تكلم السلف الصالح رضي الله عنهم عن صنوف من الفتن تصيب الأمة وبينوا أن المخرج منها هو العلم وحذروا من زلة العالم فإنها تهدم الإسلام ومثل العالم القادة وصناع الرأي
فقد أخرج الدارمي بإسناد صحيح عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لزياد بن حدير : "هل تعرف ما يهدم الإسلام قال قلت لا قال يهدمه زلة العالم وجدال المنافق بالكتاب وحكم الأئمة المضلين" قال حسين سليم أسد : إسناده صحيح وصححه الألباني وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفتن التي تصيب آخر هذه الأمة وأن آخرها يرقق أولها ففي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلا فمنا من يصلح خباءه ومنا من ينتضل ومنا من هو في جشره إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضا وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه...)
محل الشاهد فيه تتابع الفتن وأن بعضها ينسي في البعض لعظمه أو أن بعضها يشبه البعض وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
فنحن نعيش عصرا كثرت فيه الفتن وتنوعت فيه أساليبها وتلاحقت وقائعها فلا تأتي واحدة إلا تلتها أخرى قبل أن تنتهي ثم تأتي الأخرى وهو ما يجعل المؤمن اليقظ في استنفار دائم يعد عدته لكل جديد
فمنذ فترة ونحن نعيش فتنة التشكيك في ثوابت الدين ونصوصه القطعية من طائفة من بني جلدتنا يعملون مع القوى العالمية المناوئة للإسلام تريد لنا أن نندمج مع العالم الكفري ونستوي معه في العقيدة والسلوك ونرضى بما عنده من كفر وفسوق وعصيان بحجة ضرورة التقارب والتعايش والبحث عن المشترك والبعد عن الصراع الحضاري والايدلوجي
قبل أمس كنا منشغلين برد فتنة ما يسمى ب"الديانة الإبراهيمية" والتي يدعو أصاحبها إلى اندماج اليهود والنصارى والمسلمين في دين واحد وجمعه في قيم مشتركة لا تفرق بين الكافر والمسلم كما إلى ترسيخ مفهوم أن للكل صوابا
فبينما في صراع مع هؤلاء
إذ جاءت الفتنة الكبرى والشبهة العظمى يقودها قادة مشهورون يسمع قولهم وهم بالأمس مؤتمنون على الدفاع عن الدين وثوابته ورد الشبه عنه وحمل راية تقديم الدين بوجهه الناصع وكانوا وما زالوا معنا ضد فكرة الديانة الابراهيمية
فتشكلت في أذهانهم شبهة التفويض في شأن من مات من أهل الكتاب تشبثا بقول عيشى (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) وهم بهذه الفكرة جعلوا الكافر مثل المؤمن العاصي تماما لا فرق بينهما فكل منهما داخل في المشيئة فجوزوا في حق الله تعالى غفران ذنب الكافرين وإدخالهم الجنة تماما كما يجوز في حقه تعذيبهم وإدخالهم النار
وفي هذا القول من الضلال والزيغ ما فيه لمخالفته قواطع نصوص القرآن والسنة وإجماع الأمة فتجويز الغفران للكافر على الله تعالى وقد قطع على نفسه بمنعه تكذيب لرب العالمين وافتراء عليه لا يليق بعامي (ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدي القوم الظالمين ) والنصوص في الحكم على الكفار بالخلود في النار لا يمكن حصرها في كتاب الله تعالى ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وما الفائدة والحكمة من إرسال الرسل وإنزال الكتب وإقامة الحجج على الناس؟ إذا كان الكفار في المشيئة مثل عصاة المسلمين الذين آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الأخر وبالقدر خيره وشره وصلوا وصاموا
فقد أرسل الله الرسل من أجل بشارة المطيع ونذارة العاصي وإقامة الحجة (رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل )
فالاحتجاج على هذه النحلة بآية المائدة: (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) في غاية السقوط بل والتلبيس على العوام فالحديث وارد في الآخرة لإظهار براءة عيسى من مما جعلوا له من الألوهية وإقامة الحجة عليهم بأن عيسى لم يأمرهم بالشرك وإنما أمرهم بالتوحيد وعبادة الله وحده (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُم) فبرئ عيسى مما نسبوا إليه وفوض علم مصائرهم إلى الله تعالى بعد أن رفعه الله إليه وغاب عنه خبرهم وما آل إليه أمرهم من الهداية والضلالة بعده كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين غاب عنه ارتداد بعض أمته بعد أن قبضه الله تعالى وارتد من ارتد واهتدى من اهتدى
جاء ذلك في الصحيحين من حديث عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما قال:"خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا ( كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين ) إلى آخر الآية ثم قال: ألا وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم ألا وإنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصيحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح ( وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد ) فيقال إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم)
فرد النبي صلى الله عليه وسلم علم ما حصل لأمته بعد ما قبضه الله تعالى من هداية وضلال إليه سبحانه وتعلى مستشهدا بما قاله عيسى عن قومه وهذا صريح في تفسير الآية ومقتضاه أن عيسى إنما أراد ما حصل لقومه بعده من الهداية التي التي يترتب عليها الغفران والكفر الذي يترتب عليه العذاب فرد علم مصيرهم إلى الله تعالى من شاء هداه فغفر له ومن شاء أضله فعذبه وقد ذهب إلى هذا التفسير شيخ المفسرين الطبري قال : قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: إنْ تعذب هؤلاء الذين قالوا هذه المقالة، بإماتتك إياهم عليها ="فإنهم عبادك"، مستسلمون لك، لا يمتنعون مما أردت بهم، ولا يدفعون عن أنفسهم ضرًّا ولا أمرًا تنالهم به ="وإن تغفر لهم"، بهدايتك إياهم إلى التوبة منها، فتستر عليهم ="فإنك أنت العزيز وذكر روايات عن السلف بهذا المعنى
ومعلوم أن أتباع عيسى قد اهتدى بعضهم واتبع رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وضل بعضهم وقد بين الله تعالى ذلك بقوله (ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون) فقوله تعالى فآتينا الذين آمنوا منهم اجرهم وكثير منهم فاسقون واضح في أن هذا حدث لهم بعد عيسى فالله أعلم بمن اهتدى منهم ومن ضل وكذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رد علم ذلك إليه بعد أن دفعوا عن حوضه وأخبر أنهم ارتدوا بعده فقال ما قاله عيسى
وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم - تَلاَ قَولَ الله عز وجل في إبراهيم - صلى الله عليه وسلم : ( رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ) وقَولَ عِيسَى صلى الله عليه وسلم (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) فَرَفَعَ يَدَيهِ وَقالَ: (اللَّهُمَّ أُمّتي أُمّتي) وبَكَى ، فَقَالَ الله عز وجل (يَا جِبْريلُ ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ وَرَبُّكَ أعْلَمُ فَسَلْهُ مَا يُبْكِيهِ ؟ ) فَأتَاهُ جبريلُ ، فَأخْبَرَهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بِمَا قَالَ وَهُوَ أعْلَمُ فَقَالَ اللهُ تَعَالَى: (يَا جِبريلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمّدٍ ، فَقُلْ: إنَّا سَنُرْضِيكَ في أُمّتِكَ وَلاَ نَسُوءكَ)
فقد هدى الله له من أمته ما تقر به عينه فكان أكثر الأنبياء تابعا ولذلك صح عنه أنه قال (عرضت علي الأمم ، فرأيت النبي ومعه الرهط ، والنبي ومعه الرجل والرجلان ، والنبي ليس معه أحد ، إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه ، ولكن انظر إلى الأفق ، فنظرت ، فإذا سواد عظيم، فقيل لي : انظر إلى الأفق الآخر ، فإذا سواد عظيم ، فقيل لي : هذه أمتك ، ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب) متفق عليه
فالنبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه لأمته الهداية ويخاف عليهم من الشرك وعبادة الأصنام فلم يفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الآيات عقيدة التفويض في شأن الكافر
" ولا يظن أحد بعيسى أنه يقصد أن الله يغفر لمن مات من المشركين فيدخلهم الجنة لأن الله تعالى أوجب على نفسه أنه لا يغفر للكافرين وأنه حرم عليهم الجنة وأوجب لهم النار وقد حكى الله عن عيسى قوله (وقال المسيح يابني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأويه النار وما للظالمين من أنصار) فهل ترى عيسى صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الأنبياء يقول بنحلة التفويض في مصير المشركين كلا والله ولا يقتضيها قوله (إن تعذبهم فإنهم عبادك ...) ولا يمكن أن يكون متعاطفا مع من حاد الله ورسوله ومن غضب عليهم رب العزة جل جلاله وسائر الانبياء وقد قال الله تعالى في شأن العاصي الذي يقام عليه الحد (ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليم الاخر) فإذا كان هذا في شأن الموحدين فما بالك بالمشركين الذين جعلوا لله ندا وهو خلقهم (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا)
فالتعاطف مع المشركين ليس بالهين على أهل الايمان الذين ما يكرهه الله من الشرك به صحيح أن التعامل الدنيوي مما يسمح الشرع لا حرج فيه وهو معلوم لا نطيل به
وكما أن نصوص القرآن المحكمة الصريحة ونصوص السنة وإجماع الأمة القاضية على نحلة التفويض لا يمكن حصرها وهي معلومة فإن الحكم العقلي أيضا قاض عليها ولذلك نفى الله سبحانه عن حكمه وحكمته التسوية بين المحسن والمسيء والكافر والمؤمن .. فقال تعالى: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} فأخبر أن هذا حكم باطل في الفطر والعقول، لا تليق نسبته إلى الله سبحانه. وقال تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} ، وقال تعالى: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ}
فقد ذكر الله تعالى العقول، ونبه الفطر بما أودع فيها من إعطاء النظير حكم نظيره، وعدم التسوية بين الشيء ومخالفه في الحكم. وهذا هو العدل وقد قال تعالى (اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب ) (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)
وفي الختام نذكّر القادة بأن زلاتهم يضل بها خلق كثير وتبقى وراءهم وقد قالوا في الأمثال " زَلَّةُ العَالِم يُضْرَبُ بِهاَ الطَّبْلُ وزَلَّةُ الجَاهِلِ يُخْفِيهَا الجَهْل"
ومن هنا وجب على العلماء والمفكرين وقادة الرأي أن يتفقدوا أنفسهم ويتفطنوا لأعمالهم وتصرفاتهم وأقوالهم فالناس تبع لهم فإياكم ثم إياكم أن تضلوا الناس بغير علم بحجة الانفتاح وتحكيم العقل وعدم التحجر فلا بد من التثبت في الإحكام واتهام الرأي ولنعلم أن انتشار المعلومة اليوم بسرعة فائقة جعل التثبت قبل النشر أوجب لعدم التحكم في المعلومة بعد نشرها
نرجوا الله بأسمائه وصفاته أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة وأن يهدينا ويهدي بنا وأن يجعلنا أئمة هداية لا أئمة ضلالة إنه ولي ذلك والقادر عليه
وصلى الله نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين