من طبيعتنا العزوف عن العمل لا نولي له أي اهتمام، غارقين في هدر الوقت ومتابعة الأفلام والبرامج ومستجدات الساحة الرياضية، دون أن نعلم أن الوقت كالسيف إن لم تقطع قطعك والأيام تمر بسرعة والإنسان مسئول عن وقته وشبابه وماله، ولا بد من التأمل في الوقت واستثماره استثمارا صالحا، يعيد بالمنافع على صاحبه، ليغني عن الاتكال والتسول.
وفي هذا الإطار نعاني من هدر الوقت بطريقة عشوائية وغير مبررة، تسببت للكثير منا في نفاد طاقته وجهده، دون أن يكون سبيلا لتحصيل مال أو منافع تكفيه عن الاتكال على الآخرين وانتظار ما في يد الناس، وهو أمر مشين ومنتشر إلى حد كبير في صفوف كثير من الشباب والرجال والنساء، في عصر مليء بالفرص والتحصيل والإنتاج والعمل.
على الشباب أن ينمي قدراته، في معرفة فرص التحصيل، وينبذ الكسل والخمول وراء ظهره، ويباشر العمل والإنتاج، ويخلق أدوات جديدة لجني المال والتحصيل الشريف، ويترك النوم وعبادة الذات والإدمان على الهواتف والاستغراق في مواقع التواصل الاجتماعي، للاطلاع على عورات الآخرين ومتابعة مساوئهم وتصرفاتهم الجنونية والطائشة.
من اللافت أننا نجد أسرا عديدة تعتمد في عيشها وقوتها على شخص واحد، رغم كونها مليئة بالأشخاص من مختلف الأعمار والأجناس، صالحين للخدمة وللعمل وللتحصيل، الذي لوا اتجهوا إليه لعمهم الخير وغشيهم ما يبحثون عنه من رفاهية ومال، بعيدا الاتكال والتثاقل والتكاسل المقيت..
ليعلم جميع الشباب وكل من له قلب وألقى السمع وهو شهيد، أن العمل شرف وعرق الجبين من أجل كسب حلال خير مما يجمع الآخرين من الأموال المشبوهة والمنهوبة من خزائن الدولة أو من طرق غير شريفة، من أجل الثراء السريع والتبذير في المناسبات، الأمر الذي أكسب كثير منا عقليات غير صالحة للاستعمال ولمواكبة عصر الحداثة، فلنفكر ولنعمل بجد وشرف لنجني لقمة عيش حلال تضمن لنا مستقبلا سليما، خال من الفساد والمشاكل والأحقاد.