مرشح التوافق الوطني يحافظ على سمة التوافق / ‏القصطلاني سيدي محمد ‏

حين نعود بالسنين إلى الوراء، إلى ما قبل إنتخاب فخامة رئيس الجمهورية محمد  ولد  الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزواتي، تبرز لنا تلك الصفة البارزة التي تميز بها رئيس الجمهورية الحالي إبان ترشحه.

لقد كان مرشحا للجميع و لا استثني من ذلك الجميع المعارضة التي كانت ستقترحه مرشحا لها لولا أن ترشيحه جاء من الحزب الحاكم.

لقد كان خيارا توافقيا بإمتياز ، و رغم حساسية المرحلة التي رشح فيها، إلا انه كان الأنسب و الأكثر حضورا في الوعي السياسي الشعبوي حينذاك.

نجح الرئيس و بدأ يواجه واقعا يصعب تغييره، واقعا هو نتاج تراكمات زمنية و تصرفات أنظمة تفرض من المعيقات ما يجعل عجلة التنمية تمشي ببطئ، و زادها في ذلك، جائحة كورونا التي عبثت بإقتصادات الكثير من الدول القوية.

ظل النظام الحالي في تلك الحالة المعقدة التركيب، يحافظ على ميزة من الصعب الحفاظ عليها، ألا وهي ميزة التوافق مع الطيف السياسي، أحيانا يتعكر الجو قليلا، لكن سرعان ما أستعاد صفاءه بهدوء و يقظة.

إن مسك الأمور بطريقة توافقية شمولية تراعي كل الأبعاد و تستحضر كل الخيارات و تدرس كل السناريوهات، مهمة في غاية التعقيد، تجعلنا نحس بجلاء القيمة المضافة التي اضافها النظام الحالي للمشهد السياسي الوطني بعد ان كانت مساعي التوافق مجرد نداءات لا يسمح لأصحابها بالجلوس على الطاولة.

نعم هنالك صعوبات إقتصادية و خروقات تسييرية تتكشف بين الفينة و الأخرى، و هي ظاهرة صحية في جسم بلد يعاني فسادا في التسيير منذ عقود.

و في المقابل يعمل النظام الحالي على دفع عجلة التنمية بأسلوب متأني يضع  الإستقرار و التوافق في اولويات رؤيته.

لقد نجح النظام الحالي في إثبات قدرته على جمع كلمة الطيف السياسي الوطني من اجل الخروج بمخرجات تشاركية يساهم فيها الجميع بفكرته و يضع فيها كل طيف بصمته المميزة.

و أستطاع ان يحقق ذلك في جو من الإنضباط و الإنسجام يحسد عليه البلد، و يمثل نموذجا راقيا من التواصل و التلاقي الديمقراطي.

إن توافق الأحزاب السياسية مع وزارة الداخلية في الأيام الاخيرة حول المنظومة الإنتخابية و آلياتها و الخروج بورقة جامعة، يعطي صورة واضحة لعزم النظام الحالي على إشراك الجميع و قدرته على تقبل و إحترام إنتقاد الآخر و حكمته في إستغلال الإختلافات لصالح التوافق.

و هو أمر محمود يعكس بعدا إستراتيجيا في التخطيط لتنمية مستدامة تجعل البلد يستفيد من مختلف طاقاته البشرية بغض النظر عن إنتماءاتها السياسية.

إن تلاقي النخب الوطنية بشتى ألوانها و إشراكها في بناء مسارات النهضة و الجلوس معها على طاولة التشاور و البناء من أجل خدمة الوطن و تحقيق تطلعاته، ضرورة ملحة يحتاجها البلد من أجل إستخراج انجع الحلول و تنفيذ إجراءات ملموسة تساهم في الإستغلال الأمثل لمقدراتنا.

و لا شك أن تلك الصفة التوافقية و ذلك الجو التشاركي و الهدوء السياسي،  مؤشر على تحقيق الأهداف و القدرة على التحكم في مخرجات تنموية منتجة و رائدة.
 

21. سبتمبر 2022 - 19:53

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا