شهادة بحق رئيس الجمعية الوطنية / اباب ولد بنيوك

لقد شكلت الانابة الحالية برئاسة السيد الشيخ ولد باية رئيس الجمعية الوطنية  تغيرا جذريا في العمل البرلماني الجاد ونقطة تحول مهمة في عملية إصلاح هذه المؤسسة المهمة بفعل توافر الارادة والرغبة في القيام بذلك
فحتى وقت قريب ظل العمل البرلماني يعيش اختلالات جوهرية في شكل تراكمات تشكلت عبر مختلف الانابات البرلمانية. مما انعكس بشكل كبير على اي عملية إصلاحية تستهدف معالجة تلك الاختلالات ومكانة هذه الغرفة في النظام السياسي الموريتاني. 
ونحن شهود كغيرنا على العديد من الظواهر التي ظلت تلازم العمل البرلماني على مر السنين منها ظاهرة غياب النواب عن الجلسات ناهيك عن الصورة السيئة  لدى المواطنين عن البرلمان والبرلمانيين والتي تتلخص في ان هذه الغرفة اصبحت غرفة تسجيل فقط كما ان البرلماني يعتبر في نظر الكثير يمثل مصالحه ويوظف البرلمان لتحقيق اغراضه الشخصية الضيقة.
لقد تحولت الجمعية الوطنية في عهد رئيسها الحالي الى مركز اهتمام المواطنين ومثار متابعة وتقييم مستمر لأداء النواب خصوصا والغرفة بشكل عام. وتركزت العملية الإصلاحية التي قادها على بناء مؤسسة قوية جامعة يجد فيها كل عضو برلماني ذاته معارضا كان او مواليا، فقد كان رئيسا لكل البرلمان، ولم يكن  طرفا يوما، يسعى للحلول ويفسح المجال أمام المبادرات الجامعة، جادا وصادق في عمله، ولم يفقده ذلك الحس المزاحي احيانا.
لم يكن ليغيب عن الرئيس ان بداية الإصلاح يجب ان تنطلق من العنصر البشري اي البرلمانيين بالدرجة الاولى الذين يعتبرون صناع القرار فقد نتوفر على منظومة قانونية متقدمة تؤطر العمل البرلماني لكنها تبقى معدومة الفائدة دون وجود برلمانيين أكفاء وملتزمين بالعمل لذلك عمل رئيس الجمعية الوطنية على:
o      تحسين الظروف المادية للبرلمانيين وعمال البرلمان 
o      تكوين مستمر للنواب تمثل في تقوية مستوياتهم في اللغات كالفرنسية والإنكليزية 
o      تبادل الخبرات والمعلومات مع الغرف البرلمانية الاخرى إقليمية ودولية 
o      ضمان مشاركة البرلمان الموريتاني في فعاليات كل الهيئات والمنتديات البرلمانية
o      انشاء قناة برلمانية خاصة تعنى بشؤون البرلمان وتنقل الجلسات البرلمانية بصورة حية ومباشرة وتبث برامج حوارية باتت الأكثر مشاهدة ومصداقية.
o      تمكين البرلمانيين من الوصول الى مشاريع القوانين بسرعة مما اتاح لهم الفرصة في النقاش والتعديل.
o      متابعة حضور النواب لجلسات اللجان والجلسات العلنية وتقديم مكافآت خاصة للملتزمين.
o      تقديم المساعدات والدعم للبرلمانيين الذين يتعرضون لظروف خاصة
o       انشاء هيئة اجتماعية خاصة بالبرلمان للمساهمة في العمل الاجتماعي
وفي مجال تطوير عمل المؤسسة البرلمانية تم القيام لما يلي:
-  مراجعة النظام الداخلي للجمعية وتحسينه في اتجاه تفعيل الدور الرقابي للبرلمان والذي مكن من بين أمور أخرى من تسهيل تشكيل لجان التحقيق البرلمانية.
- ترقية اللغات الوطنية وتداولها ضمن عمل الجمعية.
- تشكيل محكمة العدل السامية 
- تنظيم مقر البرلمان تنظيما حديثا . 
كل ذلك تم في صمت ودون ضجيج ولا رياء.
لقد اخترت ان أتقدم بهذه الشهادة تقديرا لجهود الرئيس الشيخ ولد باية وثمينا لما قام به خلال رئاسته لهذه الانابة البرلمانية التي تشكل بحق محطة فارغة في تاريخ هذه المؤسسة الدستورية  .من هنا فإنني اوجه الدعوة  لرؤساء الفرق البرلمانية الى إعتماد مبادرة برلمانية بتهنئته ومنحه وسام شرف ردا للجميل واعترافا بما تحقق خلال هذه المأمورية من مكاسب مهمة وعلى المكانة التي باتت تحتلها هذه المؤسسة بفعل العمل الرصين والمسئول الذي نحن شهود عليه جميعا. وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين.

26. ديسمبر 2022 - 9:44

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا