لقد شد انتباهي وأنا استمع لخطاب رئيس حزب الإنصاف السيد محمد ملعينين ولد أييه في قصر المؤتمرات يوم السبت 19/11/2022 خلال النشاط السياسي لحزب الإنصاف 2022/2023 تحت شعار الإنصاف يجمعنا، أفكار وكلمات ذات دلالات عميقة إذا قمنا بتفعيلها.
وإسهاما منا في تطوير سياسة حزبية تساهم في تحسين الوضعية الإقتصادية، والسياسية والإجتماعية لا بد من البناء على الإنجازات الملموسة والمشهودة التي ذكرها فخامة رئيس الجمهورية في خطابه الموجه للأمة بمناسبة الذكرى 62 لعيد الإستقلال الوطني المجيد وإعادة لتأسيس حزبي ينسجم مع برنامجه الإنتخابي الذي كان محل إجماع الفرقاء السياسيين، وأسهم لأول مرة في توافق سياسي بعد سنوات من التجاذب، ولن يتم ذلك الا بتشخيص الوضعية الحالية و إيجاد الحلول الناجعة لذلك و فيما يلي مقترح لما يستطيع أن يكون لبنة إصلاح حزبي لتوسيع القاعدة الشعبية للحزب.
وبادئ ذي بدئ أوجه تحية كبيرة لرئيس الحزب لاستحضاره المناضلين، الذين لم تسعهم الخيام والذين لم يتمكنوا من الحضور لقصر المؤتمرات للمشاركة في فعاليات افتتاح الموسم السياسي للحزب، وكذلك لم ينسى ذكر النساء والشباب وذوي الإحتياجات الخاصة والفاعلين السياسيين التقليديين، الذين يمثلون مجتمعين قواعدنا الحزبية التي نعتمد عليها وسندنا الذي نخوض به الإنتخابات.
إن من حق هؤلاء المناضلين أن يروا ذواتهم من خلال آلية جادة تمكنهم من إختيار ممثليهم الحقيقيين، وكما يقال “لنعرف الى أين نحن ذاهبون لابد أن نعرف من أين أتينا “.
إن إنتقاء هذه الترشيحات يجب أن يكون على أسس قوية وعادلة لكي نخوض غمار الإستحقاقات القادمة التي ستجرى لأول مرة في عهدة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وعليه فإن الرجوع للقواعد الشعبية ومعرفة إحتياجات المواطنين ومشاكلهم وطرح الحلول المناسبة والدائمة لهم بغية حل ما يمكن حله فورا ودراسة المتبقي منها حسب الموارد والإمكانيات المتاحة مما يضمن عدم ترك أي مواطن على قارعة الطريق.
ومن الضروري أيضا التثمين والتسويق السياسي لما تم إنجازه من البرامج والمشاريع الأساسية، كما يجب على الفاعلين السياسيين في حزبنا التعاون والتضامن وتقديم المصلحة الحزبية والإنضباط الحزبي ونبذ الأنانية من إجل الإتفاق على الترشيحات ولضمان تنفيذ برنامج فخامة رئيس الجمهورية في ظل تحديث الخطاب الحزبي.
وينبغي لتحقيق ما سبق، الحث على تجديد بطاقات التعريف، والتسجيل على اللوائح الإنتخابية ومشاركة واسعة للشباب، مما يسهم في تشخيص وحل مشاكلهم كالبطالة والإدمان وضبابية الرؤية والفراغ والإستخدام الخاطئ للتكنولوجيا.
ويعتبر إشراك الشباب ودعمه للمشاركة في صنع القرار شرطا أساسيا للقضاء على المعوقات الاجتماعية، وتسليحه بالمعرفة والثقافة وخطاب ديني سليم، كما يشكل موضوع المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات محورا من محاور خطة التنمية المستدامة لرؤية 2030 ولتحقيق النجاح في مجمل أهداف التنمية المستدامة عموما ويعد ذلك شرطا مسبقا لكسر حلقة الفقر والجوع وضعف التعليم وسوء التغذية.
هذا ما سينتج عنه إجمالا ضخ دماء جديدة في الهياكل الحزبية وسيسهم في إنتقال سلس وآمن للخبرات بين الأجيال وسيكون ذلك دفعا قويا لحزب الإنصاف لتحقيق شعار الانصاف يجمعنا.
نواكشوط 21/11/2022
نفيسة أحمد دولة
المنسقة العامة للمركز الجامعي للتكوين والتشغيل
في جامعة نواكشوط العصرية CUEF