كنت البارحة، أتابع التقارير الاقتصادية الدولية عن بلادنا، حيث اجمعت على انها ستشهد طرفة من السيولة النقدية، لما حباها الله به من ثروات طبيعية هائلة في مجال الاكتشافات التي توصلت لها الشركات الغربية في شواطئ بلادنا،، ولعل هذا من الاخبار السارة التي تثلج صدر كل مواطن موريتاني سواء ،أكان في الخارج، أم في الداخل - كان حاله، كالقاعد في الشمس، حتى وصله الظل - الأمر الذي من شأنه أن يغير خلال ثلاثينيات القرن الجاري الكثير من مظاهر المجتمع، ومؤسساته المدنية، ونظمه، ومن سلوك الافراد، وأذواقهم، ونظرتهم للحياة، كما أن من المؤكد منه، أن لتلك المتغيرات، دورا رائدا في تفعيل سياسة النظام داخل المنظمات الدولية، والاقليمية، اكثر مما هو حاصل الآن، ولا شك أن القناعات التي ترسخت في اذهاننا، وفي اذهان غيرنا ستتعدل تجاه وطننا العزيز الغالي،، ومن الأمور الأولية للتطورات على مستوى المشاريع التنموية من تعليم، وزراعة، وتطوير في البنية التحية التي ستكون مستقلة هذه المرة و ربما الى الأبد، خلافا لما كان قائما خلال الخمسين سنة الأخيرة من القرن الماضي، حيث شكلت عبئا تنمويا معيقا ـ حسب نظرية محمد حسنين هيكل ـ لمشاريع التنمية العربية المشتركة التي، كانت تشرف عليها نسبيا، أو تعلم عنها من حين لآخر، قيادة الجامعة العربية، قبل تنزل بها قياداتها إثر الشلل الذهني الذي أصابها منذ ثمانينيات القرن الماضي وحتى الآن، لتدخل الانعاش، وتعاني من موتها السريري الذي شهدته مع سياسة رؤسائها الذين الحقوها بواحد من مكاتب وزارة الخارجية الامريكية، وصارت في حالة غياب تام، حتى يستجد دور الخارجية الامريكية في "التطبيع" لسياسة حكام الاقطار العربية، فتسجل قيادة الجامعة حضورها الموسمي في دفتر الدوام العربي، والدولي..!
وبينما كنت اتابع هذه التقارير التي سعدت بها نظرا لما فيها من المستجدات التي تستحق الدراسة، والتعرف على مآلاتها، وحظوظ مجتمعنا من ثرواته ، وما للشركات المكتشفة، والمستخرجة، وتلك المسوقة للطاقة دوليا، والباقي عنها من "اميهة الذئب" من عائدات الريع الذي ستطور به البنية التحية ، وفي كل الاحوال، فالأمر يستحق منا ان نحمد الله ونشكره على هذا الفتح المبين، والخير العميم القادم خلال الأعوام القريبة، وليس في الشهور، أو الايام الأقرب..
ولا أخفي على المواطن العزيز، تأثري بالحيف الذي سيلحقنا من تبعات حقوق الشركات التي تستخرج الثروات الطاقية، نظرا لتاريخها الاجرامي في الوطن العربي، حيث إنها تشترط الاستحواذ على الريع حتى تنال حقوقها، ومنها تحويل أدوات استخراج الطاقة الى ملكية الدولة المستخرج من بلادها تلك الثروات، وإذا اضيف الى تلك الحقوق، استقطاع آخر لفائدة للتأمينات العديدة، وما ادراك ماهي،،! فأن المرء لن يستغرب مقولة وزير خارجة امريكا الأسبق المجرم في أقواله وسياساته، بأن تلك الثروات، هي ملك للغرب، ولو أن الله أودعها في بلاد العرب!
وقد حرمت مستحقات الشركات، وبيعها لأدوات الاستخراج، والتسويق للطاقة، معظم الاقطار العربية في الوطن العربي من ريع البترول منذ اكتشافاته الأولية في ثلاثينيات القرن الماضي الى غاية الستينيات منه ،،
ولا أخفي على القارئ سرا، أن التفكير في احتجاز عائدات الريع لبلادنا لعقد من الزمن على الأقل، كان باعثا على حالة الامتعاض الشخصي، لذلك اطفأت الضوء، وآويت الى السرير للنوم، وفي نفسي شيء من الضجر جراء تلك السرقة لثرواتنا الوطنية المكتشفة، وهي من الخيارات" الجبرية" التي لا مفر من الانصياع لها نظرا لضعف الحيلة إزاء العجز عن استخراج ثرواتنا، وعدم المبرر للامتناع عن تلك الصفقات مع سياسة الشركات الامبريالية المجند لصالحها، القرارات الدولية، ولو ان جميع سكان القارة الافريقية يموتون سغبا، وامراضا، او بالحروب الأهلية خدمة لمصالح تلك الشركات الأمريكية، الغربية عموما في صراعها مع غيرها في افريقيا،،،
ولعلي بعد "الصرعة " الجسمية في النومة الأولى، استجمعت ذاكرتي عناصر هذا الحلم بأحداثه التي لم تخطر لي على بال في يوم ما،،،
وركب الحلم شريطه الغرائبي، لما فيه احداث مفاجئة لإقناعي بها، وأنى لي برؤية مشاهدة الاطفال، والنساء، والرجال في واحد من أحياء انواكشوط ، وهم يجتمعون من مختلف الشوارع، والازقة الضيقة، والمنازل، كل يجري، وفي يده صحنه..
وقد ذهب بي الفضول، لألتحق بهم، فسألت واحدا، كان مارا بي، وهو يقول لغيري، انتظروني، سأرجع ب"محلبة" كبيرة، لأملأها باللبن، (مقاطعة)
قلت: اسمح لي اسألك، لماذا يجتمع الناس في الشارع، حتى توقفت حركة المرور؟!
قال: إذهب لتشاهد هذه المعجزة،،
قلت: الله، وهل نحن في زمن المعجزات؟ ولماذا يجوز المسلمون لانفسهم، أن يصدقوا المعجزات بلا رسل من الله الواحد الأحد الذي ختم رسالاته مع خير البرية صلوات الله وسلامه عليه؟!
ومتى سيبقى هذا المجتمع خرافيا، وقابلا للتضليل؟ ولعلهم أمام ظاهرة سرقة اخرى على طريقة خزعبلات " الشيخ الرضى"!
والحق أقول لكم، إن هذا التجمع الذي كان يزداد حشدا، قد شد انتباهي ، كما الاخبار عن ظهور معجزات بلا انبياء مرسلين، فوقفت الى جانب اطراف الجموع، والاصوات كثيرة ما بين صيحات الرجال، و خصومات النساء، أصوات مختلطة، ولكن ما إن بدأت "المعزة" تتكلم، حتى انصت الجميع، وكأن على رؤوسهم الطير، لا حركات، و لا اصواتا مختلطة، وإذا ب " المعزة" ذات الضرع الممتلئ باللبن، بدأت بالتعريف بنفسها قائلة: أنا معزة الزعيم الهندي الراحل" مهاتما غاندي"، وضرعي هذا مليء باللبن الذي كان قد اشرأب منه الزهد، والولاء لوطنه الذي استقل، وشهد النهضة التي لا يجادل أحد فيما وصل بها المجتمع من سيادة وطنية، وعزة، وكرامة تستحق ، أن تكون "نموذجا"..
وبالمناسبة، فضرعي هذا الذي ترون ممتلئا لبنا، وقد تباركه ربي، وأنا اتبرع لكم بما فيه، وذلك لاكتساب القناعات الوطنية، والاخلاص للوطن، والولاء له، ومن يشرب من لبني، سيتذوق حلاوة الشهد فيه، والى جانب ذلك، فيه دواء للصحة النفسية، والجسمية، ولعله يفتح ابواب الخير للمعوزين من المجتمع،، ولأصحاب القناعات الوطنية من المخلصين للوطن.
أما من لم يكن كذلك، فلن يتمكن من حلب اللبن من ضرعي، ولكم أن تجربوا..
