ظهر قبل 6 أشهر في المؤتمر الصحفي الأسبوعي للحكومة، كناطق باسم الحكومة وكالة، كانت أجوبته في ذلك الظهور القليل، كافية للفت الانتباه إليه كشخصية يمكن أن تقوم بالدور.
بعد ما يناهز 3 أشهر من آخر ظهور له، تم اختياره بالفعل ناطقا رسميا بإسم الحكومة، إضافة إلى حقيبة وزارة التهذيب الوطني وإصلاح التعليم.
كان أداء الرئيس الجديد لحزب الإنصاف ماء العيين ولد أييه ملفتا، يجيب على قدر السؤال، ولا يزيد ولا ينقص في الحديث عن أي موضوع، هكذا كانت ملاحظاتي عليه خلال حضوري ومتابعتي لأول خطواته في المنصب، وقد استمر على هذا النهج حتى اللحظة.
إضافة إلى ذلك يعتمد ولد أييه على علاقاته الطيبة بالكثيرين، وكذلك اعتبار البعض له شخصية نجت من الحرق في الصراعات السياسية السابقة، والذوبان في نظام بعينه، إذ لم يسبق له أن كان طرفا في صراعات أو مبادرات سياسية.
من ميزاته أنه لا يتحدث كثيرا، وشخص عملي، بسبب تجربته السابقة كمنسق لبعض المشاريع، مثل مشروع "سويد" وقد ظهر ذلك على عمله في قطاع التعليم، حيث يعتبر بعض المهتمين بالمجال أنه وضع خططا مهمة من أجل إصلاح التعليم.
تضافرت هذه الخصائل مع ميزة أخرى يمكن أن تكون ساعدت على ترشحيه لمنصب رئيس الحزب الحاكم، وهي أنه ينحدر من شمال البلاد، وذلك لخلق توازنات سياسية يراها بعض السياسيين في النظام ضرورية.
لكن أمام الرئيس الجديد، تحديات كبيرة من أجل إعادة بناء الجناح السياسي للنظام، فلا يكفي تغيير الاسم والشعار، لأن المشكلة أكبر في المسمى بدل الاسم.
يعاني الحزب من صراعات قبلية وجهوية كثيرة، هذا بالإضافة إلى الحساسية التي تسبب فيها قدوم بعض الشخصيات إلى النظام من خارج الحزب، مما صنع جوا متوترا داخل الحزب وإن كان دعم هؤلاء لقرارات الرئيس محمد الشيخ الغزواني يغطي على الكثير.
أما التحدي الأكبر فهو قيادة الحزب في الظرفية المقبلة، حيث أصبح جو الانتخابات تلبد غيومه على الساحة السياسية، والأمواج التي كانت هادئة في ما مضى من فترة هذا النظام، ستتحرك من جديد مما قد يتسبب في الكثير من المشاكل وسياسة الجزر والمد ولي الأذرع، كما حصل في عهد الرئيس السابق.