الموريتانية في عيدها / محمود الصيام

هي الأم و الأخت والزوجة ....هي العزيزة على قلوبنا جميعا ...هي الرقيقة حين يظهر الأب قساوة تنساب عبر جداول من الحب والحنان تسكن روحه فنلجأ إليها حينها لتبادر إلى تلطيف الأجواء وتيسير مجرى الأ مور ...هي الأ خت الحنونة التي تملأ نفوسنا بهجة لمجرد رؤيتها ...هي الزوجة التي تستقبلنا بإبتسامة حب ونحن العابرون من زوايا يوم من العمل ...الراغبين في بعض من الراحة...

هي باختصار المرأة بصورة عامة والمرأة الموريتانية بصورة خاصة في عيدها اليوم .

قطعت المرأة الموريتانية مسافات معتبرة في سبيل إثبات ذاتها وتقديمها بصورة تعكس كل ألوان الطموح والعطاء ...لتتقلد مختلف المناصب وتشغل العديد من المراتب القيادية فصارت الوزيرة والمديرة والنائبة البرلمانية ....كما طرقت أبواب ظلت إلى وقت قريب حكرا على الرجال لتتمكن من ترجمة العديد من قدراتها الإبداعية في مجالات شتى.

المرأة ورغم كل ذلك لا تزال تتطلع إلى مزيد من النجاحات في وقت لا تزال فيه المعوقات حاضرة بقوة.

معوقات وإن ذللتها المرأة حينا إلا أن العجز يطالها في أحايين كثيرة أخرى فتجد نفسها رهينة قيود مجتمع لم يقدر توقها لإثبات ذاتها وتحقيق طموحاتها.

جاءت مشاركتها السياسية كمكسب حقيقي وإضافة مهمة لمسيرتها و خروجا على صور نمطية كثيرا ما حشرها المجتمع بداخلها ...مرت هذه المشاركة عبر قنوات عدة لعبت فيها الحكومات المتعاقبة أدوارا مختلفة ففي نهاية السبعينات تمكنت المرأة الموريتانية من الحصول على أول حقيبة وزارية في تاريخها وفي النصف الأخير من الثمانينات كان لها حضور ومواكبة للإنفتاح الجديد الذي عرفته الدولة أنذاك من خلال تنظيم أول إنتخابات بلدية في البلد لتنجح لأول مرة كعمدة في تاريخها حيث تمكنت من الوصول لمنصب عمدة بلدية بوصطيله في ولاية الحوض الشرقي.

اليوم نستطيع مشاهدتها على رأس وزارة تقرر...توقع ...تدشن وتقود ...تماما كما بإمكاننا رصدها تحت قبة البرلمان تقدم رءاها وأطروحاتها للإصلاح ...

مسيرة تدفعها لتجرع كأس المفاخرة بما حققته من مكاسب لا تزال عصية في وجه غيرها وأن تلوح بتمكنها من الترشح للإنتخابات الرئاسية وتمكنها من التسمية كأول وزيرة للخارجية في عالمها العربي...

في ظل الإنفتاح الذي شهدته وسائل الإتصال وشيوع ما بات يعرف بمواقع التواصل الإجتماعي وجدت المرأة الموريتانية ضالتها وهي التي خذلتها منابر البوح كثيرا...فصارت تدون ما يجول في خاطرها ولو تسترت في مرات كثيرة بحاجب كإجراء إحترازي يقيها عقوبة مجتمع أعتاد على أن لا تبوح ولا تعبر.

الشعر والقصة والخاطرة ....هي مجالات إبداعية تصر المرأة الموريتانية على طبع بصمتها عليها لتبدو لنا شاعرة وإن تحفظت ولم تتح لخيالها جموحا يزيد من شاعريتها ...تماما كما بدت لنا قاصة لها ماتسرده بعد تسطيرها لقصة تمردها على واقع المذكرة الصغيرة المخبئة في مكان لايعرفه سواها والتي تلجأ إليها دوما كمتنفس وفي. .

على المستوى الإجتماعي عانت المرأة الموريتانية كثيرا ولا غرو في ذلك في مجتمع ترتفع فيه نسب الطلاق ومحظوظ فيه من جمعه منزل واحد بوالدته ووالده.

فكم رسمت هذه المرأة من معالم كفاح تبقى شاهدة على عطاءها وتفردها ...قاست كثيرا في ظل غياب الأب لتعيل وتربي أبناءا تعتبرهم مسؤولية على عاتقها وواجبا عليها القيام به.

شبح العنوسة يكاد يفترسها بعد أن عرف طريقه نحوها بفعل معابر من العادات والتقاليد ترامت لذلك الوحش الذي طالما قض مضجعها.

تحقق الكثير ولا يزال الكثير ...شعار لعل المرأة الموريتانية تحمله اليوم وهي تنظر بتفاؤل صوب إشراقة يوم جديد تشعر فيه بذاتها أكثر وتحقق فيه المزيد من أحلامها وتطلعاتها.

 

  محمود الصيام /[email protected]  

9. مارس 2013 - 10:22

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا