تعاودنا للمرة السادسة عشرة ذكرى أكبر عملية غدر جبانة نفذتها قوى الشر العالمية وعملائها، باغتيال الرئيس العراقي القائد العربي الخالد الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله، وتتجدد كل يوم في نفوس الأحرار ذكرى رجل مشى واثقا منتصب الذات فارع القامة إلى منصة الخلود.. رجل أعاد رسم حدود العزة والبطولة العربية والإسلامية في أمة صارت أرواح أبطالها تجفوها، وقفة شموخ وفداء ختمت بالشهادة، وبعثت في العرب روح النهوض والمطاولة، وأحيت في نفوس المؤمنين التوق للمجد وإنتاج الحياة المجيدة والسعي لظفر الحياة على الموت..
كان الشهيد صدام حسين، رجل عربي آمن بالله وبالعدل، وكرس عقيدة الإيمان بالبعث المجيدة صادقة مكتملة التفاصيل مرتبطة التكوين بالغة الصفاء، لا فرق بين ظاهرها وباطنها ولا تناقض بين يومها وأمسها، نشأ القائد الشهيد على عقيدة جيل البطولة العربي، المهيأ فكريا وثقافيا لوعي متقد بالإيمان؛ لحيثيات معركة المصير الواحد، لأمة العرب وهي تواجه الاحتلال والاستلاب والتجزئة والتفتيت، وضرب الهوية العربية وتمزيق النسيج الاجتماعي للعرب في كل أقطار الأمة...
لقد رسم الشهيد القائد صدام حسين ورفاقه الشهداء، معالم معركة المصير، وحدود المجد والكرامة العربية..
كان اغتياله غدرا من طرف الاستعمال الغربي الصهيوني والأطماع الفارسية والشرقية الحاقدة، هدفا عدوانيا لاستباحة الأرض العربية والشعب العربي والثروات العربية، وقتل العقيدة الثورية العربية في الأجيال المستلبة والأطر المنهزمين،
تلك العقيدة النضالية العظيمة التي كانوا هم شريانها الحيوي، والحراس المجيدين لها..
نعم اغتيل قادة العرب المجاهدين المحبين لأمتهم، لأنهم حملوا مشاعل النهوض العربي ورفضوا الاستكانة والذل والتبرير...
كان قادة القومية العربية رجال صادقين، حافظوا على عوامل وحدة العرب وصولا تحقيقها، ولأنهم لم يقبلوا بخطابات دينية ولا سياسية تفكك النسيج المجتمعي للعرب، ولأنهم رفضوا تسليم وبيع خيرات العرب، لأنهم غرسوا ثقافة واعية لدى أجيال من العرب، وسلحوا الشعب العربي بقوة الهوية الوطنية والإرادة القومية والدين الإسلامي الصحيح، ضد الاستعمار، فقد اغتيلوا واستشهدوا ...
بعدهم، دجنت النخبة العربية المنهزمة، بالإعلام المضلل، والدين المزيف والعميل "الاسلام الإرهابي الشعوبي" ؛ الموجه أساسا لتفكيك أواصر الشعب العربي عبر إثارة العنصرية.. اللونية.. والعرقية.. والشرائحية.. والطائفية.. والمذهبية..
انتشرت ثقافات الاستلاب، مع استسلام تام لنخب الانهزام والتبرير.. وكأنها مخدرة أو بلا وعي !!
كان الشهيد صدام حسين، الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، حزب الثورة العربية، مدافعا من العراق عن كل الأمة العربية، حافظ على دعم القوى السياسية لتكريس الوعي الجمعي العربي خدمة لوحدة الأمة، وأمنها، واستقرارها، وضحى في سبيل ذلك بكل المغريات الدولية والإقليمية، وقف مع كل من احتاجه من الأنظمة العربية والإسلامية في مواجهة قوى الاستعمار والأطماع، ودعم كل الشعب العربي في جميع أقطاره فكريا وثقافيا وتنمويا.. كان يؤمن بوحدة المصير العربي وبضرورة الذود عن العروبة شعب وأرضا.. وهكذا يكون للعروبة معنى.. رفض التعامل مع أي اتفاقيات دولية كونية مذلة أو ضار بالنسيج الاجتماعي العربي ...
كانت الوحدة العربية والحرية والاشتراكية، مبادئ وعقيدة لدى الشهيد صدام حسين ورفاقه، وليست شعارات، والقضية المركزية للعرب فلسطين، على رأس النضال والكفاح العربي، لم يقترب قيد أنملة من إي تبرير أو تقليص لذروة المطالب الثورية العربية، الرافضة لأي وجود للاغتصاب الصهيوني على أرض العرب والمسلمين فلسطين، أحرى عن التعاطي مع صهينة الخطاب السياسي وارتكاس صلابة النضال ضد قوى الاستعمار أو الرجعية..!
كان القائد الشهيد الفارس العربي الوحيد الذي، استطاع كسب قلوب الشعب العربي وأحرار العالم رغم عظم التضحيات وكثرة الأعداء؛ ومنهم الرجعية والأممية الدينية الموجهة والمدعومة من قوى الشر العالمية..
وكان الشهيد صدام حسين القائد النموذجي للثوار العرب المناضلين، فقد رسم خطا شامخا لدرب الوحدة والتحرر العربي.. مشى على دربه واثقا هو ورفاقه الميامين حتى وصلوا إلى منصة الخلود ... وبدأت مرحلة الخلود لتتواصل ..
ليست ذكرى اغتيال القائد، مناسبة استعراض فقط لامتصاص حيوي الشعب الثائر، أو مناسبة لتجار السياسة والمبادئ..!
أنها ذكرى تجدد الحزن على فارس الأمة، ذكرى المطالبة بثأر عظيم من ثارات العرب لدى أعدائهم، ومرحلة هامة ومركزية في ملحمة النضال والخلود العربي..
خط العقيدة العربية الثورية، متجدد وأصيل، والحق العربي الكامل في فلسطين ثابت لا يسقط بالتقادم، خط الشهيد صدام حسين طريق المناضلين والأحرار لتحقيق رسالة الأمة العربية في الوحدة العربية الحتمية، والحرية والاشتراكية...
المجد والخلود لسيد شهداء العصر القائد الخالد الشهيد صدام حسين رحمه الله
والمجد والخلود لرفاقه الشهداء وشهداء الأمة العربية جميعا، الشهداء أكرم منا