عملية انقاذ الطفل في بومديد ... الابعاد و الدروس / بوبكر أحمد

عملية انقاذ الطفل في بومديد ، عملية متميزة يجب التركيز علي أبعادها المختلفة حيث : 
⦁    اتحدت قلوب جميع الموريتانيين خلف هذا الطفل بمختلف فئاتهم و شرائحهم، حيث تغلبت الوطنية و الانسانية علي جميع الاعتبارات الضيقة الأخرى التي ارهقت الوطن منذ استقلاله .
⦁    تدخل الدولة كان موفقا، فما أجمل ان تتكامل قوة الدولة و فعالية المجتمع ، و ما أجمل أن تتدخل الدولة حين تتلاقي واجباتها مع رغبة السكان .
⦁    اظهرت وسائل التواصل الاجتماعي وجهها الايجابي حيث اعطت زخما كان ضروريا للعملية في مقابل وجهها السلبي الذي هو سيل من السب والشتم و التجريح لم يسلم منه أي شي.  
هناك دروس للمستقبل يجب التنبه لها وفي مقدمتها أنه يجب وضع خطة استباقية لتسيير الكوارث ، فالأرصاد الجوية كانت تتوقع بقوة حدوث امطار غير مسبوقة و سيول و فيضانات و تم نشرها في وسائل الاعلام قبل اسبوع . بالتالي كان بالإمكان : 
1-   تعبئة فرق الانقاذ في الاماكن التي من المتوقع ان تشهد سيول . 
2- كان بالإمكان تأطير و توعية السكان قبل السيول الذين من الواضح أن سلوكياتهم اتجاه السيول لاتزال بدائية  و الا لما كان هذا الطفل أو غيره موجودا في مجاري السيول و فوق السدود . 
ويبقي الأهم استراتيجيا: 
1- تخصيص فريق انقاذ دائم مزود بمروحية خاصة بالتدخل السريع بشكل تلقائي (اطفاء الحرائق، الانقاذ ....الخ)، بدل الحاجة في كل مرة لاجتماع الوزراء و استدعاء الجيش و بالتأكيد وضع خطة و مناقشتها و انتظار المصادقة عليها من القيادة العليا . 
2- وضع خريطة لمجري السيول في البلاد واخلائها أيام قبل كل امطار غزيرة أو سيول متوقعة.
3- اجراء عملية فحص فني سنوي للسدود و " الصالات" قبل مواسم الامطار مع توفير جسور متنقلة للفتح المرور في حال انجراف التربة أو  قطع الطريق بسبب السيول . 
 

1. أغسطس 2022 - 9:13

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا