عاشت الجمهورية الإسلامية الموريتانية أوّل أمس يوماً بقدر قرْنٍ علي حساب الزّمن العاطفي إن كانت العاطفة تقاس بالزمان .
وقد عجزت عن تحصيل المفردات اللّغوية والبلاغية رغم المحاولات لأن المشهدية تأبي غير الحقِ والحق فقط .
قد لا تمّحي صورة الطفل البومديْدي (نسبة للمدينة)من الذاكرة الجمعوية للأمة لما فيها من تشبث بالأمل وحبْسِ للعواطف .
جلس الطفل في صمتٍ وقد رُبطَ عي قلبه ينظر من حوله فلا يري إلا أصواتامتشائمة إن كانت الأصوات تُري أصلا وهدير سيول,كل المشهد يدلل أن الأمر قد قُضي وأن ليس لنا إلاّ الصبر.
وإذ أحترم للجميع رأيه من باب اعتبار الرأي الآخر فالصّحيح أن أمور الدّولة تتطلب من المراسلات والآراء من المتخصصين ما يتطلب وقتا يطول ويقصر بحسب مقتضي الحال فكان لا بد من دراسة الوضع بصفة عامة وقياسا عليه يكون قرار الرّئيس بإنقاذ الطفل جاء في وقت مناسب عن عمقٍ.
نحن من جهة العاطفة متحدون مع الموقف العصيب ولا نري الأبعاد بينما يجب علي رئيس الجمهورية الحيطة واليقظة فبقدرما يعمل لإنقاذ (ِشبو) فعليه أيضا أن تكون العملية عملية إنقاذ ناجحة لا مخاطرة
فهو أيضا مسؤول عن المنْقِذين وعن العتاد المستخدم ومسؤولٌ أيضا عن الفشل إذا ما حصلَ.
فقرارات رئيس الجمهورية تُبني علي الفرضية العلمية أو القريبة من ذلك بينما يُسمحُ للعامة بالإرتجال :نجح أو فشل لا يهم .
ثم إنه في بىئة سياسية مثل ما عندنا يتم التنقيص من الإنقاذ باعتباره تأخرَ ,فماعسى تكون ردة الفعل لو فشلَ أو لو لم يحصل التدخل ؟
هذا البعد أيضا يجب أن لا يغيب عن الفهم العام لما تجري عليه الأحوال في الجمهورية فرغم كونه محمولا علي الديمقراطية وحرية الرّأي فهو بعض الأحيان غير مقبول لجهة الإبتعاد عن الواقع وخلطه عاطفة إنسانية بأخري سياسية.
وفي نفس السياق أذكر تدخل الطيران العسكري في كشف مصير مجموعة من الموريتانيين والسودانيين ضلوا الطريق في رحلة التنقيب كما أتذكر إنقاذ ذلك الشاب من البئر التي احتضنته لأيام طوالٍ وهو الآن بيننا إلي غيره من ما لا أكون اطلعت عليه .
ويدعمني في الذي أقول أني لا أدافع عن حضور أو منصب فيقال كذا وكذا,بل أعرض ما علمت بكل موضوعية .
نتعلم من هذا الدّرس أن الدّولة وحدها يمكنها حماية وإنقاذ المواطن وقت الضيقات فلنعمل علي تقويتها.
ونصيحتي لللأمة :أن راهنوا علي الزّمن فهو لا عبٌ قوي يفعلُ فعلَه في حياة الأمم إن لم يكن يحكمها .
إن البلدَ يسعُ الجميع في حال القبول بالتعايش والتكامل وقد لا يحتضن البعضَ حال تبني*الفردانية *في الطرح والتفكير.
أدام الله عافيته علي الجميع...