زارني أمس أحد مدبري محاولة 16 مارس الفاشلة، وأحد مؤسسيAMD (التحالف من أجل موريتانيا ديمقراطية)، الضابط الملازم (البوتيليميتي السباعي) اسماعيل ولد محمدو، وكان لنا حديث ذو شجون عن دخوله انواكشوط، واحتجازه ..
لمعاوية( قائد الأركان آنذاك) وبعض الضباط الأقل رتبة يومها، من أمثال النقيب اعل ولد محمد فال وغيره، وبعد موافقة معاوية على الإنقلاب، وقد كان وقتها رهينة عند كادير واسماعيل ولد محمدو، وبعد فشل اللعبة، أحيل الكوماندوز إلى "اجريدة" على شاطئ البحر، في ضواحي انواكشوط بقاعدة عسكرية محكمة الإغلاق.
ونفذ الحكم القضائي بالإعدام في أربعة من الجماعة وبقي أربعة في السجن ، مدة خمس سنوات، قال اسماعيل ، على مدى ستة أشهر من بداية الإعتقال، كنت ليلا في (آحفير مليء بماء البحر البارد إلى حد الرقبة) وعندما تطلع الشمس، أحول إلى سجن، مسقوف ب (السنك) والشمس قريبة من رأسي، بحكم قرب ذلك "السنك" ومدة ستة أشهر كاملة، لم أذق فيها اللحم.
يقول الضابط (القوي الذاكرة ما شاء الله) نفذ حكم الإعدام في كادير المقدم محمد ولد عبدالفادر بأكثر من 150 طلقة من أخمص قدمه إلى سرته، دون أن يتجاوز الرصاص المضخوخ، ذلك المكان من الجسم، مبالغة في التعذيب.
كان مشهدا ـ يقول الضابط ـ قمة في الوحشية، وقدرة الإنسان في بعض اللحظات على تجاهل إنسانية أخيه الإنسان، ولو كان صاحب جريمة أو قضية مشروعة.
لقد جئنا يقول السجين السابق، والملازم السابق اسماعيل ولد محمدو، من أجل الاستيلاء على الحكم، وإقامة انتخابات بمشاركة المدنيين وحدهم؛ بعد ثلاثة أشهر من الحكم الإنتفالي؛ ليعود الجيش إلى الثكنات وتبدأ الديمقراطية!.
يقول ضيفي؛ لقد تم تأسيس التحالف من اجل موريتانيا ديمقراطية ؛ في شارع الأوبرا ـ بفندق "أدوارد ست" ـ بباريس يوم 27 مايو 1979.
ويتساءل الضابط، لماذا لم تحظ عملية 16 مارس بالحديث الصريح الكامل المزيل للغموض، فثمة ما يحتاج إلى التوضيح، كما يتساءل لماذا لم تحظ أيضا هذه المجموعة بالعفو، مثلما حدث مع كل المحاولات العسكرية الفاشلة؟!.
ويعدنا الضابط الملازم اسماعيل ولد محمدو، بحديث شيق ومثير وتاريخي مفصل، لمن يهمه شأن الوطن، مهما كانت طبيعة الأحداث وخلفياتها؛ ومبرراتها في نظر صناعها وضحاياها وخصومها على السواء.