المعنى الحقيقي للرحيل والبقاء (تفسير ديلول) / احمد امحمد بن الفاضل

احمد امحمد بن الفاضلمنذ أن أصبحتُ أهتم بواقع بلدي الذي أعيش فيه وما يدور فيه من أحداث وخاصة الجانب السياسي منه أصبحت أحس بالضيق وأفكرُ أكثر مما أنام وخاصة بعد قضية الربيع العربي وما حملته من تغيرات جديدة غيرت مسار بعض الدول العربية مثل الشقيقة تونس ليمتد لهيبها ولو في شكل نظري الى موريتانيا التي نادت معارضتها بكلمة صريحة: "ارحل" ليقابلها الرئيس بكلمة البقاء.

وصرت احيانا اتقمص دور الرئيس لأعرف فيما يفكر، ودور المعارضة لأحاول فهم ما تسعى إليه. ولكنني عجزت تماما عن فهم ما يسعى إليه كل منهما، وبصراحة بت أخشى ان هناك اتفاقٌ في الخفاء بين الاثنين، وأننا نعيش في مسرحية هزلية بطلها الرئيس وبمشاركة المعارضة ومن إخراج العسكر. ليكون المواطن لا دور له سوى قطع التذكرة ليشاهد احداث المسرحية التي تحمل طابع الكوميديا، فالمعارضة تستخدم أسلوب التورية لتأكد أنها عازمة على مشاركة النظام في السلطة، والنظام يؤكد لها بوضوح قبوله ذلك ولكن بصيغة النفي المطلق، ولكن المعارضة تستخدم اسلوبا لغويا فهمته من خلال ديلول الرئيس الذي زارني في المنام وقال لي: فعل الأمر "ارحل" الذي تطلقه المعارضة له معنى آخر فكل حرف منه له دلالته الخاصة لتوصل به افكارَها الى الرئيس في شكل لغز محير لا يفهمه سوى ديلول" الرئيس".

حرف الهمزة معناه ابق جاثما على صدور الشعب، اما حرف الراء فمعناه رتب امورك على مهل فموريتانيا لنا جميعا وحرف الحاء معناه حاول عدم التوصل لحل نهائي حتى نقتسم خيرات هذا البلد ونتاجر به دوليا للحصول على التمويلات الخارجية، اما حرف اللام فمعناه لا تحرمنا من الاعتصامات والمهرجانات فهي الدليل الوحيد الذي سنقنع به الشعب اننا لا ندعمك في ما تفعل واجعل منها منهجك وسلاحك للرد علينا ولا توظفنا في المناصب خشية ان يقال اشترى ضمائرهم بالمناصب واقعد لنا في المجالس وسبنا وسفه احلامنا وصفنا بالجنون والوهن كل تلك الأشياء لنوهم الشعب بالخلاف بيننا ونبقى مسيطرين عليه ولا تعطي المجال للوحدة الوطنية لتكون الورقة الرابحة فحين نفرق بينهم نَسُودهم.

اما الرئيس فبدوره يقول ما رأيكم بكلمة بقاء فليس في قاموسي سواها يا ديلولي افهمهم اياها فيقول ديلول اما حرف الباء فمعناه بقائي انتم لا تحددونه بل صناديق الاقتراع ففي تلك كان حديث طيران الباء، اما حرف القاف قلت ولا تعقيب على كلامي لا انقلاب علي بعد اليوم ولا اسقاط فذاك دهر ولى بلا انقضاء، قد اطلقت لكم العنان فسيروا في الارض بلا رقيب املؤوا الارض صراخا فإني قد اغلقت اذني بالنحاس فلا اسمع لأحد إلا ما يملي علي فؤادي اما حرف الألف اسمعوا لن ارد من جاء منكم إلي مهاجرا وارد لكم كل واحد من اصحابي خالف ندائي فأصفه بالمفسد في البلاد فألقيه في السجن ليكون عبرة وخير عون لكم بعد خروجه في اقناع سكان البلاد على ظلمي وعنادي.

اما حرف الهمزة يا احبائي فحذاري من تبني محاربة الفساد في البلاد فهو لي وانا من يطلق حملة محاربته في بلادي لوهم اهل الحي الساكن اني منقذهم ومخلصهم من قانون الأعادي فأكون الرابح الاكبر وذاك مرادي ومرادكم ومراد معظم مثقفي البلاد. اما الهمزة يا اعدائي فإن لي ملف فساد لكل مواطن اشهره حين احس بخطورته على استقرار بلادي. دمنا متفقين لا متخاصمين على رؤوس الاشهاد.

 

17. مارس 2013 - 11:24

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا