في مقال له منشور تحت صورة مكتراة، واسم مشترى (يعقوب ولد أحمدو باب) قال الرئيس السابق العقيد اعل ولد محمد فال إن خلية في مكتب الرئاسة نشرت مقالا ضده واشترت له صورتي لتكون فوقه وتوقيعي ليكون تحته؛ "مقابل ثمن أنا في أشد الحاجة إليه بعد أن نضب المعين الذي كنت أنهل منه مقابل ولاء أعمى لفكر أبله ونظرية عالمية مضحكة" (يقصد النظرية العالمية الثالثة للقذافي يرحمه الله).
وأحب أن أوضح أمورا قليلة "للشعبية الكبيرة" التي زعم المقال أن الرئيس السابق يتمتع باحترامها:
1) الرئيس السابق للأسف الشديد لا يقرأ ما يكتب؛ وإن قرأه لم يفهمه؛ لذلك فهو دائما متخلف عن الواقع أو محلق بعيدا فوقه داخل فضاء أوهامه؛ ولهذا السبب فاته أن محفوظ ولد الحنفي هو من كتب ونشر المقال الشهير: "ما لكم لا ترقصون" في 27 فبراير عام 2011؛ مؤازرا الانتفاضة الليبية في أيامها الأولى ومطالبا برحيل العقيد يرحمه الله؛ قبل أن تنكشف حقيقة دور حلف الناتو وحلفائه في أحداث ليبيا؛ فلم يتردد حينها في خوض الحرب بسلاح القلم ضد مشروع تمزيق الأمة؛ بعد أن رحل القذافي ونظامه ودولته؛ ولم يعد لأحد في ماله من مطمع!!
2) ولو كان الرئيس العقيد (كما زعم في مقاله) لا يعرف التسرع والارتجال؛ لكانت 23 سنة كافية ليعلم أن محفوظ ولد الحنفي هو من نشر في نهاية تسعينيات القرن الماضي بجريدة "أخبار نواكشوط" الورقية مقالا أثار حينها سجالا وجدلا وكان عنوانه "عفوا معمر القذافي ما هكذا تقيم التجارب وتصحح الأخطاء"، طالب فيه بإنهاء الدكتاتورية في ليبيا وبتحرير إرادة الشعب الليبي.. وكان حريا بالعقيد ولد محمد فال أن ينفعه عدم تسرعه في محاولة معرفة الشخص الذي يريد الرد عليه قبل أن يتحول رده إلى مسخرة في أعين من عرفوا المردود عليه وواكبوا كتاباته منذ قرابة ربع قرن؛ فعرفوا أنه لم يكتب إلا بناء على قناعاته، وأنه لم يتأثر بشيء من الشعر العربي المعاصر كما تأثر بقول الشاعر:
أنا حريتي فإن سرقوها تسقط الأرض كلها والسماء
ما احترفت النفاق يوما وشعري ما اشتراه الملوك والأمراء
3) أعتذر للقارئ عن مخاطبة الرئيس السابق العقيد اعل ولد محمد فال مباشرة بهذا الرد رغم أن المقال "المردود" عليه لا يحمل اسمه ولا توقيعه؛ لكنني اعتقدت أنه هو من كتبه لسببين:
- الأول أنهم قالوا: "ما تعلمه في نفسك يدلك على الناس"، وقد فاجأني اتهام المقال لمكتب وهمي في الرئاسة بكتابة مقالي؛ وكأنني لم أكتب قط شيئا في السياسة قبل ذلك المقال كما هو (تقريبا) حال المدعو "يعقوب ولد أحمدو باب"، الذي جعلته واقعة شراء صورته وتوقيعه من قبل العقيد يتوهم أن هكذا تكون الأمور؛ ولما أراد تقديم حجة "دامغة" على صحته اتهامه استدل ب"خبر" نشره أحد المواقع ضمن عشرات الأخبار "المؤكدة" من طراز ذلك "الخبر": كخبر استهداف الرئيس عمدا في حادثة اطويله، وخبر موته سريريا، وخبر عجزه التام عن ممارسة مهامه؛ وخبر استحالة عودته إلى البلاد؛ وليس إلى الحكم فقط... إلى غيره من الأخبار التي أثبتت لصاحبنا صحة ويقينية وصدقية كل ما ينشره ذلكم الموقع المحترم.!!
- أما السبب الثاني؛ الذي جعلني أعتقد أن العقيد هو من كتب المقال واشترى له صورة وتوقيعا؛ فهي لغة المقال، وأسلوبه، وهناته، وعثراته التي لا شك ذكرتكم بخطابات الرئيس السابق عندما يحاول الخطابة باللغة العربية..
و"عفا الله عما سلف، ومن عاد فينتقم الله منه".