ذهول ..قلق..حيرة تعلو محيا الجميع، ونحن نراه يقودنا لمستقبل مجهول، ترى من المسؤول ؟ من الذي أوصلنا لهذا الحال إذ لا أمل في حسن مآل ؟حيث الجوع، والبأس صنوان ، والفقر واليأس عنوان ، لهذا البلد المأزوم ..مشؤوم ..مشؤوم ..مشؤوم، كم هذا الجنرال مشؤوم!
قطعا لم يصل الجنرال لهذا المكان بحكم ذكائه، ولا مؤهلاته، ولا حكمته، ولا حسن تصرفاته، وإنما نحن: واعني بها الجميع دون استثننا فنحن من مكنا له من أنفسنا، وأعطيناه من كل سبب، فاتبع جمع الأسباب.
فالمسؤول الأول هو سيده وولي نعمته الدكتاتور، الذي رباه ردحا من الزمن تحت عينه ورعايته، إذ ترقى في سلك الجيش بسرعة فاقت التصور والخيال، وكبر وصار من أصحاب المال، وصارت له مخالب وأنياب، وركب الموجة منتهزا فرصة التخبط والاحتقان، وما آل اليه واقع الحال، فتنكر للجميل، ولسيده غدر، ووقعت الواقعة.. وحدث الانقلاب !!
فجاء دور المعارضة ألا ديمقراطية، لتقر له انقلابه، واصفة إياه بالحركة التصحيحية، طامعة بذالك في أن يتكرم عليهم الجنرال بالحكم، أو تكون لها حظوة المشاركة فيه، أو على الأقل ينالها من الكعكة نصيب، فتنكر للمعارضة الطامعة، الطامحة، وجااء برجل مسكين، لا حول له ولا قوة، ليكون الرئيس دمية أو الدمية الرئيس، ليحركه كيف ما شاء وحيث ما شاء، وبعد فترة مل من لعبة الدمى، وقرر القيام بانقلاب مرة ثانية داخلا بذال موسوعة الأرقام القياسية في الانقلابات الخاطفة، والناجحة في الوقت ذاته، فجاءت المعارضة ألا ديمقراطية من جديد لتقول: أنها حركة تصحيح ، لتلدق المعارضة في الجحر مرتين، ونعود للمربع الأول من جديد.
وليأت بعد ذالك الدور الكبير من نصيبنا نحن الفقراء المعدمين، الذين استقلت طيبتنا، وضعف ذاكرتنا لنكون الدرج الأخير الذي اعتلا عليه قمة الهرم، حيث خدعتنا الشعارات الزائفة، والوعود الكاذبة بمستقبل مشرق وغد واعد ووو ... ، ولاحقا سرعان ما تكشف السراب الذي حسبناه لوهلة ماء، آه..آه كم كنت أنا عن نفسي ساذجا إذ ذاك حينما صدقته، ونسيت أو تناسيت ما كان من أمره، مع من سبقنا ممن أحسنوا إليه ووثقوا بوعوده.
لا عيب حقيقة في أن يتحمل كل منا مسؤوليته، ويعترف بخطئه وجريرته، إنما العيب كل العيب هو الإصرار على ارتكاب الأخطاء والتنظير لها، فنحن جميعا بعلمائنا ومثقفينا مسؤولين بشكل أو بآخر أمام الله، وأمام التاريخ عن هذه الورطة المتمثلة في حكم العسكر،وعن ما آل إليه حال البلاد والعباد.
36316872