تأتي هذه الخطوة الهامة في إطار مساعي حزب الإنصاف لإعادة التأسيس و العمل الجاد نحو إصلاح شامل للخروج بالحزب من سباته العميق بعد إعادة تسميته و تجاوزه لمراحل أزمة المرجعية و الحظر الصحي بسبب الجائحة و ذلك من خلال ترتيب البيت داخليا وضبط الأمور و وضعها في سياقها العام و قالبها الصحيح.
تهيئة للعب الحزب الدور المنوط به في صنع السياسات العامة للنظام و حصريته لتفعيل و تنشيط هذا الدور علي مستوي جميع المناشط السياسية داخل المشهد الوطني.
تمهيدا و إستعدادا للإستحقاقات المرتقبة
حيث دعا حزب الإنصاف الحاكم عبر بيان صادر عنه جميع أصحاب المبادرات المنتمين للحزب
من أفراد و جماعات الي الإنضباط و الإنسجام داخل الإطار الحزبي و إخضاع أي قرار أو نشاط سياسي يسعون القيام به إلي ما تمليه قواعد الإنضباط الحزبي وتنسيق كل نشاط في هذا الصدد مع الهيئات الحزبية المحلية المقاطعية و المنسقيات التي تم تكليفها بالتحضير للإنتخابات.
في حين يري بعض المراقبين للشأن السياسي بأن هذا التوجه الحزبي سيصطدم بواقع شائك صعب المنال نتيجة للظروف التي اكتنفت نشأة هذه المبادرات .
فهي ظاهرة سياسية ليست وليدة اللحظة تكاثرت بحجم واسع في السنوات الأخيرة علي شكل تجمعات و تكتلات مستقلة ظلت تتحرك دوما في الظل و ميدانيا في إطار المناسبات السياسية و الإستحقاقات الإنتخابية كما لعبت دورا كبيرا في تغيير المعادلة و قلب الموازين .
واقع و موروث سياسي أفرزته المرحلة الإنتقالية الأولي بعد الإطاحة بالنظام الطائعي 2005 م
كنتيجة حتمية لتراكم كبير من معاناة التهميش و الغبن والظلم داخل المنظومة الحزبية الواحدة و ما خلفته من تذمر في الأوساط الإجتماعية ،بالإضافة الي مجمل التحولات و التغيرات التي حصلت أنذاك داخل المشهد السياسي الوطني و ما تركته من فراغ حزبي واضح إثر عزوف قادة المرحلة الإنتقالية عن تبني أي حزب كذراع سياسي إلتزاما و إمتثالا لتوصيات الدستور في منع قادة المرحلة حينها من مزاولة أي عمل سياسي أو الترشح له ،علي الرغم من تجنبهم الغوص في حل الأحزاب السياسية و منظمات المجتمع المدني عكس ما يصنعه دوما انقلابيو المحيط الإقليمي.
لعل ما شهدته المرحلة لا حقا قبل وبعد إزاحة المرحوم سيد ولد الشيخ عبد الله من تأزم و احتقان سياسي و عدم استقرار قد ساهم في خلق ظروف و بئة مناسبة لإستمرار هذه المبادرات و التعاطي الجيد معها و إضفاء نوع من الشرعية في التعامل معها كإطار سياسي مستقل داعم للنظام ظل قائما طيلة العشرية بل تم تعطيل دور حزب الإتحاد من أجل الجمهورية وتغييبه عن المشهد السياسي الوطني خلال الرئاسيات الأخيرة قصدا أو لحاجة في نفس يعقوب وقيام
المبادرات بالتعويض و إحداث الفارق الشئ الذي جعل المتغير الوحيد في مسارات الأحزاب الحاكمة صيروريا هي أسماء لحزب حاكم واحد و تدوير لنفس الأشخاص و الجماعات من حين لآخر . الحزب الجمهوري الديمقراطي الإجتماعي PRDS .، حزب عادل ADIL , حزب الإتحاد من اجل الجمهورية UPR , حزب إنصاف INSAF. كل حزب أسس لمرحلة نظام معين برحيله أو إختفائه عن المشهد يتغير الإسم و الشعار و يبقي الأشخاص أ نفسهم وهكذا دواليك،
ما يعاب وطنيا علي هذه المبادرات أو التشكيلات السياسية المستقلة داخل الحزب الحاكم هو
عدم أنصهارها داخل الإطار الحزبي الواحد منذ النشأة مما تسبب في فوضوية عارمة من اللاأنضباط الحزبي مقصودة و ميول البعض منها الي النفاق السياسي للتموقع و حصد المقاعد داخل هيئات الحزب مناسبة أضحت موسم استثمار لدي بعض رجالات النفوذ و المال.
ساهم في إضعاف أداء الحزب و تعطيل أدواره و إفراغه من محتواه مما ادي الي ظهور بعض الإختلالات البنيوية داخل المنظومة الحزبية،.كما كرست ايضا هذه المبادرات البعد القبلي والجهوي من خلال الإنتماءات الضيقة الأسرية و الفئوية داخل مختلف تشكيلاتها .
دعواهم فيها امتلاكهم لقاعدة شعبية عريضة باتت طرفا قويا في المعادلة السياسية ابلت بلاءا حسنا في المعترك السياسي بمجهود خاص دعما للنظام دون الإستفادة من خدمات أو تمويلات الحزب الأم أو انعكاس ذلك علي واقع أفراد المجموعة المنضوية تحت مبادراتهم و في ايجاد ذواتهم داخل الحزب الحاكم.
إن إحتواء هذه الظاهرة في هذه المرحلة الحرجة أمر ضروري لكن ليس بالهين ،يحتاج ويتطلب قدرا من الحنكة السياسية و الفطنة و الدبلوماسية و شئ من الصرامة و مواجهة الواقع بالعدل و الإنصاف.
صفات سيكون بالطبع رئيس حزب الإنصاف الجديد أهلا لها و أدري بتجسيدها علي ارض الواقع لإحداث التغيير المنشود ولم الشمل و الخروج بتشكلة فريق متناسق و متماسك جديد يعكس مختلف الإنتماءات داخل الحزب الواحد ويشكل حاضنة للجميع الكل يجد نفسه فيها
ضمانا لرسم خريطة مشهد سياسي علي أسس سليمة تعكس شعار حزب الإنصاف و تؤسس
لتعزيز رؤية رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الغزواني و تماسك وحدة داعميه و تغليب المصلحة العامة علي الخاصة استعدادا للإستحقاقات القادمة المرتقبة و الساخنة والتي ستكون بحجم التحديات .
في حين قد تشكل التناقضات الحاصلة داخل الهرم الحزبي مصدر قلق لدي البعض من خلال عدم تكافؤ الفرص امام جميع المنتسبين والفاعلين السياسيين.
وضع حرج ينبغي مراعاته و تصحيحه ،حيث أن بعض وزراء و اعضاء المكتب التنفيذي يديرون تيارات و مبادرات داخلية .
ما من شأنه أن يعيق هذا التوجه ويؤسس لتصاعد الخلاف بين التيارات التقليدية مما قد يكرس الانشقاق لاحقا و تأزيم الوضع فشرط النهايات تصحيح البدايات.
إن غدا لناظره لقريب.
حفظ الله موريتانيا.