نخاف، نغضب، نبكى، نضحك، عندما يتعلق الأمر بنا كأشخاص طبيعيين نعيش الحياة بحلوها ومرها، يتجاوز الشخص الطبيعى(أزمة الضمير هذه) عندما يشعر انه في خطر فيبحث عن بدائل فتراه ينحنى ( لا تهد يلين تكد)، بحثا عن لقمة عيشه بكل الطرق.. في الخارج مثلا،
منهمك في تنظيف الأوانى المطبخية، أو في غسيل السيارات المنزلية، أو في جنى ثمار الأشجار المثمرة، اووو، وفي البلد تري بعضنا ينافق يكذب يخادع، في سيبل التوصل إلى رزق تكفل الإله به من فوق سبع سنوات.. لكن عندما يتعلق الامر بوطن بأكمله ترى هذا الكائن الموريتاني المسكين، ترتفع أصواته وتنتفخ أوداجه، مستحضرا كبرياءه معلنا الحرب بكل ماؤتى من قوة، على هذا البلد.. نهب وتدميرمنظم باسم القبيلة والجهة والدين والعرق للموارد الطبيعية، وتختلف الناس في ذالك .. من يحمل قلما، ومنجرة، وسكينا، وكلاشينكوف، ومن يحمل عمامة، وثقافة، وشعرا؛ الكل تخطى به الآنا التواضع للوطن والإخلاص له، حيث اختار التغنى بمجده حاضره ومستقبله، بذالك يختزل الوطن في لقمة عيش لن يتراجع عن الحصول عليه سلما أوحربا، لا حوار لا تصالح.
هي فعلا أزمة ضمير، أغلبنا يعمل على تمزيق البلد كل حسب استطاعته، وقدرته، ومكانته، لا يوجد اليوم فينا إلا من رحم ربك من يبكى هذا الوطن المسكين الذي يعيش جزءا من القرون الأولى لاكتشاف أدوات العمران عاصمة من (ورق)، يتفاخر حكامها اليوم بتشيد الطرق والمبانى، ومحاربة الفساد والرشوة، وتغيير بنيتها وهي لاتزال تتصدر قائمة العواصم العالمية الأكثر تخلفا؛ فعاصمة الصومال مثلا (مقديشو) رغم الحرب الأهلية الدائرة بها لسنوات عديدة هي الآن تتقدم على نواكشوط ب5 نقاط، وفقا للمعايير العالمية في العمران وتوفير الخدمات، كما أن (غاو) عاصمة اقليم الشمال المالى التى هي برتبة ولاية، تقارن بالعاصمة نواكشوط..
أزمة ضمير تتجذر، لأن الجزء الأكبر من الموظفين والأطر سافروا وعايشوا النهضة العمرانية، لتلك البلدان المتقدمة، وعادوا متشبعين بتلك الثقافة التى تؤمن بمصالح الأمة قبل مصالح الفرد، لكن يا للأسف فضلوا طريقا آخر؛ تشيد المنازل وشراء الإبل، وإنشاء البنوك والاستثمار خارج الوطن والإصرار على الإبقاء عليه كما هو؟؟