إن مشروع عالمية السلم الذي يقوده العلامة عبد الله بن بيه، هو مشروع متكامل يأخذ من كل دواعي التوفيق بطرف، إذ يستمد قوته من النصوص القطعية الثابتة، و وجاهته من تجارب الواقع المشهودة، فالحروب العنيفة التي تبيد جمال الحياة و تزيل النعم و العافية، تعلمنا يوما بعد يوم، أن لا خير في تنازع البقاء بين بني البشر، خاصة منه ذلك الذي يمتطي نصوصا شرعية محرفة الدلالات و التنزيل.
إن دور العلماء العقلاء في كل العصور، هو تزكية النفوس و تطهير الجوارح و تحقيق العدل بين الناس و افتكاكهم من أغلال الطغيان و الاستبداد و تحريرهم من الظلم و الحيف على بساط من العافية التي لا تتحقق إلا في بيئة ينعم أهلها بالسلم.
و لتحقيق هذا السلم كان لزاما على شيخنا العلامة ابن بيه أن يخرج للعالم حاملا رسالته النبيلة، متكئا على درايته التامة بواقع الأمة و أبعاد أزمتها الخانقة، في بيئة تعج بالصراعات العرقية، المذهبية و الطائفية، و بالأسلحة الفتاكة و الفتاوى الطائشة.
خرج العلامة ابن بيه ببصيرة ليقول للناس إنه رجل إنقاذ؛ جاء ليطفئ الحريق و ينقذ الغريق، بعث لتطبيب الأمراض لا الأعراض، فواجه محاولات التشويش و التشويه بالحكمة و الموعظة الحسنة، حتى استطاع أن يرتقي في سلم الإنقاذ إلى أن وصل مراتب العالمية في إعادة الروح لمفهوم الإحياء "و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"
على مدار تسع سنوات أعاد الشيخ عبد الله بن بيه آلاف العلماء و المفكرين و النشطاء إلى مقاعد الاستماع لينصتوا من جديد، و يستمعوا لصوت العقل و الحكمة من جديد، و حول كثيرا من دعاة الصراع العبثي إلى مصلحين مبشرين بحق الحياة.
خاطب الشرق و الغرب بلغة الإسلام الأصيلة، فأعاد ترتيب ما بعثره الظلاميون و استعاد ما اختطفه التكفيريون من نصوص، و انتشل ما اختلط من مفاهيم من براثن المتاجرة!
لقد بات الشيخ عبد الله بن ييه اليوم من أكبر الشخصيات الموثوقة و المؤثرة في العالم، بفضل جهوده المباركة في توصيل رسالة الإسلام السمح الذي يصنع الحياة و يغرس الفضائل في كل المجتعات و يقدس حرمة النفس البشرية.