قالت - سيدة عجوز - :
الإخوة اعطوني الاسبقية، انا واولادي احوج من الكثير منكم لحلب اللبن من هذه المعزة المباركة ،،
قال الجميع:
اعطيناك الاسبقية،،
قالت المعزة : - بصوتها المتضرع - يا جماعة الخير، إن هذا اللبن الذي في ضرعي يسع الجميع، وستملأون صحونكم، لذلك انتظموا رحمكم الله في الطابور رجالا، ونساء، واطفالا، حتى لا يحرم أحدكم من هذا اللبن، ففيه المنفعة، والشفاء من الاسقام، وسترون ذلك بأم اعينكم؟
وقد تقدمت العجوز، وحلبت الضرع، حتى امتلأت " الطاسة" التي بيدها، فشكرت ربها، وذهبت، وأخذت سيدة اخرى مكانها، وحلبت الضرع حتى امتلأ صحنها الصغير الذي كان في يدها، وتوالت الجموع، وكل يحلب حتى يمتلئ صحنه، ويمشي شاكرا حامدا ربه، ولما وصل الدور الى رجل أنيق المظهر، ووجهه ممتلئ، فتراجع أولا،،
قال الجميع: - بصوت واحد تقدم واحلب المعزة، لتشرب من اللبن المبارك - فاستجاب لهم، ولما وصل المعزة، وجلس الى جانب الضرع، مد اليه يده، لكن حركة اليد توقفت قبل ان تلامس الضرع ،،
فقال الجميع: أحكم الضرع،،
قال: إنها هندية ساحرة ، ووقف راجعا، وحاول الخروج من التجمع، لكن المعزة، بادرته بالسؤال التالي، ماذا تعمل، حتى حرمت من لبني؟
قال: أنا تاجر..
قالت المعزة: وما الذي تتاجر فيه؟
قال التاجر: استورد الأدوية من بلاد الهند، وغيرها..
قالت المعزة: لعل تجارتك لا يرضى ربك عنها، والا كان اطعمك من اللبن المبارك، فابتعد الرجل متثاقلا، والعيون تتبعه، وخيم الهدوء، وشيء من الحرج الذي أحس به بعض الحاضرين..
قالت المعزة: فليتقدم غيره، وكان رجلا ملتحيا، وفي يده سبحة طويلة، وقبل ان يجلس بجانب المعزة، وضع السبحة في جيب دراعته،،
وقال: بسم الله، لنحلب اليوم ناقة صالح، عليه السلام ،تعال يا ولدي بصحنك، فجاء الولد بالصحن ، وجلس في الطرف الأيسر لضرع المعزة، بينما والده في الجانب الايمن، وحين مد يديه نحو الضرع، لم يستطع، ان يلمسه بأصابعه..
قالت المعزة: لعلك مثل صاحبك الآخر، وماذا تعمل، حتى حرمت من اللبن؟!
قال : أنا إمام جامع كبير، و يعرفني
الجميع بإلامامة في كل يوم جمعة، وابقى جالسا في الجامع من الفجر الى العشاء،،
قالت المعزة: ومن يدفع لك راتبا مقابل عملك في الجامع ؟
قال الإمام: الجهة التي بنت الجامع منذ اثني عشرة سنة.
قالت المعزة: منذ ان تحالف الحلف الامبريالي، والصهيوني مع الاسلاميين على الأمة، ومن هي الجهة التي بنت الجامع، وتكفلت براتبك الشهري؟
قال الإمام: إنها دولة محسنة، اعتادت على تقديم الخير للمسلمين في مشارق الارض، ومغاربها..
قالت المعزة: هذا تنبيه من الله تعالى لك لتبتعد عن هذا الراتب، فلعله مأخوذا من المال الحرام، أو لأجل الحرام، وليس لخدمة أبناء بلدك.
قال الامام: إذا كان الأمر، يتعلق بالجهة التي تقدم هذا الراتب، فلنسلم بما قلت، أيتها " المعزة"، لكن، سنتقدم بك الى مركز المدينة، وذلك لنستطلع سرائر منة يحلبك من آكلي الحرام المعروفين للجميع،، ؟
قالت سيدة: قبل ان تذهبوا بها اسمحوا لي احلب لبنا لأولادي، فوافق الجميع، وتقدمت السيدة نحو المعزة، وجلست الى جانب الضرع، وحلبت، حتى امتلأ صحنها،، فنهضت حامدة شاكرة..
