قديما قيل أن الغريق يطفو علي الماء "ثلاثة"قبل موته ،ثم يحبسه الماء حتى يلقيه جثة جامدة علي سطحه،وأخيرا تتكرر تلك الدلالة فتحبس وتقتل وترمي وتنفي .
فبالقذاف رئيس "ليبيا" السابق زيادة بابن العابدين ومبارك تكمل "الثلاثة "التي لفظتها شعوبها واستقذرتها قائلتا "فما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم الفاسقين .
وبخطاب العقيد القذاف الأخير يكون قد خطب "ثلاث "خطب وإن كان أولها لك لملح البصر ،لتتم "البكرة"أحبالها لترميه في جدة ،أوشرم الشيخ ،أوابروكسل _حيث لا هاي الدولية_وإنها لاستوثقت حبالها لتقذفه ،فانتظروا إنا منتظرون؟
وإن تلك الخطابات الثلاثة _التي اختتمها زين العابدين بأنه فهم ،ومبارك بأنه وعي ،وختمها القذاف بأن هدد ونظر ثم عبس وبسر وقال إن هذا إلا حب يخضر أو قاعدة تدمر أوقلة تتهور،لتجعها عليه يارب طعنة لا تبقي ولا تذر ،وألحقها بلواحة للبشر عليها تسعة عشر_لهي نهاية المتكبرين.
وعموما فإن الثلاثة في حكم الشرع الفيصل النهائي (الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أوتسريح بإحسان)والمتظاهرين إذ يخطب طغاتهم ثلاثا يودعونهم لامرحبا بكم وذلكم وفقركم الذي قدمتموه لنا ،ولاحجة بيننا وبينكم مالم نذق عسيلة غيركم أوحتي نري السماء سماء والأرض أرضا. وبمظاهرات "موريتانيا"تدخل في "ثلاثيها"الخجول الجزائر ،والمغرب ،ذالك الثلاثي الذي لم ترفيه المظاهرات النور منذ أمد بعيد ولا جنت لها ثمارا.
وبخروج العراقيين الجمعة الماضي ينكشح غطاء آخرمن غطاءات الطوق الذي يخفيه رؤساء دول مايسمي الطوق اليهودي ،تلكم الزمرة المستبدين ،وربك يعلم ماتكن صدورهم وما يعلنون،لتصتف بغداد مع عمان ،وصنعاء في ثلاثيهما الجريح،المغصوب ،ليقذفوا بدورهم الشرذمة الظالمة ،وليميز الله الخبيث من الطيب فيجعل الخبيث بعضه علي بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون, وعودا علي ذيل الثلاثي المهجور _ومجنونه الفظيع ومتكبره الجهول،وطاغيته اللعين _الزعيم الليبي العقيد معمر القذاف ،ذالكم العقيد المتعقد في سلوكه وفهمه ووعيه ولباسه ،المعمر في حكمه ،ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون؟،إنه الزعيم الليبي إمام المسلمين ،وملك إفريقيا المحلل المضحك القائل إن "أوباما "تعني "أبوعمامة"المقترح علي أهل فلسطين أن يسموها "اسراطين "وما يقول إلا ظلما وإفكا وماهو وأمثاله إلا يخرصون.
ولمن يدعونه ليرحم شعبه أويبقيه علي ظهر المعمورة،إن يدعون إلا شيطانا مريدا لعنه الله ،وقال إن هي إلا الحرب ،وفتح مخازن الأسلحة ،أمام المرتزقة ،حتي نهلككم جميعا ،ولاعجب من ذالك كله فهو من مجنون ،لاكن العجب كل العجب من أتباعه الذين ليست لهم قلوب يعقلون بها ولا آذان يسمعون بها ولا أعين يبصرون بها ،وإنهم لقليلون وللجميع غائظون ،وإنا منهم بعون الله لضاحكون ،لامتشفين معتبرين وفيهم عبرة لأولي الألباب،إنها قلة ماكرة لطالما بقيت في حصون الطغاة حتي إذازلزلوا من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب ،داروا بوجوههم البغيضة _وكأنهم كانوافي كوكب غير الذي تعيش فيه البشرية_هامسين ياليت بيننا وبينه بعد المشرقين فبئس القرين .
وإيجادا للحلول فلكل بلد خصوصيته فسوريا مثلا لاتحتاج مظاهرات في الوقت الراهن لأنها تقيم اعتدالا في المنطقة باحتضانها للمجاهدين وبمواقفها الممانعة ،و"موريتان"علي وشك انتخابات برلمانية وبلدية والأحري بالتظاهر أن يكون سحقا للمتمولين من أتباع الجيش ،وانتخابا لمن يذوق الطعم ويأكل بيده.وفي ليبيا المقاطعة للقذاف لا تجدي ولا الإعلان نصرة للمتظاهرين ،بل الرأي والمكيدة التظاهر معه حتي تصفيته حقنا للدماء،واجتنابا لاحتلال قد يدخل بمسميات النصرة والإنقاذ،أما "اليمن"فالتظاهر هو الحل الوحيد حتي يرحل عنهم عاليهم ،ويعلوا بلدهم الطيب ،أماالجزائر ومثيلاتها ،فإنها لاتأتيهم إلا بغتة ،وماهم عن أخواتهم ببعيد. بلاد عفاهاجور كل منابذ ولم تعف بالأيام والسنوات قفا نسال الدار التي خف أهلها متي عهدها بالصوم ولصلوات؟ وهنا أنادي الشعوب العربية قائلا ياأيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم فاعملوا لدنياكم وأخراكم ،ولاتكونوا في ضيق مما يمكر هؤلاء اللذين جثموا علي صدوركم وألبسوكم الذل وأشربوكم المهانة.وقد رأيتموهم في"مصر"وتونس"وليبيا"حيث غلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين،وماهم وبقيتهم بمعجزين في الأرض وإن لم تكبتوهم فاعلموا قدرة الله "إن يشأيذهبكم أيهاالناس ويأت بآخرين وكان الله علي ذالك قديرا ".