حزبا"المخزن"في المغرب وموريتانيا:تنسيق في وجه الربيع العربي..! / الحاج ولد المصطفي

يعتبر حزب الإستقلال وسيلة النظام المغربي في توجيه الحكومة الحالية وإجهاض مشاريع التغيير الثورية التي أنتجتها حراك المغرب خاصة بعد تفكيكه واستضافة جزء مهم في المخزن "التنمية والعدالة" أما نظيره الموريتاني فحدث ولاحرج عن أدواره الخفية لصالح تكريس سلطة ولد عبد العزيز بشتي الوسائل.

والتنسيق الحالي بين الحزبين لابد أنه يتعلق ببحث الطرفين عن مخرج من إكراهات الربيع العربي وأمواجه المتلاحقة. فمالذي  يستفيد ه الطرف الموريتاني من المغربي في مواحهة حراك منسقية المعارضة وتصميم أحزابها علي رحيل ولد عبد العزيز؟

يعد حزب الإستقلال من أقدم الأحزاب العلمانية في المغرب الشقيق ترأسه  محمد بوسته(المشهور بولائه الشديد للملك). شارك الحزب في حكومات متعاقبة في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات و يعد اليوم ثاني أكبر حزب سياسي في البلاد بعد "التنمية والعدالة" ذات المرجعية الإسلامية والتي يشاركها في السلطة - مكرها  لا بطل – وتأتي مشاركة الحزب في حكومة مابعد "إكراهات" الربيع العربي وليس إصلاحاته والتي يقودها حزب إسلامي لأول مرة في إطار الملكية الدستورية القائمة على إمارة المؤمنين .

ويرأس حزب الإستقلال أمينه العام الحالي حميد شباط ويتحدث  ناشطون استقلاليون مناهضون لحميد عن مايسمونه ب:(التجاوزات الخطيرة للأمين العام للحزب، الذي ارتضى تهميش كل المؤسسات داخل حزبه) وهويعمل لصالح أجند ة لاتخدم الحزب ومستقبله يضيف هؤلاء وعلي رأسهم القيادي أنس بن شودة.

ولمعرفة تلك الأجندة ينبغي أن نعلم أن هذا الحزب العلماني الذي وجد نفسه مجبرا علي التحالف مع الإسلاميين بل والعمل تحت قيادتهم وهم الذين ناصبهم العداء لسنين طويلة لا يفعل ذلك بإرادته واختيار مناضليه وإنما لغاية نفعية تتعلق بالتوزير والثروة والتقرب من النظام أو المخزن - بعابرة لمغاربة-

وهو يأتي إلي موريتانيا تلبية لدعوة من حزب الإتحاد من أجل الجمهورية في الوقت الذي تتفاقم فيه أزمة داخلية بين حزبه وبين شريكه في الحكومة من جهة وبينه شخصيا  ، و 50% من قيادة حزبه حسب رابطة "لاهوادة "التي تطعن في شرعية انتخابه كأمين عام للحزب وتطالبه ب "الرحيل".

يأتي الرجل وخلفه التنمية والعدالة وهو يخوض معهم حربا حامية الوطيس كان آخر فصولها اتهامه لهم بأخونة المغرب علي طريقة يساري مصر في انتقاد الإخوان ومن أمامه تمرد داخل حزبه بدأ منذ انتخابه المثير للشك ولايزال الجدل محتدما داحل أروقة  الحزب وبين قياداته  ومن فوق ذلك كله الحراك الثوري في المغرب والذي أدت موجته الأولي إلي تنازل الملك -ولو قليلا- عن جزء من عرشه وصعود طفيف للإسلاميين ولا تزال موجات بحر الربيع المتلاطمة تهدد المغرب من جديد فحركة 20 فبراير تواصل احتجاجاتها وسقف المطالب مافتئ يرتفع منذرا بقرب نزول صاحب العرش عن كل عرشه. فالجميع في المغرب يعد العدة للغد القادم وكل ربيع يطل من جديد يدفع سدنة الأنظمة العربية إلي التفكير وربما التنسيق بعدما ما فاتها ذلك في تونس ومصر وليبيا.

حزب الإتحاد من أجل الجمهورية ليس حزبا بالمعني الذي نتحدث به عن حزب الإستقلال المغربي العريق في الممارسة السياسية وفي النضال من أجل تحرير المغرب وحتي في المعارضة المهادنة في بعض الأوقات ولكن ما يجمع الإتحاد الموريتاني بالإستقلال المغربي هو شخص الأمين العام الذي يبدو أنه من صنف السياسيين الذين يكتظ بهم حزب الإتحاد من أجل الجمهورية، فهو ساع إلي المصلحة الخاصة بكل طرق المكايدة والمثابرة وهو جندي مقاتل  في قلعة الدفاع عن حصن الملكية وعرشها منذ نعومة أظافره وهو الآن مطارد بالأزمات الداخلية فلاغرابة إذا أتاحت له هذه الزيارة فسحة من الوقت للإبتعار عن لهيب الأزمات والإستماع إلي نظرائه في الهم العام وكيف يواجهون مشاكلهم في الدفاع عن نظام منهار .

حزب موريتانيا للإتحاد جديد قي نسخته الحالية لكنه قديم قدم الإستقلال في نسخه المطابقة للأصل في كل مراحل النظام السياسي الموريتاني فذات الرجال وأبناء الرجال وأجيال من بعدهم يمارسون نفس اللعبة السياسية المتمثلة في الدفاع عن النظام القائم :من حزب الشعب إلي هياكل تهذيب الجماهير إلي الحزب الجهورية (وهو الشكل التنظيمي الحزبي الأوضح في نهج ذات التصور السياسي القيم الجديد)

إلي الوريث الشرعي للحزب الجمهوري حزب الإتحاد من أجل الجمهورية .

إن إديولوجية هذا الحزب قامت وتقوم علي دعم النظام القائم واستخدام كل الوسائل للذود عنه ومواجهة المعارضة بكل أشكالها وفي المقابل الظفر بالمناصب والعطايا التي يهبها النظام لأنصاره خاصة في أوقات الأزمات والحملات وغيرها.

هذه الإديولوجية واحدة في جوهرها لدي كل الأنظمة العربية وإن اختلفت تسمياتها وأطرها التنظيمية وأشخاصها لكنها متفقة في بلداننا العربية علي ممارسة الزبونية والإسترزاق السياسي من الحكام المستبدين ومساندتهم مقابل مصالح شخصية .

 

إن ما يمكن أن يستفيده قادة حزب الإتحاد من أجل الجمهورية من الضيف المغربي هو أن يتعلموا إشراك الخصم المعارض في الحكومات  وأن يفهمهم معطيات التحولات الجارية وقوة الشعوب الكامنة حين تنفجر في وجه الطغاة ولعل الضيف المغربي يستطيع أن يشرح لهم أنه عندما يقبل "صاحب الجلالة " الذي ورث الملك أبا عن جد التنازل لمعارضيه ويشركم في الحكم، فعلي "الجنرال " الذي وصل إلي الحكم بانقلاب غادر علي ولي نعمته وصاحب الفضل عليه في حيازة الألقاب العسكرية  عليه  أن ينصاع لمعارضيه.

 

10. مارس 2013 - 18:43

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا