تأبى قطر إلا أن تكون الأولى دائما، حتى في الخروج الرياضي بروح رياضية، مفعمة بطعم السخاء، وروح
السمو الإنساني مضمخة بلون النصر المؤتلق،
فازت قطر بالعالم، وخسرت الكأس،
اكتسحت قلوب الملايين وأبهرت أنظار المليارات، دولة بحجم مدينة وبوزن أمة وطموح قارة...
وإني لأرجو ان تفوز قطر وحكامها برضا الله جراء دعوتهم للدين الحق واستضافتهم للدعاة إلى الله سبحانه..
فازت قطر وخسر المنتخب، فهل من عجب؟
أكثر من 4300 يوم من التحضير، بكلفة مئتي مليار دولار، في مواجهة حملة تشويه عالمية واقليمية، إبان
ظرف تخلله حصار وحرب اقتصادية واعلامية لصيقة القرب الجغرافي والاجتماعي، رغم ذلك لم تكتف قطر
بالنجاح في استضافة وتنظيم الحدث الكروي الأضخم عالميا، بل أبهرت العالم وحولت كرة القدم من جلد مدور -
يركل بالأقدام والرؤوس لإشباع غرائز اللعب وإمتاع المشاهدين ولفت الأنظار- حولتها إلى قناة اتصال كونية،
بل صيرت الساحرة المستديرة قديسة مستنيرة بنور الدعوة إلى الحق والعدل وقيم الفطرة السليمة،
جعلت قطر من كرة القدم كوكب ضياء يجللي الحقائق ويهدي البشرية إلى سواء السبيل،
لم تعد "قطر للغاز" فقط، بل أصبحت قطر للعالم للإنسانية، لقيم السماحة والنبل والكرم،
قطر للخير، قطر للإرادة، قطر للطموح، قطر للمفاجآت السارة...
إن غاب لون العنب عن ملاعب قطر فلم يغب العنب ولا طعمه -(غير المسكر إلا للمهج جمالا)- ولا غاب مذاق
العسل في حسن ضيافة القطريين لزوارهم من أنحاء العالم،
إن يغادر إثنا عشر قطريا المستطيلات الخضراء بحمل اربعة اهداف أو اكثر، فقد لعبت لصالح قطر إثنا عشر
عاما تحمل اهدافا تعجز عن حملها الجبال وحققت خلالها ما لم يخطر للعباقرة على بال، أعوام أغدقت العز
والنصر والخلود ،
كأن فريق قطر ضاق ذرعا بضيق الملاعب كما ضاقت على همة القطريين وطموحهم مساحتها الحغرافية
ومساحة الإقليم والمنطقة العربية فتاقت للعالمية وأضحى لسان حال قطر يشدو : كل الأرض ملعبي وجوائز
السماء مطلبي!!
قوس قزح المشؤوم انكسر على أسوار الإباء التميمي الباذخ...
سقوط "نجم يهودي" غربي، علامة دالة على قروب فجر إسلامي عربي شرقي يشع يملأ الكون عدلا وبرا
وإنصافا...
دائرة الإسلام تفرح بدخول عشرات النجوم والمشجعين العالميين واعتناقهم دين الرحمة والسلام،
كلام النبي صلى الله عليه وسلم مترجم بعدة لغات يزين الساحات يخاطب عقول وقلوب الزائرين،
"كلمة الله هي العليا" من أجل ذلك دعت قطر العالم وأبلغته مأمنه "حتى يسمع كلام الله" يتلى لأول مرة في
افتتاح كأس العالم، بصوت الأعجوبة القطرية الأخرى، فتى آمن بربه ثم بقدراته، فآتاه الله بيانا ساحرا وعقلا
باصرا وعزما قاهرا، وأبدله نصفه الأسفل علوة الهمة ورفع الذكر، فأصبح للناس مثلا أعلى، وعلى فضل الله
شاهدا بالصوت والصورة والفعل والقول،
آذنت قطر العالم باستعدادها لاحتضان كأس 2022، فضحك وسخر وعارض كثيرون،لكن القدر استجاب وأذن
بأمر الله، فلما حان الوقت أذن المؤذن على مسامع مليارات الإنس والجن: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر،
أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله" فدهش
السامعون، فرح المسلمون، واستفاق الغافلون فلبى الموفقون النداء حين دعوا: "حي على الفلاح حي على
الفلاح" فدخلوا "في دين الله أفواجا" يبتغود النجاح والفلاح،
وغيظ الذين كفروا نعمة الله ممن مسخت طباعهم وامتلأت نفوسهم كبرا وبطرا للحق،..
قطر الأولى عربيا وعالميا في امور كثيرة،
ولكنها هذه المرة لها ذكر وسبق في السماء يتجاوز حدود وقوانين طبيعة الارض ومن عليها..
لأول مرة: يجد المشجعون هدايا على كراسيهم، ويوفر لهم نقل مجانا مع كثير من الخدمات الأخرى..
للمرة الأولى:تصبح لغة الرياضة لها معنى مفيد للبشرية يدعوا الناس إلى كلمة سواء بين البشر تضمن لكل فرد
حقه ومكانته وتمكنه من الفوز بسعادة أبدية،
قطر حين انسجمت مع فطرت الخالق وفقها لتحقيق ما يظنه البعض مستحيلا، فشكرت نعمة الواهب ومنعت ما
يفسد العقل فحرمت بيع وتعاطي الخمور والمخدرات اثناء الحفل العالمي الكبير، وزاد القطريون شكرا -زادنا
وزادهم الله ذخرا-: فنشروا للخلق تعاليم "من خلق وهو اللطيف الخبير"، "الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى"
..ولعلنا نتذكر ان كل مصنع ينشر دليل استخدام مع المنتج والكل يحترم تلك التعليمات او يكون مفرطا،ولله المثل
الأعلى كل الديانات السماوية والعقول الطبيعية تقر أن الله هو خالق هذا الكون بما فيه الإنسان..
فكيف نتجنب خطر الاحتباس الحراري الذي يهدد العالم؟ كيف ننجوا من الأمراض الفتاكة وخطر الحروب
المدمرة؟ وما سبل تجنب الأزمات الاقتصادية والسلامة من المجاعة والكوارث؟
كل تلك الحلول واكثر في كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ومن هنا تقدم قطر خدمة للكون
والثقلين معا بما فعلت وتفعل مما لم يكن متوقعا من سخاء وبذل ودعوة عملية وقولية لنور الله الذي هو نور
السماوات والأرض...
فهنيئا لقطر بالعالم وهنيئا للعالم بها.