من دكتاتورية اتشافيز إلي ديمقراطية عزيز / الحاج ولد المصطفي

مات أحد أبرز زعماء التحالف ضد الإمبريالية العالمية والرأسمالية الغربية أوغو اتشافيز .رحل الرجل عن بلاده وهي في أشد الحسرة والألم علي فراقه رغم الدكتاتورية التي ميزت فترة حكمه والموريتانيون علي العكس من ذلك يفرحون عند سماع إشاعة عن عجز رئيسهم عن قيادة البلد.

 فمالذي جعل الفنزويليين يرضون بحكم الدكتاتورية؟ ومالذي  دفع الموريتانيين إلي رفض الديمقراطية ونتائجها؟

رفع بعض مؤيدي محمد ولد عبد العزيز إبان انقلابه الثاني علي الشرعية صور اتشافيز وروجوا لفكرة "اتشافيز موريتانيا" وكاد الأمر أن يكون مقبولا لتشابه الرجلين في الشكل وربما القامة واللون والقوة والعنف التي تطبع ظهورهما الإعلامي .وزاد  من ذلك عداء الولايات المتحدة الأمريكية لولد عبد العزيز وتصريحات سفيرها آن ذاك العلنية والقوية ضد انقلاب عزيز كما بدأنا نشعر وكأن ولد عبد العزيز قد اختار بوعي نهج اتشافيز وارتمي في أحضان التحالف الدولي ضد الإمبريالية وكان دخول القذافي علي الخط مؤشرا قويا علي توطد تلك العلاقة واستثمر انصار عزيز في توظيف ذلك المناخ ليبشروا الشارع الموريتاني بإنجازات اتشافيز الإقتصادية والتنموية وخططه الطموحة والجريئة علي أرض موريتانيا وجلسنا ننتظر انجازات اتشافيز موريتانيا حتي تبين لعزيز وزمرته أن طريق اتشافيز –القذافي غير سالك ولا مضمون النتائج وأن مطباته لايتجاوزها إلا مغامر مل الحياة وطيبها أو شجاع جسور لايخشي في الله لومة لائم وكلا الأمرين لايتوفر لصاحبهم فنكصوا عن عهدهم لتشافيز وحلفائه  واتجهوا غربا إلي المخابرات الفرنسية والأمريكية ودارت الأيام والتأم الجمع في داكار ونسجت الخطة باتقان مخابراتي شديد وغضب القذافي وخاب ظن حاملي شعار اتشافيز موريتانيا من أنصار ومراقبين.

عادت العلاقات مع أمريكا من البوابة الفرنسية وتم الإنتقال الإنقلابي السريع من التحالف المعادي للغرب إلي التحالف المؤيد جدا للغرب وزعيمته .واستمر خط السير في اتجاه خدمة أهداف المشروع الغربي من خلال أكثر ملفاته إثارة للإنتقاد وهو الحرب علي الإرهاب وقدم ولد عبد العزيز لتحالفه الجديد قرابين معبرة حين طارد الجماعات المسلحة في أرض دولة مجاورة منتهكا سيادتها ومعلنا حربا بالوكالة علي الإرهاب وفهم الجميع الدرس وطويت صفحة عزيز اتشافيز ولم يبقي وجه للمقارنة بين الرئيسين إلا من حيث التعارض في كل شيء

وظهر ولد عبد العزيز في عهده الجديد منتخبا ديمقراطيا وملتحفا برداء الحرية وحقوق الإنسان والإنفتاح الإعلامي والسياسي .وبدأت أزمات نظامه تتوالي وضاقت الأرض بما رحبت علي المواطنين وعانوا صنوفا من ممارسات الفساد وتبديد الثروات والصفقات الشبوهة وارتفعت أسعار المحروقات 20مرة والمواد الإستهلاكية لم تزدها تدخلات الدولة(دكاكين أمل) إلا غلوا متواصلا واحتقرا للفقراء، وما عاد أحد يأمل تحسنا في أي مجال( من الصحة إلي التعليم إلي ألإدارة ثم الإقتصاد ومؤسساته)وأنتهي الأمر بلعبة خطيرة باشرها النظام في المجال السياسي والإجتماعي وهي تصفية حسابات ولد عبد العزيز مع الأشخاص والمجموعات ثم رجال الأعمال ومؤسساتهم مما أجج الصراع داخل البني الإجتماعية والعائلات وأفرز ذلك كله حراكا سياسيا قويا يطالب برحيل ولد عبد العزيز وديمقراطيته المزيفة

لقد كان أوغو اتشافيز مناضلا ضد الإمبريالية وهيمنتها والرأسمالية وجشعها وكان نصيرا للفقراء والعمال ولكنه دكتاتور في نهجه السياسي وهو يبرر ذلك لشعبه بإنجازاته القائمة والملموسة مما جعلهم يحتشدون لوداعه وكلهم بكاء وحسرة

أما نحن فمن منا لا يطمح لأن يزول هذا النظام وديمقراطية البراقة في مظهرها الخداعة في جوهرها .ولسان حالنا يقول: ما أحوجنا إلي اتشافيز وهو يحكم شعبه بالدكتاتوية ولكنه يبني له مجدا في الآفاق وما أغننا عن عزيز وهو يتعهد بالديمقراطية والحرية ومحاربة الفساد وحماية الفقراء ولكنه يهدم الصروح علي رؤوس من بناها.

6. مارس 2013 - 18:30

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا