لا تخلوا عين المتتبع لصفحات الفضاء الأزرق، من حادث سير مؤلم، أودى بحياة أشخاص في إحدى مقاطعات العاصمة نواكشوط أوو مقاطعات الولايات الداخلية، وفي الغالب يكون سببه عملية تهور خطيرة قدم عليها مراهق يتولى مقود سيارة حديثة لا يولي أهمية للسلامة ولا للحفاظ على الأنفس والممتلكات والمال، قلبه خال من التربية السليمة التي تحث صاحبها على اللين وحسن المعاملة والمعاشرة الطيبة..
مزق المتهورون من المراهقين، قلوب كثير من سكان الجمهورية الإسلامية الموريتانية، نتيجة لتهورهم وإفراطهم في السرعة البعيدة من المنطق والواقعية، التي لا تسفر إلا عن عمليات دهس يروح ضحيتها أشخاص أبرياء وحوادث مميتة، قتلت وعطلت آلاف الأشخاص وسببت لهم إعاقات دائمة، لا يزالون يدفعون أتعابها وآلامها إلى حد الساعة.
يشكل هواة السياقة من الشباب خطرا عميقا على الجميع، نتيجة لنقص الخبرة في مجال القيادة والابتعاد عن التجربة وعدم الإحساس بالمسئولية، ما جعلهم خطرا حقيقيا أدخل الآلام الجسيمة على كثير من سكان أرض المنارة والرباط وسبب فقدان كثير من الأحبة والأخوة والآباء والأمهات، بشكل خاطف دون سابق إنذار.
جرم معلوم ومشهود يشارك في تغذيته المجتمع، نتيجة لترك أبنائهم يسرحون ويمرحون يسلمهم أهلهم وذويهم مبالغ مالية معتبرة، تمكنهم من الولوج إلى ساحات إيجار السيارات الفارهة، دون سابق معرفة بالقيادة وقواعدها السليمة، يطلقون العنان للسرعة، حتى يصلوا ذروة الإفراط والخطر وهم لا يشعرون بدخولهم الخطوط الحمراء وفتح نوافذ موصلة إلى الهلاك بسرعة فائقة.
إذا على كل أسرة أن تراجع نفسها وأن تعيد ترتيب بيتها، من جديد لتساهم في توقيف شلال الدماء، الذي يتزايد وقع آلامه ساعة بعد ساعة، بسبب حوادث المتهورين من أبناء الأسر المتحكمة، نتيجة لابتعادهم عن دور الرقابة والتربية الصحيحة، التي تحث على التعليم وغرس القيم النبيلة والابتعاد عن السفه والوحشية والقتل والتدمير والإسراف في المال والممتلكات.