استبشروا خيرا واشعروا في بيوتكم بالأمن و الطمأنينة والدفء لأن قوات أمننا الباسلة تعتقل كل ليلة عند الساعة التاسعة شيخا في السبعين من عمره مصاب بمرض السكري كان ينهي رياضة المشي الليلية المعتادة التي نصحه بها طبيب ما.
في الآونة الأخيرة انتشرت صفارات حظر التجول العشوائية والمفاجئة التي دشنت بها قوات الشرطة عودتها إلى تأمين الشوارع بعد فترة من تقليص تواجدها فيه اثر اكتساحه من مجموعات "أمن الطرق" التي ضايقت الكثيرة من الممارسات التي كانت تؤمن بها قوات الشرطة لقمة العيش ـ إذ أن الراتب وحده ليس كافيا بالمرة ـ ، ولست هنا بصدد انكار الجرائم البشعة التي سادت في الآونة الأخيرة وفي آجال متقاربة أو مجموعة المجرمين الذين أطلق سراحهم جهارا نهارا للتشويش أو إفساد مهرجان لأحد أحزاب المعارضة ، كلها أحداث مؤسفة حصلت وتحصل يوميا ، وفي محاولة لجمعها بردود أفعال قوات الأمن لاسترداده أريد أن أطرح مجموعة تساؤلات لن أحاول الاجابة عليها بل سأترك لكل قارئ كريم فيكم حرية الاجابة عنها انطلاقا من تفكيره الحر ومنطقه السليم :
* ان الأغلبية الساحقة من الجرائم التي حصلت في الآونة الأخيرة حصلت نهارا فما فائدة حظر التجول الليلي ؟ !
* جميع قرارات حظر التجول التي تحصل في العالم يتم الاعلان عنها بشكل "رسمي" ويحدد توقيت بدايتها إلا هذه المرة التي تتفاوت فيها المناطق في التوقيت ولم يعلن عنها "رسميا" حسب علمي حتى الآن .... لماذا ؟ !
* كمية كبيرة من الجرائم تحصل في نفس الفترة وبعضها على مرآى آلاف الناس كالذي حدث في مهرجان حزب التكتل لساعات حسب الذي بلغني ... اين كانت قوات الأمن ؟ !
* هذا سؤال يسأله أغلب ركاب سيارة الأجرة الذين أفتح معهم هذا الموضوع : هل هناك علاقة بين انتشار الجرائم ورغبة قوات الأمن في العودة إلى الشوارع ؟ !
* والسؤال الأهم : لماذا ليس لشرطتنا أي خطة لاستتباب الأمن إلا بتقييد حرية المواطنين وحبسهم في بيوتهم مهما كانت دوافع خروجهم ملحة ؟ ! ،
إن لم تكن قد أجبت بمنطقك المجرد فلا أنصحك بقراءة الأسطر التالية لأنها قد تحمل بعض التوجيه J
أعتقل في الآونة الأخيرة الكثير من أصدقائي في حركة 25 فبراير وتحدثوا عن المعاملة السيئة التي يتلقاها كل مواطن ساعة اعتقاله ومستوى لا بأس به من الإهانة ان سأل ما السبب ، خلاصة الأمن أن من حقنا كمواطنين أحرار في موطننا أن لا نوضع أمام أحد خيارين لم ولن نتخلى عن كليهما لأنهما من أبسط حقوقنا المسلوبة بقوة السلاح ، من حقنا أن نجمع بين الأمن والحرية ، ثم إن أي جهاز شرطة أو أمن يضعنا أمام أن نختار إما أمننا أو حريتنا هو جهاز غير كفء أو يدار من قبل عقول مريضة ومهملة .
مقولة قديمة : "من يفرط في الحرية بحجة الأمن لا يستحق كليهما"