يحتاج اي نظام ديموقراطي في اي مكان من العالم بالاضافة الى اغلبية ناضجة بناءة، معارضة كذلك ناضجة بناءة ،فهما قطبا رحى عملية البناء الوطني في كل المجالات .
وبالرغم ان الميكانيزمات التي يقوم عليها النظام الديمقراطي تحدد بوضوح دور كل طرف وتطالبه ببذل كل الجهود في لعِبه باخلاص وجدية فإنها ايضا تطالب الجهاز التنفيذي بالسهر على مراقبة الجميع من خلال النصوص ،ولكن ايضا برعاية المعارضة وتشجيعها على لعِب دورها كاملا من خلال روح النظام الديمقراطي واهدافه ،حتى ان الانجليز بعد ان بقي المحافظون في الحكم 13 سنة عام 1964 اصبحوا يتندرون بانه عليهم المغادرة وترك العمال يأخذون الحكم لإبقاء الحيوية اللازمة للحكم الديمقراطي .
إن الديمقراطية هي تسابق بين الاطراف السياسية من اجل تقديم الافضل ،هذه الرؤية العميقة الصادقة في العمل مع الجميع بهدوء من اجل الافضل ، هي التي، جعلت رئيس الجمهورية صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني يستجيب بسرعة لطلب اقطاب من المعارضة تبنيه لتشاور موسع بين الاغلبية والمعارضة حول بعض القضايا التي ترى انها ستساعد في تطوير وترسيخ الديمقراطية في البلد .
صحيح - كما ترى جهات من الاغلبية - انه ولله الحمد ليست لدى السيد الرئيس دوافع ضاغطة لإطلاق مثل هذا التشاور ، فهو منتخب ديمقراطيا في انتخابات شهد لها الجميع بالشفافية ،كما ان البلد لله الحمد ينعم في جو من الهدوء والسكينة والمصداقية اقليميا و دوليا لم يسبق له مثيل .
ولكن ما غاب عنهم هو التوجه الحازم لفخامته نحو تحسين المناخ العام في كل المجالات واهمها المجال المؤسسي الديمقراطي الذي يعتبره رأس الحربة في البناء الوطني .
كان المواطن الموريتاني يتمنى ان تواكب المعارضة هذا التوجه الناضج البناء وتحقق للبلد انجازات كبيرة باقية بدل التخاذل والتشتت بحثا عن اشياء صغيرة في زمن الاشياء الكبيرة .