هنا حيث لا إطعام من جوع، ولا أمن من خوف! / سيدن ولد السبتي

 إن توفير حياة كريمة للمواطن البسيط، وتوفير الأمن له لهما مرتكزان أساسيان من مرتكزات الاستقرار والسلم الاجتماعي ، كما أن هذين المرتكزين يعتبران صماما أمان لحفاظ أي نظام على ديمومته، ونحن في موريتانيا يبدو أننا أصبحنا استثناء  نفتقر  لكل شيئ، حيث انه لم يعد هناك أمن ، كما انه لم يكن هناك عيش كريم أصلا.

 ليست وليدة لهذه اللحظة مسألة أننا نعيش وضعية اقتصادية صعبة، كرستها الأنظمة المتلاحقة، وعمل النظام الحالي على تعميقها، حيث غلاء الأسعار وتفشي البطالة في ظل عدم تكافؤ للفرص ، وتردي الأوضاع الصحية، وفساد ادري ومالي طال جميع قطاعات الدولة دون استثناء ...

إنما الجديد هو ما تشهده العاصمة هذه الأيام من انفلات للأمن، حيث سجلت في العديد من أحياء العاصمة نواكشوط عمليات سطو، وتلصص طالت محلات خاصة، وأخرى عامة منها  على سبيل المثال محلات أمل،  واللافت أن هذه العمليات تكتسي طابعا تنظيميا، زد على ذالك عمليات القتل والسلب المتلاحقة والتي سجلت منها العديد من الحالات  في اقل من شهر واحد إذ قتل شاب في مقاطعة توجونين، وآخر أمام إعدادية عرفات،كما أقدم آخر على قتل تاجربالسوق طعناقرب مطعم الأزهر في مقاطعة دار النعيم، وعثر على آخر مشنوق، وآخر مغمور في الرمال على طريق المقاومة.... ، وفى مقاطعة الميناء قام العشرات بتشكيل مليشيا مسلحة ، وسلبوا المصطافين على الشاطئ مساء الجمعة 22-2-2013 ، وأثاروا ضجة واسعة في الساحة التي تعرف  بساحة "أتكسكادي" من خلال عمليات ضرب ونشل واسعة للمتفرجين وسط غياب تام  لقوات الأمن،كما تفاقمت ظاهرة خطف الحقائب النسائية والهواتف المحمولة، وزاد الأمر تعقيدا ما اتخذته الشرطة من تدابير من حظر للتجول ليلا لا تعدو كونها دعاية، أو نوع من البرباغاندا استهدف أساسا المواطنين الأبرياء، إذا أن قالبيه الأعمال الإجرامية التي وقعت حدثت في رائعة النهار.

 كل هذا يحدث في ظل تخبط امني،  و انعدام إستراتيجية  واضحة للتقلب على الظاهرة مما حذا ببعض المتابعين إلى القول بأن ما حدث ويحدث وراءه أنامل خشنة طامحة إلى استعادة ثقة مفقودة - في إشارة لأحد أهم القطاعات الأمنية -، أو جهة أخرى ناقمة من أعداء النظام الكثر.

المهم  متى سنصحو نحن الحالمون بمستقبل مشرق من غفوتنا؟ ونعلم ان هذا الوطن الأمن، ورغد العيش فيه، لمن يتحكم في مفاصل الدولة  لأصحاب الجيوب العامرة، وان هذا الوطن ليس لنا فنحن لا نعدو كوننا ضيوفا فيه كغيرنا من المهاجرين الكثر مع فارق بسيط هو أنهم لهم أوطان يمكنهم العود لها مني شاءوا!.

سيدن ولد السبتي

[email protected]

36316872

9. مارس 2013 - 11:24

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا