الثورة في موريتانيا : (واجب .. حرام) / اسلم ولد الطالب اعبيدي

altفي وطن تتوفر فيه جميع أسباب الثورة والرفض .  وفي واقع دولي مليء بالمتناقضات.

خرج  شباب 25 فبراير وهم يحملون نفس الشعارات التي رفعوها من قبل، فتاهت بين خيوط مشهد سياسي غريب، فلم تحقق التغيير كمثيلاتها في الدول الأخرى.؟؟ ولست بوارد التحريض لشباب 25 فبراير، لأسباب كثيرة يعرفها زملائي المقربين منهم، ولعلني أكتفي  بالقول: إنها  نفس الأسباب التي جعلتني أعزف عن الانخراط في حراكهم حتى الآن.

 لكنني في المقابل لن أثقل عليهم  فحروفي لا تطاوعني وكلي يقين  من صدق الكثيرين منهم في قضيتهم... ومع ذلك سأدعوهم وأدعو غيرهم  ممن يؤمن  بضرورة التغيير في بلاد "السيبة " أن يتريث قليلا  قبل النزول للشارع  حتى يعرف من هو؟ وماذا يريد؟ ولماذا أراده؟  وكيف سيصل إلى ما يريده؟ دون أن يحدث ما لم يكن يريده ..؟

لأن الثورة في زماننا كالسهم لا يتحكم  صاحبه في مساره ولا نجاحه في تحقيق الغاية من إطلاقه، إلا بقدر ما يتأكد من تحديد الهدف ونوعية السهم قبل أن يطلقه.

فهناك دول دمرها شبابها حين أرادوا الإعمار، وفرقوا كلمة شعبها وهم يريدون جمعه وأشاعوا القتل وهم يطالبون بالأمن....!!!

فبالإضافة لكونه حق مشروع أصبح النزول للشارع أمانة يسأل عنها الإنسان أمام ضميره، وعقيدة سيسأل عنها في كتاب (لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها).

فالثورة على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية "المزرية" حق مشروع لكل شعوب العالم   وواجب عيني على الإنسان الموريتاني لكنها تصبح حراما حين تصبح ثورة من أجل التقليد وحين تصبح استغاثة من الرمضاء بالنار.

وسأترك لشباب 25 فبراير ولغيرهم ممن يريد النزول إلى الشارع أن يدرك أهمية تلك الأسئلة والإجابة عليها قبل أي تحرك ثوري؟

26. فبراير 2013 - 0:07

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا