*(((نحن في ترقب دائم في العيد و في رمضان و في الجائحة ....))))*
كان ذلك آخر تصريح للصحفية شرين ابو عاقلة، ينضح حرية و شجاعة و إستعدادا للقيام بمهنة المتاعب(الصحافة).
كلمات معبرة تقولها و هي في حالة ترقب ، حيث كانت على الرصيف تترقب الاخبار.
و برصاصة في الرأس من جندي غادر لا يرعى إلا و لا ذمة، فارقت شيرين الصحافة إلى الأبد لتكون خبرا يكتب مأساة الفلسطينيين بالدماء كما كتبوها و يمتبوها هم.
و لتعيد الرسالة من جديد لكل صحافي حر، بأن فرسان الكلمة هم أحد جنود الصفوف الأمامية لفيلق ايصال الحقيقة، في معركة الحق و الباطل.
ليست شيرين هي اول من قتل في سبيل ايصال الحقيقة و لن تكون آخرهم.
إن عالم المادية المنغمس في أهوائه و المتغطرس في افعاله المتناقض في أقواله، يكره فرسان الحقيقة، و يعتبرهم أول أعدائه.
و ما يزال المستبدون تمنع نومهم كلمة حق تدوي في سماء الحقيقة الفسيح، و يرونها أشد عليهم من الرصاص الحي.
كلمة PRESS المكتوبة بحروف واضحة و مضيئة على السترة الواقية ، لم تشفع لفرسان الكلمة أمام قلوب حاقدة تضع يدها على الزناد، و تعودت قتل الأبرياء، و لم تشفع لهم المواثيق الأممية الدولية، في عالم تعود هو الآخر على تهميش صوت الضعفاء و الإلتفاف على حقوقهم.
رصاصة شيرين هي نفسها رصاصة الغدر التي قتلت محمد الدرة و هو يحتمى وراء أبيه،
و قتلت ملايين الأبرياء عبر العقود الماضية.
إن لسان حال عالمنا اليوم ينطق بالظلم و الاستبداد و يعتمده دستورا، و من يدافع عن المظلومين و يتبنى حقوق المهمشين بصدق و يضحي من اجل الحقيقة و العدالة، يعتبره العدو الأول.
و يحاولون ان يستبدلوهم بآخرين بواطنهم تخالف ظواهرهم، حتى يستطيعوا ارباك المشهد، و حتى يوقفوا تأثير فرسان الكلمة.
و لكن ستبقى كلمة الحق تصدع رؤوس اولئك الظالمين المستبدين، و كلما ذهب فارس من فرسانها جاء آخر.
و ستبقى القضايا العادلة صامدة بقوة الحق، امام زيف المرجفين و إفك الأفاكين، حتى تحين لحظة النصر التي ينتظرها ذلك المظلوم المستضعف، و يعمل من أجلها كل حر أبي لا يخشى في الله لومة لائم.
فلئن رحلت شيرين فإن قضية شيرين و قضية فلسطين و زميلات شيرين و زملائها من رواد الكلمة و المدافعين عن الحقيقة، سيظلون يحملون على عواتقهم الانتصار للقضايا العادلة، بكل ما أوتوا من قوة من خلال فضح تصرفات الظالمين و تبيين ظلمهم و جورهم و الوقوف مع المستضعفين.