لقد بات من المعلوم بالنسبة للكثير من المراقبين للشأن السياسي و الإقتصادي في العديد من دول العالم ، أن تداعيات الأزمة الأوكرانية لها أبعاد متعددة و أنها ستلقي حتما بظلالها علي الأوضاع الإقتصادية و السياسية لكثير من الشعوب.
في هذا السياق، تواجه اليوم البلدان المعتمدة علي إستيراد القمح في تأمين غذائها ، صعوبات متزايدة في الحصول علي هذه المادة بسبب تعقيدات تحويل الأموال إلي الشركات الروسية و مشاكل التأمين علي السفن.
كما أن الإعتماد علي النفط و الغاز المستوردين ، يشكل هو الآخر تحديًا لا يقل أهمية، حيث تؤثر الكلفة المتزايدة لهاتين السلعتين علي إرتفاع كلفة النقل و بالتالي إرتفاع أسعار السلع بشكل عام.
و هذه الوضعية في الواقع تتسبب في تعطيل الإمداد بالمواد الأساسية بشكل يزعج الإقتصادات الهشة أصلًا وتؤدي في النهاية إلي صعوبات إقتصادية تؤثر سلبًا على الظروف المعيشية لسكان العالم الأقل نموًا.
و لا شك أن المقاربة الجديدة التي أطلقها رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني من خلال إعادة الإعتبار للزراعة المطرية عبر الدعم المعتبر المقدم من طرف الحكومة لإنجاح الحملة الزراعية ٢٠٢٢-٢٠٢٣م يؤكد مرة أخري العناية الكبيرة التي يوليها سيادته لترقية الإقتصاد الريفي الذي عاني طويلًا من الإقصاء و التهميش و علي إصراره علي تحقيق الأمن الغذائي للبلاد بإعتباره الضمانة الأكيدة لإستقلالية قرارها السياسي و تحقيق وحدتها و إزدهارها.
و من أجل مسايرة هذا التوجه فإننا نوصي بإتخاذ الخطوات التالية:
- الإعتماد على نماذج إنتاج تنافسية قادرة على التكيف مع تغيير المناخ و قلة الموارد الطبيعية.
- إحداث التحول المطلوب في النظم الزراعية و الغذائية من أجل جعلها أكثر شمولية و إستدامة و قدرة على الصمود في وجه التحديات.
- إبتكار أساليب و تقنيات زراعية جديدة تهدف إلي زيادة الإنتاج من أجل تلبية حاجات السكان المتزايدة في مجال الغذاء،
- إستغلال مخرجات البحث الزراعي لإيجاد الحلول الناجعة للأفات الزراعية،
- تقديم الدعم للازم للمؤسسات و التعاونيات العاملة في الزراعة،
- زيادة حملات الإرشاد الزراعي علي نطاق واسع لتشمل فئات الشباب والنساء ،
- تحسين إستخدام المياه الجوفية و السطحية،
- تشجيع فرص الإستثمار في هذا القطاع لتعزيز النمو و خلق مزيد من فرص العمل.
و أمام هذه التحديات الإقتصادية التي تواجه البلاد في هذا الظرف الدقيق من تاريخنا الوطني فإنه يتعين علينا جميعًا التحلي بمزيد من التضامن و الصبر و الوقوف إلي جانب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني و قفة رجل واحد من أجل مواجهة التحديات و تحقيق ما نصبو إليه من عزة ورفعة و منعة لوطننا العزيز.