ليس بمقدوري وأنا أتابع أول خطاب من نوعه وحجمه يصدر عن رئيس للبلاد دون أن أعلق عليه في عجالة تتناسب وسرعة الأحداث والزمن والإنجازات والظروف التي تكتنف هذا الخطاب.
هل في مقدورنا أن نعود قليلا إلى الوراء لنستذكر حجم خطابات جميع رؤسائنا في الحقب السابقة؟
بل ومحتوى تلك الخطابات؟ المؤطرة لذكريات عيد استقلال وطننا المجيد.
لقد تعودنا في كثير من المناسبات على تجاهل الإستماع لتلك الخطابات التي كانت تتسم عادة بمجرد الوعظ واستذكار مجد النضال الغابر، دون أن تقدم أي حصيلة أو تلبي مطلبا جديدا للمجتمع والشعب والوطن.
فكان نصيبها من المواطنين مجرد التجاهل واللامبالاة.
غير أن خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة الذكرى 62 لعيد الاستقلال، جاء -على غير العادة من خطابات الرؤساء السابقين- في ثوبه الجديد الحامل لحصيلة إنجازات غير مسبوقة وإنجازات لاحقة سيكون لها ما بعدها في تحريك الاقتصاد الوطني، دعما للرواتب وتثمينا لدور المدرسة الجمهورية.
بل ولعنا ندرك من خلاله الرد الشافي على آخر ما تداولته وسائل التواصل الإجتماعي من رفض للأغلبية البرلمانية على التغييرات في بنود الميزانية المقدمة من جهات حاولت استباق قرار تلك الإنجازات، فكان رد الخطاب عليها صريحا وواضحا ومثلجا للصدور.
إن حصيلة الإنجازات الباهرة التي أعلن عنها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بمناسبة الذكرى 62 لعيد الاستقلال الوطني المجيد والتي تضمنها خطابه إلى الامة الموريتانية كانت بمثابة معجزة لاتقبل النقاش او المناكفة السخيفة والساذجة، رغم ما اكتنف العالم من أزمات ساهمت بشكل كبير في تراجع الإقتصاد على مستوى جميع الدول، بدء بكورونا وانتهاء بحرب أوكرانيا.
لقد قطع الخطاب السنة المتقولين الافاكين ممن كانوا يسرحون ويمرحون ليل نهار في شبكات الانترنت وعبر وسائطها المتعددة لتشويه البلد ولتتفيه انجازات النظام ولتحريض جماهير الشعب الوطنية ضد من يكرس الوقت والجهد من اجل اسعادها..
لقد بينت الارقام الواضحة والمؤشرات الثابتة والمعطيات في الميدان والتي تخللتها فقرات الخطاب النادر حجم الجهد والعمل الوطني المخلص للسيد رئيس الجمهورية خدمة للدولة وسعيا لرفاهية المواطن الموريتاني..
ورغم مناخ الازمات العالمية وتراكمات الفساد الفاحش والتي كانت في الواقع فخر تركة العهد السابق استطاع السيد رئيس الجمهورية ان يعيد للبلد توازنه وان يعطي للسلطة هيبتها ويجعل المواطن شريكا في بناء الوطن.. وما جو التفاهم والحوار وروح التهدئة التي بسطت رداءها على الحياة العامة وما عصر الثقة التي طبعت المشهد السياسي الا دليل على مستوى الحكمة والتعقل الذي صار أساس الحكم وديدن أهله..
وإن حجم الارقام في المجال الاجتماعي والتي استفاد من ريعها الفقراء والمرضى واصحاب المعاشات هو يشي بعهد جديد من العدالة الاجتماعية والتكافؤ في الفرص بين أبناء الوطن فقد أصبح لكل مواطن مهما كان موقعه ومهما كان مستواه نصيب وافر وعادل من ثروة المجتمع..
أما المدرسة الجمهورية التي أرسى فخامة السيد الرئيس أسسها ووضع ركائزها ووفر لها الموارد الكافية فهي الضمانة الوحيدة لبناء مستقبل آمن ومستقر لأبناء الشعب الواحد ما قد يفوت الفرصة لدعاة الفرقة ويسحب البساط من تحت أقدام المتاجرين بتنوعنا الثقافي والعرقي والاثني..
ولا يمكننا في هذه العجالة ان نرصد مواطن الانجاز ونقاط النجاح الكبير الذي حققه السيد رئيس الجمهورية في ظرف وجيز وفي حقبة لا تتخطى ثلاثة أعوام، لذا فاننا نهنئ الشعب الموريتاني بجميع قواه وفعالياته على هذا العمل والذي بؤكد على الارادة الصادقة للسيد رئيس الجمهورية في الدفع بالبلاد إلى الأمام وإلى إحداث القطيعة النهائية مع الماضي وأساليبه البغيضة..
فشكرا لك يا سيدي رئيس الجمهورية وهنيئا لأمتنا بهذه القيادة التاريخية الصادقة مع الله والوطن...