اختتمت بأبوظبي في العاشر نوفمبر 2022، أشغال الملتقى التاسع لمنتدىأبو ظبي للسلم برئاسة العلامة الشيخ الجليل صاحب المعالي عبد الله بن بيه حفظه الله، وذلك بعد ثلاثة أيام من العمل المكثف مابين محاضرات و أوراش علمية عملية تخللها مناقشات جادة حول الموضوع الرئيسي للملتقى :
((عولمة الحرب وعالمية السلام))
وقد جرت أعمال الملتقى تحت رعاية سامية كريمة من حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة التي لم تبخل بأي جهد يسند فكر و عمل الشيخ عبد الله بن بيه رئيس منتدى أبو ظبي للسلم ، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس المجلس العلمي الأعلى لجامعة العلوم الإنسانية في دولة الإمارات العربية المتحدة .
و لعل من أبرز العوامل التي توجه عمل وفكر العلامة الشيخ عبد الله بن بيه من خلال الملتقيات التسع التي تدعو جميعا إلى السلم و نبذ العنف و الكراهية و عدم إشعال الحرائق في العالم ما يلي:
أولا: العلم القائم على الأصول و المفاهيم الشرعية الصحيحة دون تعصب تضيع معه المعاني و المقاصد الحقيقية للدين مع الانفتاح على الأديان الأخرى باعتبار أن الديانات الثلاث: الإسلام و المسيحية و اليهودية تتفق كلها على الكليات الخمس أو الست التي توجب حفظ العقيدة و النفس و المال و العقل و العرض و النسب.
ثانيا : الحوار : يقول الشيخ أن الله تعالى خلق للإنسان لسانا و شفتين ليتكلم مع الآخر و ليبلغ أهدافه عبر الكلام المفيد، و باعتبار أن الحوار قيمة تفضي إلى الفهم المتبادل و التفاهم و التعارف المؤدي إلى العيش المشترك بسلام و أمن بعيدا عن الحروب و الاقتتال و الدمار و الخراب و الشحن العاطفي و الديني المجانب لمقاصد الشرع الاسلامي الصحيحة .........
ثالثا : إشراك الجميع في هذه الأعمال الخيرة التي لا تقصي أحدا من خلال الدعوة الصريحة للقيادات الدينية لتقوم بواجبها المؤثر في المجتمعات في محيطها و أمام أتباعها ترسيخا للسلم و التفاهم.
و الدعوة كذالك للقيادات الاجتماعية و السياسية . لذا نجد أن أعمال الملتقيات قد شاركت فيها قيادات سياسية و أطر عليا من الأساتذة و المثقفين من أمريكا وبريطانيا
و ألمانيا و إفريقيا، و من الدول العربية المشارقية و المغاربية كذالك.
رابعا: الدور الدبلوماسي لهذه الملتقيات:
المعروف أن الدبلوماسية أشكال و ألوان تستهدف كلها الحصول على الفوائد و المنافع المادية و المعنوية.
بكيفية سلسة سلمية فعالة و في هذا المعنى تتنزل دبلوماسية المؤتمرات التي يقودها من خلال المنتدى الشيخ الجليل عبد الله بن بيه لا لنفسه بل لبلده و دولته و للجميع عبر هذه التجمعات التي تطرح فيها الأفكار و الآراء بحرية تامة و سعة صدر من المنظمين لأعمال المنتدى .
خامسا :
خلاصة القول عندنا أن مسيرة الشيخ العلامة ستنتصر لا محالة لأنها قائمة على السلم و العلم والعلم نور و النور يبدد الظلام مهما كان كثيفا وينير الدرب السليم لجميع السالكين.....
ولعله من المفيد أخيرا أن نذكر بما دعا إليه الشيخ عبد الله بن بيه بأن يشارك الجميع في نشر هذه الأهداف السامية من خلال المساجد والأحاديث الإعلامية...إلخ
وتلبية لذلك الطلب فإننا نعتزم القيام بأعمال مهمة تسند هذه الدعوة وتنشر تلك المبادئ من أجل التعايش السلمي الذي يحتاج إليه الجميع.
وعفوا إذا كنا قد أطلنا ومعذرة إذا كنا قد قصرنا فالخير أردنا والعلم كل العلم عند الله.