لقد كانت سنة الله في خلقه العمر لأرضه أنه ما إن يهلك الأشرار منهم حتى يستخلفهم بأحسن منهم ،"وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف اللذين من قبلهم ..،"كان ذالك واضحا من آي القرآن الكريم "فأنحينا اللذين آمنوا"ونحيناه ومن معه"وقطعنا دابر القوم"......الخ.
وكان آخر الرسل عليه الصلاة والسلام في جزيرة العرب _الملآ حينئذ بالقومية العربية إن صح التعبير والتفاخر بها كما الحال في القوميات الفارسية والرومية ،_يفند ماعدا التوحيد والدعوة إلي الإسلام مساويا العبد بالشريف ،الأبيض بالأسود لتتهاوي القوميات تباعا بدأ بقومية العرب وزعامتها القرشية ،وانتهاء بفارستيها وروميتها وحبشيتها ويهوديتها ...ليستمر الحال الإسلامي المشرق لأهل الأرض ردحا من الزمان صحت فيه العقول والزينَت فيه الأرض بما رحبت ، وأخذت فيه زُخرفها مرفرفا لا شية فيه ، لتبدأ الدعوات المُهلكة من الداخل والخارج وهو ما لست بصدد تتبعه .
بيدَ أنّ الزمان القريب منّا سطّر لنا عبرا حُبلا بالمعاني إنْ نحن هجينا أحرُفها واستلهمنا عبرها ، فتلك القومية المجوسية خـــاويةٌ على عُروشِها مُتفكك الشرق الحاضن لها ، وذِي القومية الفارسية المُستنهضة ، الصّرخات عليها ليل نهار مُطالبة بإجهاضها ودحضها ، " وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين " ،وهذه القومية التركية عبرة للمعتبرين حلّ محلها الدين القويم !
أمّا بيت القصيد وعنوان المسرح وميدان التحرير فهي الدول العربية التي حكمتها ما يسمى بالقومية العربية مثل : مصر ،العراق ،سوريا،ليبيا ، وموريتانيا ، وهي ذاتها الدول التي أسقطت حكوماتها بفعل فاعل أو تكـــــــاد، ليبدأ المُؤشر الواعد بنُصرة الدين الإسلامي وحيوية دعوته [نحن قوم أعزنا الله بهذا الإسلام ...] لتتفرغ الشعوب لذ واتها وتُفكر بعقولها مُتبعة دُعاة الاديولوجيات بأشياعهم في الدنيا " وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين "رحلوا بدأ بحاكم العراق وإن بغير تساو معهم في الكيفية والطريقة مرورا بحكام مصر وهالك ليبيا وترنح ما بعد تغييب حاكم موريتانيا انتهاء قريبا بحول الله بمتحصن"سور"الشام وأسد ذله وتبعيته استكمالا لمشروع عودة الإسلام القائم أصلا المستنهض من غبار تفكك الإتحاد السوفيتي بإيديولوجياته الخبيثة ،"فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين"
تلك هي الصورة إذن بوعدها المنشود القائم على أن الإسلام سينتصر إن بقيت الدعوة له خالصة لا تشوبه الشوائب الإيديولوجية المستوردة شرقا وغربا شمالا وجنوبا ،وطلائع ذالك جلية بازغة بزوغ تهاوي غيره بطرق شتى :أزمات مالية ،سقوط قوميات راسخة ،زلازل هالكة ،اتسوناميات قاتلة "فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين"فلاح النصر والتمكين الذي مكن موسي عليه السلام حكم الطاغية فرعون ،ومكن الإسلام بعد قومية العرب في جزيرتهم ،وأهلك أصحاب الدعوات دحــــــــــــــــــــورا . وهاهو اليوم الذي تأتي فيه روائح النصر الإسلامي من غبار مشانق وسجون دعاة الإيديولوجيات بكامل أصنافها ،بعد أن جعلت البشر حيوانا والعقل فسادا والإسلام إرهابا وتطرفا، إنها أيام تاج النصر الموعود تأذن بالشروق متجملة بالربيع العربي مستثمرة في أزمة الغرب الاقتصادية ،آخذة من الماضي ما أنتجه استلهاما للواقع البشري اليوم الذي تصرفه الأقدار" لحكمة بالغة"
وليس ما يحدث اليوم في كوكب المعمورة من تغيرات إلا إيذانا بمستقبل مشرق للإسلام والمسلمين ،وما تهاوي الإيديولوجيات إلي بشائر لكم ولقوم يعقلون ،ولله الأمر من قبل ومن بعد