قال الإمام: لنتحرك الى مركز المدينة، الى آكلي الحرام، حيتان الفساد، ولما وصلت الجموع الكثير ة الى البريد المركزي، استوقفها رجل في الأربعين من عمره، ثم أشار بيده لاسكات الجميع، وقال: الاخوة، اسمحوا لي، لقد رافقتكم الى هذا المكان، فدعوني أجرب حظي، لعل الله يرزقني الشفاء في تناول لبن هذه المعزة، لأن عندي وساوس نفسية، وتحسسات في صحتي البدنية..
لقد وافق الجميع، وجلس الأربعيني ، وفي يده صحن من اللدائن، وحين مد يده نحو الضرع، لكنه ارجعها فورا، وتعالت الصفحات عليه من الجموع، احلب الضرع، غير انه لم يستطع، ولأمر ما، تجنب الاحراج، واسرع واقفا،،
قالت المعزة: ما هو عملك، حتى حرمت من لبن، كالشهد في الحلاوة، والصحة من الاسقام في الأجسام العليلة؟!
قال: أنا صحفي، وأمارس مهنتي، ككاتب في جريدة الشعب، كما أني اكتب احيانا في المناسبات في المواقع الافتراضية الوطنية، وأقوم بالتوعية، وتنوير الرأي العام، وفي هذا اخلاص للمواطنين، وولاء للوطن، أليس كذلك؟
قالت المعزة: لعل في كتابتك دعاية كاذبة للافراد، او الشركات الخاصة، او للفاسدين ..
قال الصحفي: الحقيقة، ولا شيء غير الحقيقة، في كتاباتي شيء من هذا، وذاك، لكن من الآن سأصفي نيتي، واخلص لله، لكن، اسألك أيتها المعزة، هل الإخلاص لله تعالى له علاقة بتوعية المواطنين ؟
قالت المعزة: فليجب إمام الجامع على هذا السؤال.
قال إمام الجامع: طبعا، الاخلاص لله يكون بالعبادة، وبالاعمال الصالحة للمسلمين، والولاء لحكام المسلمين، وسيكون جوابي التوضيحي أكثر في خطبة الجمعة القادمة بإذنه تعالى ( مقاطعة).
قال رجل من الجموع: ـ لم يظهر وجهه، من العمامة، ونظارته الشمسية ـ لا تنس الحديث عن مصادر الراتب المالي لإمام الجامع(مقاطعة)
المعزة: الى اين انتم ذاهبون بي، عن الفقراء، والمرضى؟
قال رجل : - مرافق لإمام الجامع - نحن ذاهبون الى دار الايتام، والفقراء، لعلهم يرتوين من لبنك المبارك،، وتقدم الإمام، حاثا الجموع التي تضاعف عددها للسير خلفه، ولما وصلوا بوابة مبنى البرلمان، بدأ الحراس، يشيرون بأن لا يصل احد الى البوابة، لأن في البرلمان مساءلة لرئيس الحكومة، ورؤساء الوزارات السيادية: الداخلية، والعدل، والخارجية، غير أن امام الجامع تقدم نحو الحراس، واخرج من جيبه ورقة، والغريب أن الحراس تعرفوا عليها من لونها، ثم أعادها الى جيبه، فسمحوا له بالدخول، وأشار بيده للجموع أن تنتظره، ودخل البرلمان.
بينما استخبر الحراس عن أمر هذه المعزة ذات الضرع المنتفخ بلبنها فذهب احد الحراس، ثم عاد مسرعا، وفي يده " طاسة"، وجلس الى جانب ضرع المعزة، وبدأ بحلبه حتى امتلأت الطاسة، وحمد الله، وشكره، على أنه قد أمن عليه بهذا اللبن، ثم بشهادة تزكية عن عمله الحلال الذي لا شائبة فيه، وفي هذه الأثناء رجع الامام مسرعا، قائلا: السيد رئيس البرلمان، يأمر حراس البرلمان بإدخال المعزة الى البرلمان، أما انتم فانتظروا هنا، وتقدم الامام، والمعزة تتبعه،
قالت المعزة: حاضر يا شيخ، ولو أني كنت افضل ان اذهب الى الإيتام والفقراء الذين يحبهم ربنا ،، لكن لا علينا، فأنا موضوع اختبار للجميع في الاخلاص، والولاء للوطن، ولما وصلت المعزة الى واجهة المنصة، توقفت في الممر أمام الجالسين على مدرجات البرلمان، والجالسين على المنصة التي كان خلفها رئيس البرلمان، ورئيس الحكومة، والوزراء،،
قال رئيس البرلمان للحارس، هات بصحن واحلب لنا من المعزة، لنتذوق لبنها، وما الذي يميزه عن اللبن الذي عندنا في مصانع الالبان، من إبلنا، واغنامنا (مقاطعة)
قالت المعزة: يحلب ضرعي من يريد ان يشرب منه،،
قال رئيس البرلمان: تعال بالمحلاب، وأنا أحلبها، واسقي من لبنها رئاسة الحكومة، والسادة الوزراء، واعضاء برلماني، وتقدم رئيس البرلمان، نحو المعزة، ورفع اكمام دراعته على كتفيه، وجلس محاذيا الضرع الممتلئ لبنا.. ثم تراجع واقفا قائلا: الجماعة، اتصلوا بالإسعاف من فضلكم، لأن ذراعي الأيمن أصيب بشلل عضوي،،
قالت المعزة: ألا تستطيع أن تجلس وتحلب بيدك الاخرى، ثم تستطيع أن تبلل ذراعك المشلول باللبن المبارك ، فستشفى بإذنه تعالى (مقاطعة)..
رئيس البرلمان، فذراعي الأخرى شلت مع الألم المبرح في الذراعين ،،
فأومأت المعزة برأسها للشخص الجالس إلى جانب مقعد رئيس البرلمان..
قالت المعزة : تعال يا عبد الله(مقاطعة) من أحد الحراس، إنه معالي رئيس الحكومة، فوقف الأخير، والقى بالتحية للجميع، و استأنف الكلام بقوله: لعلكم تعرفون أني حديث عهد برئاسة الحكومة الثانية، وقد تم اختياري لها على أساس نظافة يدي، وخلو ذمتي من المال العام، ولذلك سأحلب اللبن، واسقي أعضاء حكومتي، وباقي أعضاء البرلمان المحترمين منكم.
وما إن جلس الى جانب ضرع المعزة، حتى اردف قائلا: اعطوني نظارتي التي تركت على المنصة، لأني لم أعد، أر ى أين الضرع، وربما جلست بعيدا منه، فمد يده فوق ظهر المعزة، وهو لا يلامسه،، ثم قال: لماذا تطفئون الضوء في البرلمان،
أشعلوا الأضواء من فضلكم حتى يتسنى لي(مقاطعة)..
المعزة: خذوا صاحبكم قبل ان يفقد بصره، فضحك الرلمانيون، والحراس، بينما حاول اعضاء الحكومة إسكات الجميع، فطرق حراس الأبواب معلنين عن قدوم سيارة الاسعاف، فحصل هرج كبير،،
وحين تحركت وجدتني على السرير متكئا على ظهري .
والسؤال الذي يطرحه الواقع على الجميع، ودون استثناء، هو :
متى يفتح المجتمع عينيه التي أعطاه الله إياها، بعد هذا "الرمد" المزمن من "الحبيبي"، إلى السرمدي الذي أفقأ العيون، وراح يسوس محاجرها، والا كان المجتمع قد رأى، أن عربدة حيتان الفساد، هؤلاء الذين يتنفسون بمناخيرهم الاصطناعية، لأنها من عطاءات الإدارة الفرنسية "الممرتنة"، ولذلك لن تموت أبدا، وهي، كالحية الرقطاء المختبئة تحت الحذاء العسكري المهترئ الملقى منذ الهزيمتين: العسكرية، والمدنية حتى يوم الناس .. ؟!