلاد من ربقة الاستعمار ونيل الإستقلال أستبشر الحاضرون بميلاد الدولة الجديدة وعقدوا عليها الأمل واستشرفوا المستقبل , لكن هيهات وُلدت الدولة وما إن حان الحكم على سياسة النظام الحاكم وقتئذ حتى انقض العسكر واجهضوا مشروع الدولة الوليدة وباتت منذ ذلك الوقت ترزح تحت الفقر وغياب التنمية وتمشى على رأسها بدلا من أن تمشى على قدميها وتساير قطار التنمية فى مثيلاتها
عانت موريتانيا من حكم العسكر ولازالت تعانى من سياسات تخبطية لا تسير وفق تخطيط استيراتجى ولا تصبو لأهداف محددة بقدرما تصبو إلى برغماتية وبقاء فى سدة الحكم بصورة مطلقة
إن قيادة موريتانيا ليست حكرا على أحد دون أحد إلا بالحكمة والبصيرة الثاقبة والقدر الكافى من المعرفة والإضطلاع على حيثيات الأمور حتى يتمكن المسؤولون من قيادة بلد
فى الدولة الوطنية الحديثة إما أن تكون مدنيا أوعسكريا بغض النظر عن توجهك السياسي لكن لابد من مشروع معين هو مشروع بناء دولة وإلا فتنكب قليلا يرحمك الله ياهذا ,
إن من الممارسات الديمقراطية الحق للمدنى ممارسة السياسة ونقد الحكم أومناصرته لكن لايحق للعسكري الخوض فى غمار السياسة والظهور عبر وسائل الإعلام فالعسكريون وُجدوا لحماية الحوزة الترابية والذود عن المجتمع أو البقاء فى ثكناتهم لا أن يقودوا دولة أو يستولوا على السلطة مهما كانت سلبيات ذلك النظام , أما وأن يتخلى العسكري عن البدلة العسكرية بعد أن يستولى على السلطة ويترشح ويحكم فتلك نازلة فى قاموس الديمقراطية وماهو إلا باطل زُيـِّن بحق كلاما كان أوفعلا .وماذلك إلا تبييضا وغصبا للسلطة ولو استتب الحكم
وأقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم وأرجو الله أن يهدى ولاة أمورنا
وفى الأخير لله الأمر من قبل ومن بعد.