خطاب الاستقلال وفلسفة التأسيس / تربه بنت عمار

جاء خطاب رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني صبيحة الثامن والعشرين من نوفمبر 2022 بمناسبة الذكرى 62 لعيد الحرية والانعتاق بمنهج جديد ورؤية شاملة لبناء جمهورية قوامها إصلاح التعليم والوحدة الوطنية هذا الثنائي هو الذي به تبنى الأوطان وتتأسس الدول، لقد حضر هذا الثنائي  بقوة في خطاب الاستقلال الذي صنفناه خطابا ينطلق وبكل قوة من رؤية وفلسفة تأسيس عهد جديد يضع في الاعتبار معاير وأدوات تطور المجتمع وقوة بقائه وتماسكه، إننا هنا سنطلق من نقطتي: التعليم والوحدة الوطنية بصفتهما الأبرز والأقدر على الإقلاع بالمجتمع نحو ريادة قوامها العدالة والمساواة، إن فلسفة الحكم والسير بالدولة نحو الرقي ورفاه المواطن تبدأ بهما، وبهما نحلق بعيدا.
1-    التعليم: إن فكرة المدرسة الجمهورية بأبعادها البشرية واللوجستية وتنفيذ الفكرة 
وتحويلها نحو واقع هو اللبنة الأهم في صرح بناء دولة المواطنة واللحمة الاجتماعية التي تؤدي للمساواة والعدالة.. بالتعليم المختلط تذوب الفوارق الاجتماعية والانتماءات القبلية والتفاوت الطبقي والامتيازات المادية..
إن مشروع المدرسة الجمهورية الذي أصبح واقعا فعليا رغم أصوات التشكيك النشاز خطوة جادة في مسيرة الإصلاح فالرؤية الاستراتيجية لبناء دولة عصرية تبدأ من سنوات التعليم الأولى " فلا يثبت البنيان إلا على الأسس" وجاء خطاب الاستقلال ليؤكد أن رئيس الجمهورية يضع فلسفة إصلاح التعليم في أولوياته وذلك بالزيادة المعتبرة لرواتب المعلمين والأساتذة والطاقم التربوي والتشجيعات الكبرى..
التعليم كان بحاجة للمدرسة الجمهورية وكان بحاجة للدعم المادي وكان بحاجة للبنى التحتية هذا ما تحقق منذ بداية السنة الدراسية هذه وجاء خطاب الاستقلال ليضفي بلغة الأرقام دفعا لقيمة المشروع وجديته ومتعلقاته..!!.
" فالتعليم هو الذي يغرس في نفوس الناشئة قيم المواطنة والمدنية وأهمية الوحدة الوطنية" فقرة من خطاب الاستقلال. 
2-    الوحدة الوطنية: تأتي الوحدة الوطنية بعد مخرج تعليم ناجع ومنهج قوي، فاللحمة 
الوطنية هي الجسم الذي يحمي الدولة ويعطى للشعب قيمة ومعنى.. إن التماسك قوة والقوة عدالة والعدالة مساواة كلها أمور بها ترتقي الشعوب ويقوى الشعور بالوطنية في بناء سيكولوجي خالص للوطن ومن أجل الوطن.
  احتلت الوحدة الوطنية مساحة كبرى في خطاب الاستقلال وكانت المدرسة الجمهورية الخطوة الأكثر تأثير في صرح الوحدة الوطنية وذلك ما حظي بالعناية الكبرى في خطاب رئيس الجمهورية في عيد الاستقلال وأبان عن قيمة الإصلاح في الاتجاهين معا.
" فالوحدة الوطنية هي أساس الاستقرار والنماء وهي الحصن الحصين في وجه سائر التحديات" فقرة من خطاب الاستقلال.
   "فالوحدة الوطنية والانتماء الوطني كلاهما لا يتناقض مع التعددية، بل يفرضها ويزدهر من خلالها، على أن تجري هذه التعددية، بمظاهرها وتفاعلاتها، من خلال إطار يحترم سمو الهوية الوطنية على مختلف الهويات، واحترام الانتماء الوطني والولاء للوطن من قبل جميع الأفراد والجماعات على اختلاف ولاءاتهم وانتماءاتهم".
   وهذه الخصائص يطورها ويؤطرها التعليم الجمهوري بدرجة أولى وهذا ما لمسناه في إصلاح التعليم الجمهوري الذي جاء خاب الاستقلال برؤية وفلسفة تؤسس لعهد جديد.
 

26. ديسمبر 2022 - 9:50

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا