إن كل منصف يتأمل ما بات يعرف بفضيحة اختلاس أموال الجيش- والتي يبدو أنها قديمة جديدة- يري بوضوح أن القضية مازالت تكتنفها بعض الشبهات وينتابها الغموض وهذا ما يدعونا للتساؤل هنا هل حقا والد الخوماني هو المتهم الرئيسي في هذه القضية ؟
وإن سلمنا جدلا بأنه هو المتهم الرئيسي فهل فعلا هو المختلس الحقيقي لأموال الجيش؟
وكيف وصل إليها بل الأصح كيف وصلت الأموال إليه؟
إن المتهم الرئيسي في هذه القضية حسب علم الجميع ليس بعسكري حتي يسهل عليه إختلاس مال الجيش وليس برجل أعمال كما روج لذالك البعض بل هو شاب عاطل عن العمل وبدون مؤهلات علمية وثقافية تسمح له بتسيير كل هذه المبالغ المختلسة إن صح أصلا أنها ليست أكثر مما صرح به فكيف يقرضه الجيش (أصحاب الأوامر العليا )كل هذه الأموال وهل له الحق أصلا في إقراض رواتب حماة الوطن وحقوق الأرامل والأيتام من أبناء الجيش الموريتاني لسماسرة مجهولين؟
إن والد الخوماني لم يصل لأموال الجيش صدفة و لابا الطريق العادي وإنما عن طريق السريع فقد تم إختياره لذالك – وبدون مناقصة معلنة – ممن يريد له رفاهية آنية ولنفسه مصلحة أكبر قد تكون إستجلاء منفعة أوتفادي خطر فهل الذي غرر وأغوي والد الخوماني باختلاس أموال الجيش هو نفسه من أغري بيرامه بحرق الكتب الفقهية ؟ أم أن المسألة مختلفة كليا؟
قد يراه البعض كذالك لكن التوقيت الذي تم فيه توقيف والد الخوماني تمت فيه أمور أخري من طرف النظام وكانت المعارضة تحاول فيه بالتصعيد فهل الهدف منه إشغال الرأي العام وإلهائه عن الفساد الأكبر والمفسد الأعظم ؟
وهل هذا يعني أن المتهم قد يكون يلعب دورا بعدما ينتهي منه سينقلب إلي أهله مسرورا ،أم أنه سيكون كبش فداء ؟
قد يكون هذا أوذاك وقد يكونان معا فلا أدل علي ذالك من توقيف أشخاص ليسو هم المتهم وإنما هم الهدف..زد علي ذالك عملية التسويف التي يقوم بها من يحتجزون المتهمين علي خلفية هذه القضية فالقضية لم تحال لحد الساعة للقضاء والنيابة العامة فهل هناك قضاء عام وقضاء خاص؟
إن فضيحة أموال الجيش رغم أنها لم تتضح ملابساتها لحد الساعة إلا أنها تدل علي أن هناك فسادا كبيراوأن هناك مفسدين كثر وبما أن النظام قد تعهد بمحاربة الفساد والمفسدين فهل ستطال هذه الحرب المفسدين الصبيان وحدهم دون المفسدين الكبار أم أ ن الإمام هنا هو الضارب للدف؟
بقلم أ.أحمدبابا والد محمد