يسابق فلول العشرية، وما قبلها من نظم الفساد، عقارب ساعة الزمن الانتخابي المرتقب؛ فيجعلون من قاعات وساحات وميادين نواكشوط، الغائصة في أوحال فسادهم المزمن، يحعلون منها أسواقا للنخاسة السياسية، ينادي فيها سماسرة الولاءات المؤقتة، على "شعبيات" وهمية مستجلبة، خوفا وطمعا، من مدن الداخل وأعماق بعيدة أقل وعيا، وأكثر هشاشة، ثمنا لموقع في لائحة للمرشحين؛ هنا أو هناك..!!
إذا تعلق الأمر بأسوإ احتمالين، فهو تنافس لكسب ثقة حزب السلطة، استباقا لنشر لوائحه المرشحة للانتخابات؛ فيكون ردة سياسية موسمية باتجاه بدائية القبليات والجهويات، حيث تغيب الدولة، شعارات ومضامين وغايات، تاركة مكانها لسائبة التاريخ، بكل ما تعنيه من ازدراء الدولة المنظمة والشعب الموحد، والقانون النافذ الساري على كل المواطنين، بلا استثناء..!!
أما أهون الأمرين فهو أن تكون موجة الملتقيات والتظاهرات والاجتماعات، تلك، مرحلة من خطة نضجت على نار هادئة، في القدور العتيقة بمطبخ السياسة الوطنية، تستهدف إيصال رسائل مشفرة من خلف اللافتات والشعارات، بعدم رضى قطاع عريض من صناع الأزمات، عن حالة انسجام بين الفرقاء السياسيين، تنذر بكساد بضاعتهم، خاصة بعد ما وصل إليه التشاور بين السلطة ممثلة في وزارة الداخلية، وبين الأحزاب السياسية من تفاهمات قلصت حظوظ المتسلقين ومقاولي التأزيم...!!