لم يعد خافيًا على أحد الدور الذي تلعبه التكنولوجيا الحديثة للإعلام والاتصال في تحقيق التنمية المستدامة التي تتطلع إليها معظم الشعوب التواقة إلى تحقيق الرفاه الاجتماعي والازدهار الاقتصادي والرقي الحضاري.
وتبرز أهمية الإعلام في وقتنا الحاضر باعتباره أفضل الوسائل تأثيرًا وأسرعها وصولًا لأكبر عدد من الجماهير، كما تترسخ القناعة يوما بعد يوم أن أساس النجاح في أي عملية تنموية هو أن يصبح لكل فرد فيها دور حيوي وأن يكون واعيًا بمسؤوليته في تطوير المجتمع وتنميته.
ومن هنا تبرز أهمية استخدام الوسائط المختلفة للإعلام بهدف مواكبة الخطط الإنمائية للمجتمع وخلق ثقافة المشاركة من جانب أفراده في عملية التنمية والبناء.
فالإعلام إذا، هو الوسيلة الأكثر نجاعة في التعريف بخطط السلطة السياسية وهو الذي يولد لدى الشعوب الرغبة في التغيير البناء، عن طريق تعزيز الوعي الحضاري وشحن الهمم بالأفكار التنموية ولفت الانتباه إلى ضرورة الاقتداء بتجارب الأمم التي استطاعت التغيير من أوضاعها نحو الأفضل.
ولا شك لدينا أن حقيقة أهمية الإعلام لم تكن غائبة عن رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني فقد سارع منذ توليه مقاليد الأمور بالبلاد إلى استقبال مختلف الفاعلين في الحقل الصحفي، وبادر بتكليف لجنة من الخبراء بوضع تصور لإصلاح حقل الصحافة، وأكد استعداده التام لتطبيق توصياتها، وأتبع ذلك بخطوات ملموسة في مجال دعم وتطوير الإعلام السمعي البصري وزيادة دعم صندوق الصحافة الحرة بموارد مالية معتبرة.
و رغم أهمية الإنجازات السابقة وما خلفته من أثر مباشر على تحسين الحقل الإعلامي من حيث الشكل، فإننا نتطلع إلى مزيد من العمل حول إصلاح الإعلام من حيث تحسين مضمونه؛ وبعبارة أكثر وضوحا، فإنما نطالعه على وسائل التواصل الاجتماعي و عبر بعض المواقع والمنصات الإعلامية من دعوات للتفرقة، ومن خطابات عنصرية وتأجيج للفتنة يتطلب موقفا أكثر حزما، ويستدعي منا جميعا كل من موقعه العمل على بث روح الأخوة والمحبة والتركيز على ما يجمعنا ونتفق عليه فذلك هو واجب الوطن علينا، وهو معنى شعار الشرف والإخاء والعدالة الذي نرفعه.
وليحذر دعاة الفتنة بين مكونات شعبنا المسلم المسالم أن يكونوا ممن قال الله فيهم: "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد" صدق الله العظيم
وفي هذا السياق يجب أن نتجنب تضليل الرأي العام الوطني من خلال التشكيك في مصداقية حصيلة الإنجازات التي تم تحقيقها في السنوات الثلاثة المنصرمة من مأمورية الرئيس، وفي مقدمتها استرجاع الثقة بين الدولة ومواطنيها وتوفير الأجواء المناسبة للتهدئة السياسية المطلوبة لإرساء دعائم دولة العدل و المساواة بين جميع المواطنين و تكريس سلطة القانون و الفصل بين السلطات.
ثم إذا رجعنا إلى الحق يجب علينا الاعتراف بأن رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني أسس لمدرسة جمهورية حقيقية قائمة علي الإنصاف و الوئام متجهة نحو المستقبل و ضامنة لتكافؤ الفرص بعد أن فشلت جميع المحاولات السابقة، وأطلق في سابقة من نوعها برنامجًا طموحًا للتحديث وتوسيع البنية التحتية عبر بناء ما يزيد علي ثلاثة آلاف مدرسة حتي الآن.
كما أطلق مشروعا لبناء مئات دور السكن الاجتماعي، وبدأ الأشغال في توسعة كليات جامعة أنواكشوط و وضع الحجر الأساس للكثير من المشاريع الطرقية التي ستفك العزلة عن مناطق عديدة من الوطن و تحقق التكامل الاقتصادي بين شمال البلاد و جنوبها.
ثم ألا يكفي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أنه أول رئيس لموريتانيا يقوم بإنشاء صندوق وطني للتأمين التضامني في مجال الصحة، سيتكفل تدريجيًا بتأمين صحي لنسبة 70 بالمائة من سكان البلاد جلهم من محدودي الدخل والفئات الهشة؟
ولكي لا تضيع هذه الجهود الإصلاحية الجبارة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني و تذهب أدراج الرياح فإنه يتعين علينا كداعمين لمشروعه، ويتعين على كل الإعلاميين الشرفاء و المدونين و أصحاب الفكر و الرأي و السياسيين و جميع الخيرين في هذا الوطن الحبيب مسايرة هذه الإنجازات و إعطاؤها ما تستحق من تثمين، إنصافًا للرجل و إحقاقًا للحق و خدمة للمصالح العليًا لشعبنا، فالحق أحق أن يتبع. ذلك أن عقارب الساعة لا يمكن أن ترجع إلى الوراء، (وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الأَوْفَى) صدق الله العظيم.