بدءا على كل واحد منا أن يعلم بأنه هو الشخص الوحيد في هذا العالم الذي يمكنه أن يميط اللثام عن موهبته، وهذا لا يعني ـ بأي حال من الأحوال ـ بأنه لا أحد يمكنه أن يساعدنا في اكتشاف مواهبنا، فالأسرة يمكنها أن تُساعد في اكتشاف الموهبة، والمدرسة قد تُساعد، والمجتمع قد يُساعد، والبيئة والمناخ الثقافي العام في بلد ما قد يُساعدان، وحتى هذه الحلقات من سلسلة نصف خطوة قد تساعد، ولكن في النهاية فستبقى أنت هو الشخص الوحيد الذي يمتلك القرار الحاسم في إماطة اللثام عن موهبته.
المؤسف في الأمر أن كل هذه العناصر التي تم تعدادها على أنها قد تساعدنا في اكتشاف مواهبنا، قد تتحول في كثير من الأحيان، وخاصة في البلدان المتخلفة، إلى "عصابة من الأشرار" لقتل تلك المواهب في وقت مبكر.
تقول بعض الدراسات أن 90% من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم خمس سنوات هم من المبدعين، وأنه كلما زاد عمر الإنسان تقل لديه نسبة الإبداع إلى أن تصل هذه النسبة إلى 2% فقط عند سن الخامسة والأربعين. فمن ذا الذي قتل روح الإبداع في نفوس البقية؟
الجواب : إنها هي تلك الجهات التي كنا نأمل منها المساعدة في اكتشاف وتنمية المواهب، وفي تلك الحقيقة مفارقة مؤلمة.
إن من وأد تلك المواهب في وقت مبكر هو : الأسرة؛ والمدرسة؛ والمجتمع؛ والبيئة والمناخ العام. يقول عالم الكيمياء المصري "أحمد زويل"، الحاصل على جائزة نوبل، ما مضمونه: إن الغرب ليسوا عباقرة والعرب ليسوا أغبياء، وإنما الفرق بين العرب والغرب هو أنهم في الغرب يدعمون الفاشل حتى ينجح، وأما العرب فإنهم يحاربون الناجح حتى يفشل!!
المفارقة الأكثر إيلاما هي أن الموهوب قد يشارك هو أيضا مع الأسرة والمدرسة والمجتمع والبيئة العامة في وأد موهبته.
إن اكتشاف مواهبنا، وهذا هو أول ما يجب علينا فعله للاستفادة منها، يستوجب منا أولا أن نتوقع أن لكل واحد منا مجالا ما يمكن أن يتفوق فيه، بل ويبدع فيه ويتميز، فالله الذي جعل إعمار الأرض من المهام الأساسية للإنسان الخليفة في الأرض، قد أودع في كل واحد منا إمكانيات وقدرات هائلة تمكنه من انجاز تلك المهمة الموكلة إليه. فهل يليق بمسلم أن يعتقد بأن الإنسان الخليفة في الأرض لم يُمنح من القدرات والإمكانيات ما يكفي لأداء مهمة كان الله قد أوكلها إلى ذلك الإنسان الخليفة؟
ولاكتشاف مواهبكم فإليكم بعض الأسئلة التي قد تساعدكم في اكتشافها!
1 ـ ما هي المجالات التي كنتُ تتميز بها في صغرك؟
2 ـ أي شيء تحب أن تفعله باستمرار على الرغم من أنك لم تتعلمه؟
3 ـ كثيرا ما نعمل أشياء غير مقتنعين بها، هل هناك شيء تعمله وأنت مقتنع به؟
4 ـ ما المجال الذي تعتقد أنك يمكن أن تتعلمه بسهولة، وتمتلك فيه خبرات أكثر من غيره؟
5 ـ ما الأشياء التي تعتقد أنه بإمكانك أن تنجزها بإتقان أكبر وبإمكانيات أقل؟
6 ـ من هو قدوتك في هذه الحياة وأي صفة تعجبك فيه؟
7ـ تخيل أن هناك كتابا واحدا فقط يمنح لكل فرد، فما الكتاب الذي سيقع عليه اختيارك؟
8ـ إذا قررت أن تجرب ثلاث وظائف فماذا ستكون هذه الوظائف؟ وما هو ترتيبها؟
9 ـ تخيل أنه يجب عليك أن تعلم الآخرين ثلاثة أشياء في الحياة. فماذا ستكون هذه الأشياء؟
عند الإجابة على هذه الأسئلة بعفوية وتلقائية ستلاحظ أن الإجابات تسير في اتجاه معين، ذلك الاتجاه قد يكون هو ما يتناغم مع قدراتك وإمكاناتك، وربما تكون موهوبا فيه.
يتواصل بإذن الله ...