تم افتتاح الموسم السياسي لحزب الإنصاف لعام 2022 - 2023 م .
بعد تأجيله عن موعده المعهود و المحدد سلفا تحت شعار ( الإنصاف خيارنا ) بحضور رسمي
برلماني و حكومي كبير .
و حشد شعبي واسع من أطر الحزب و منتسبيه و داعميه و مناصريه تجاوز حجم الطاقة الإستيعابية لصالات وقاعات القصر ليمتد خارجها داخل خيام مضروبة في باحة قصر المؤتمرات مجهزة لهكذا حالات و مناسبات مزودة بشاشات عملاقة تجعل المشاهد من داخل الخيمة في قلب الحدث.
إن ابرز ما جاء في خضم هذه التظاهرة السياسية الكبري كلمة رئيس حزب الإنصاف السيد ماء العينين ولد اييه والتي تضمنت إشادة واسعة بالهدوء السياسي الذي طبع طيلة المرحلة من حكم النظام الحالي مما ساهم في التهدئة و التقارب الحاصل بين النظام و المعارضة فضلا عن ظروف الأمن والسكينة العامة،تجسد لاحقا في تفاهمات الداخلية و معظم الأحزاب السياسية
و التي شملت إصلاحات و تصحيح إختلالات في الإطار المؤسس و المنظم للمسار الإنتخابي و الخروج برؤية توافقية حول تشكلة اللجنة الوطنية المستقلة للإنتخابات و التي جاءت بمقاسات حزبية باشرت عملها فورا بعيد تأديتها لليمين الدستوري .
بالإضافة الي تثمينه و تذكيره بالمنجوز الوطني الإجتماعي والإقتصادي خلال الثلاث سنوات الأولي من عمر مأمورية رئيس الجمهورية رغم ظروف المرحلة وما صاحبها من جائحة متحورة
اتعبت إقتصاديات العالم و تأثيرات وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة وما سببته من أزمات حادة في أسواق المحروقات و المواد الغذائية ......الخ.
كما أشار ولد اييه الي أن حزب الإنصاف يشجع جميع الفاعلين السياسيين علي الطموح لكن مسألة الترشح من داخل الحزب لها ضوابطها و طرقها المتبعة و المنصفة لقواعد الحزب الشعبية و خياراتها .
في حين يري بعض المراقبين للمشهد بأن أفتتاح الحزب لموسمه السياسي بالتزامن مع ذكري عيد الإستقلال المجيد و ما يجسد من رمزية تاريخية ذات دلالات عميقة ارتبطت بمرحلة تأسيس الدولة المركزية خاصة أن حزب الإنصاف هو الآخر في طور إعادة التأسيس.
كما يدخل في إطار السياق العام للتحضير للإنتخابات و ما تشهده الساحة الوطنية من حراك واسع من حين لآخر .
حيث اعتبر بعض المحللين أن لقاء رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الغزواني الأخير بأحزاب أغلبية يجمعها زواج الضرورة و المصالح و جولة مبعوثه الخاص داخل العمق الموريتاني الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية الدكتور مولاي ولد محمد لقظف بغية الإطلاع علي أوضاع السكان و بلورة تصور عام عن أحوال المنطقة و إعادة ترتيب الأوضاع السياسية قبل الإنتخابات المرتقبة يندرج في نفس الإطار.
حيث لاقي هذا التكليف ارتياحا كبيرا داخل الأوساط الإجتماعية و السياسية بالمناطق الشرقية و وسط البلاد.
بحكم الثقة المتبادلة و معرفته بجزئيات اللعبة داخل المعترك السياسي فأهل مكة ادري بشعابها.
بالإضافة الي ما سبق دعوة حزب الإنصاف الأخيرة للإنضباط و الإنسجام داخل الإطار الحزبي.
و ما سبقه من تشكيل و تكليف لجان منسقيات للتحضير للإنتخابات و العمل الميداني .
مؤشرات توحي ببداية العد التنازلي للموعد الإنتخابي في ظل حراك سياسي تصاعدي يصب في قالب واحد هو العمل علي التحضير المحكم استعدادا و تهيئة للإستحقاقات القادمة.
في انتظار إفرازات و مآلات المشهد السياسي الوطني.
بالمقابل يظل من الضروري دعوة و تعبئة المواطنين لإعادة تجديد البطاقة الوطنية المنتهية الصلاحية و مواكبة التسجيل علي اللائحة الإنتخابية في الوقت المناسب نظرا لما تتطلبه المهمة من وقت .
بينما يري بعض المتتبعين للشأن السياسي بأن الإحصاء الإداري المرتقب ذي الطابع الإنتخابي سيفرز فئة ناخبة جديدة من الشباب الصاعد قد تشكل طرفا ثالثا في المعادلة السياسية يحتاج الي الفهم والتعرف علي احتياجاته الأساسية و تلبية المستطاع منها و تغيير ما لديه من مفاهيم خاطئة تستوجب التصحيح.
في ظل نزوح هذا الشباب من العالم الواقعي الي الإفتراضي في خضم التزايد المضطرد لرواد الشبكات الإجتماعية.
تحديات أثرت علي دور محاضن التنشئة ( الأسرة ، المدرسة ، الحزب..) وفي ظل غياب تام لوعي سياسي يدرس كمادة فكرية في مناهج التعليم .
حيث أصبح الفضاء الأزرق يشغل حيزا واسعا من اهتمامات الشباب عبر الإطلالة اليومية علي العالم مما خلق جيل شباب عولمة تائه مصاب بالإدمان الرقمي قد يجعله يغرد خارج السرب.
فهل ما تم الحصول عليه من مزايا انتخابية كتوسيع دائرة المشاركة و اعتماد لائحة للشباب من الجنسين و اصحاب الإحتياجات الخاصة سيلامس طموحات و مطالب الشباب الصاعد لتمكينه من الخروج من مربع الإستنكاف ؟
ام أن الأمر يتطلب ترجمة فورية الي لغة رقمية قابلة للإستعاب ؟
حفظ الله موريتانيا.