حتمية التغيير /  ‏محمد سالم الوذان

‏السلوك المجتمعي ظاهرة تراكمية تشكل نمطا معينا من التعاطى مع كل مظاهر الحياةالاجتماعية وتلعب طبقات معينة  الدور الحاسم فى تجذيره وتحديد معالمه وتوجيهه وفق منظومة محددة تتحكم فيها تلك المجموعات بفعل امتلاكهاالقدرةعلى خلق واستحداث  آليات اخضاعية تذعن لها القاعدة العريضة من المجتمع وإن كانت عكس إرادتها وطموحها، وغالبا ماتكون عكس مصالحها التى تتضاءل أمام مصالح القلةالمتحكمة التى أتاحت لها ظروف معية فرصة صياغة الواقع والتحكم فيه عن طريق المال أو السلطة او هما معا؛ وتبعا لدرجة الإنحراف الحاصل بفعل تحكم المصلحة الذاتية الضيقة تتحدد سماكة الجدار العازل الذى يحجب الحقائق عن رأس هرم السلطة كي لايحدث تغيير يعرض مصالح الفئة المذكورة سالفاللخطر

وقد تتخذ هذه الفئة وسائل متعددة وطرائق قددا لمنع حدوث اتصال اومد جسور بين القاعدة العريضة من المواطنين والسلطة ومن تلك الوسائل محاولة  السيطرة الكلية على وسائل الاعلام الرسمية والأجهزةالإدارية-عين الحاكم المفتوحة على الشعب-  بهدف نقل صورة زائفة عن الواقع المعيش بحيث يتصور الحاكم أن الكل يعيش حياة مخملية  بفعل السياسات المنتهجة التى لا ينفذمنهاغالبا سوى الجانب الذى يشكل مصدر ثراء واستفادة للطبقة المتحكمة ( الثالوث المتحكم)  رأس المال- المتنفذون -القوى التقليدية- وقد أدى تراكم سياسات السلط المتعاقبة على الحكم عقب انقلاب العاشر يوليو والتى امتازت فى معظمها بعدم الجدية فى التعاطى مع مصالح الخط الأفق للمجتمع الذى يمثل السواد الأعضظم منه ،   وبدلا من ذلك انصب اهتمامها على تقوية المركز وحماية الذات وترسيخ دعائم الحكم وقصر دور الإدارة على توطيد اركان النظام وحمايته بكل الطرق الممكنة وتسخير موارد الدولة لهذ الغرض فوجد النفعيون ارضية خصبة لدق اسفين بين الحاكم والرعية باستخدام  كل الوسائل المتاحة لحجب الحقائق وتكميم الأفواه وتنمية المسلكيات المنافية لقيم الفضيلة كالأنانية والتزلف والمحاباة والنفاق إضافة إلى محاولة حرف الجهاز الإداري وجره إلى مستنقع الفساد وابعاده عن الاهداف التى أنشئ من أجلها ليتسنى لهم تسخيره لخدمة اهدافهم التى على رأسها امكانية التحكم فى الجهاز التنفيذي وتوجيهه ومن خلاله السيطرة المطلقة على مقدرات البلاد والاستحواذعليها.

وقد يصبح تفكيك هذه الطبقة وتجاوزها من الصعوبة بمكان إن لم يدخل فى حيز المستحيل الشيء الذى يجعل تجاوز هذه الفئة والقضاء عليها يتطلب كثيرا من الحيطة ورجاحة العقل والابتعاد عن الانفعال والتبصر وهذا ما وعاه فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى فبدأ  بتوأدة وتبصر وبخطوات محسوبة لتحطيم الحواجز التى شيدت فى وجه التغيير  والعودة إلى الطريق القويم وإعادة تأسيس الدولةعلى أسس صلبة وترسيخ مفهومها وإقامة العدل والمساواة ونبذ التفرقة والقضاء على الشرائحية المقيتة وذلك  بالإنصاف والتوزيع العادل للثروة وإشعار المواطن بؤبوة الدولة.

وقد بدأ المشوار الاصلاحي بخطى الواثق من قدرته المصمم على بلوغ الهدف 
وذلك بمحاربة الفساد والشرائحية والفئوية الضيقة والإقصاء والتهميش والقضاء على الغبن وتقريب الإدارة من المواطنين وتسخيرها لخدمتهم وقد مهد لذلك بجعل رأس الإدارة أحد الأطر الوطنيين المخلصين للوطن المؤمنين بالتغيير وحتميته القادرين على تنفيذتوجيهات فخامته  وهذا مالم يعيه بعض من المشككين وبقايا ادران العهود السابقة الذين لم يدركوا حجم التصميم على التغيير وحتميته. 

ومواكبة للتوجه الجديد علينا نحن كسياسيين منضوين تحت يافطة حزب الانصاف الذى اعلن فخامته ضمنيا فى خطاب تامشكط  تبنيه له كظير سياسي وذراع تساعد فى عملية البناء أن نلعب الدور الاعلامي والتوجيهي المنوط بناوإن اقتضى الأمر استحداث مكتب مكلف بالإعلام والتوجيه السياسي يهتم  بإعادة بناء الانسان وخلق وعي سياسي ورأي وطني قادر على مسايرة عملية إعادة التأسيس التى هي فى الحقيقة لب برنامج فخامة الرئيس والنقطة المحورية فيه
 

20. ديسمبر 2022 - 19:52

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا