ثلاث رقبات لاتطأ عليهن/محمد الأمين أحمد ديه

PNG - 112.6 كيلوبايتتمثل الأمثال دستورالعامة، وخزان تجارب الأولين، وفي كل لهجة من اللهجات أمثال تحتها حكم و ارشادات.

وقد تذكرت - وأنا أراقب المشهد السياسي المتوقد - (مابين الرئيس وولد بوعماتو من جهة، وبين منسقية المعارضة والرئيس من جهة ثانية ) المثل الشعبي الذي يقول « ثلاث رقبات لا تطأ عليهن » يعني رقبة الحية، ورقبة بن العم، ورقبة الجحر.

وتعليل هذا المثل: أن الواطئ على رقبة الحية عرضة للنهش، والواطئ على رقبة ابن العم عرضة للعداوة، والواطئ على رقبة الجحر عرضة للانهيار فيه وربما للنهش أيضا.

فأما الشق الأول من هذا المثل ( رقبة الحية ) فلا حاجة لي في الخوض فيه، لكون لا أحد يتعمد الوطئ على رقبة الحية لما يدرك فيها من خطر على حياته.

واستنادا الى الشق الثاني من هذا المثل - النابع من حكم وتجارب الأوائل – ( رقبة بن العم) وانطلاقا من قيمنا الإسلامية السمحة، فقد وجدت الفرصة سانحة لتوجيه نصيحة إلى رئيس الجمهورية لينظر فيها بحكمة "سليمان" «سننظر أصدقت أم كنت من الكــــــذبين» ولا يستغرب النصيحة من مثلي!! فقد وجه من أنا خير منه ( الهدهد) بدليل: « ولقد كرمنا بني ءادم» من هو خير من فخامته ( نبي الله سليمان عليه السلام )

وهذا نص النصيحة :

« فخامة رئيس الجمهورية .. بعد كامل التحية و أكمل التقدير، فإني أهيب بفخامتك، وأنوء بحضرتك أن تتمادى في استهداف السيد محمد ولد بوعماتو، صاحب النفع الاقتصادي والخيري على الوطن والمواطن .

ولست أنكر أنه قد يكون لك - على بن عمك - جرم، لكن هذا الجرم- مهما كان عظمه -لا تمكن مقارنته بالدور الذي تلعبه مؤسسات هذا الرجل في الحد من وطأة الفقر، وتفشي البطالة، والمساهمة في التخفيف على كاهل حكومتكم المثقلة.

وإنك - يافخامة الرئيس - باستهدافك - هذا- لابن دينك، ووطنك، وقبيلتك، تعرض نفسك للعداوة ليس من قبل شخص بن عماتو فحسب، وإنما ستثير عداوة أهله، وأصدقائه، وأحبائه، ومن يعملون لدى مؤسساته، وهم كثر! وإذا كان " قليل العداوة يضر" فما بالك بكثيرها.

ومن هنا فإنني أناشدك الله- يارئيس الجمهورية- أن تعيد المياه إلى مجاريها، وتخمد نار الفتنة.

واعلم أن مفاتيح حل هذه الأزمة بيدك.. فبادر إلى حلها.. ولا تعبأ بالوشاة ودعاة التفرقة.

واعلم كذلك- إن لم تكن تعلم- أن أول ماقام به النبي صلى الله عليه وسلم عند وضع الحجر الأساس لبناء صرح هذه الأمة هو "المؤاخاة" فاجعلها شعارك تسلم، وسر على نهج الشريعة تغنم واخفض جناحك لرعيتك يحبوك، ولاتكن فظا غليظ القلب فينفضوا من حولك، ويبغضوك.

وكلي أمل أن تجد هذه النصيحة أذنا صاغية من فخامتكم.. وفقكم الله لما فيه وحدة البلد واستقراره، وسدد خطاكم نحو رخائه وازدهاره».

وفيما يتعلق بالشق الثالث( رقبة الجحر) فكم وددت أن لا تطأ طبقتنا السياسية إلا على رقبة الجحرالمؤدي إلى السلطة بسلم وديمقراطية، وإذا بها تطأ كل الجحور -غير ءابهة بالعواقب- سبيلا إلى السلطة وتقلد المناصب!

وإذا بها تمتطي أمواج الخطر لترسو سفينتها في بر اللاأمان!! معرضة بلدنا للإنهيار، ولحمة مجتمعنا للتفكك و الدمار.

فلا تكاد تحضر مجلسا.. أو تطالع صحيفة.. أو تتصفح موقعا.. أو تتفرج على تلفاز، إلا وسمعت ماتصطك منه المسامع، ويندى له الجبين، من تلاعب بوحدة المجتمع، وتضليل لفئاته، و تغليب لمصلحة الحزب والفرد، وتغييب لمصلحة البلد.

وأمام هذه اللوحة اللاوطنية القاتمة يقف الكل مكتوف الأيدي وشاخص البصر!! فلا تنظر المعارضة إلى حركات وسكنات الرئيس إلا بعين السخط ، كما لايبالي- فخامته- بمطالب المعارضة "الديمقراطية" ولا يوليها أدنى اهتمام.

وبين مطرقة السخط وسندان الجفاء يغدو الشعب رهين تجاذبات سياسية لا محل لها من الإنفتاح. فاتقوا الله فينا موالاة ومعارضة وكفاكم تأزيما للوضع، وتماديا في سياسة لي الأذرع...

رفقا بنا- يابغاة المنصب الجلل- ------" ينال بالرفق مابالعنف لم ينل"

2. مارس 2013 - 22:01

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا