ليس من المبالغة إذا قلنا أن الحضارة في بعض تعريفاتها هي حصيلة كلما يقدمه الانسان من مجهود ذهني ومادي منذ وجوده على الأرض وتفاعله مع الطبيعة إلى يوم الناس هذا.
وبصرف النظر عن تفاصيل بدايات الإنسان الموغلة في القدم إلا أن حياته عبر كل الحقب التاريخية ارتبطت بشكل وثيق بما توفره الطبيعة من ثمار فقتات على جني ثمار الشجر، واحتمى في الجبال من المخاطر العدوانية المحدقة به قبل أن يشكل عهد الزراعة فتحا مبينا لبداية تطوير نمط حياته نحو بناء الحضارة، حيث استقر بالقرب من البحيرات المائية وبدأ في العمل على تطويع الطبيعة لخدمة حضارته ، فصنع الأواني والوسائل التي يحتاجها مقدما بذلك اروع الأمثلة على قدرته الإبداعية كلما دعت لذلك حاجة، وقد ظلت الزارعة الركن الأساسي للبناء الذي بزواله لاتستقيم الحياة.
ولكي لا نطيل في سرد الأمثلةء، ضمن هذه التوطئة أو المهاد التاريخي، للحديث عن الزراعة ودورها في ازدهار الأمم نقول ،من منطلق القناعة، إن العناية بالزراعة أصبحت حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى مما يقتضي مواكبة التوجهات العمومية التي أعلن عنها فخامه رئيس الجمهوريه محمد ولد الشيخ الغزواني يوم الرابع والعشرون من شهر يولو الجاري في منطقة أفله وبالتحديد من سد لكراير.
ونتيجة لما لهذا الإعلان من أهمية ينبغي أن يحظى بتأييد كبير يشبه ثورة شعبية تصاحبها تضحيات تتناسب وحجم النتائج المتوخاة من الحملة الزراعية لسنتي 2022 - 2023 ذلك أن نجاح هذه الحملة ، بالقدر الذي تتطلع له السلطات العليا ستكون بدايه لنهضة زراعية في بلادنا وهي لعمري إن حصلت إن مايعني ذلك دخولنا مرحلة جديدة عنوانها الرفاه الاجتماعي والتطور الاقتصادي ، الأمر الذي يحتم على كل فرد وطني من موقعه المساهمة في نجاح هذا المشروع القومي الذي يفرضه الواقع والتحديات التي يواججها العالم بأكمله جراء الأزمة الاقتصادية العالمية وقد بدأت تلقى بظلالها على كل نواحي الحياه.
إن تحقيق هدف الاكتفاء الذاتي لبلادنا ليس بالأمر المستحيل إن التفت الجماهير نحو توجيه قائد نهضتها وتكاملت الجهود صوب تحيق الهدف، فالمسؤولية على الجميع والمصلحة للجميع، لذلك يجب علينا أن لانتظر فنزرع السدود والسهول والقيعان والوديان ... الخ ، فلكل جهد دور ولكل دور مساهة في تحقيق الرهان والرهان رهان على النهوض والمستقبل والتنميه.